رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسرار الإعلان عن تشكيل قوة عربية مشتركة عقب زيارة السيسي إلى روسيا
فى الوقت الذى أكدت فيه جامعة الدول العربية عن أنه سيتم الإعلان عن بروتوكول تشكيل القوة العربية المشتركة، قبل نهاية شهر أغسطس الجارى، يتوافد على العاصمة الروسية موسكو قادة وزعماء الدول العربية المشاركين فى تلك القوة الموحدة. وفى هذا السياق تسعى روسيا إلى تعزيز حضورها الملموس في قضايا الشرق الأوسط، خلال هذا الأسبوع باستقبالها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في موسكو، فيما زارها قبل أسابيع قليلة وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى عهد المملكة. فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان إن مصر والسعودية والإمارات والأردن، من الدول المشاركة فى القوة العربية المشتركة، ومعهم الكويت والبحرين، موضحا أن هذه الدول تجمعها العديد من الملفات التى تحتاج للتنسيق بين التدخل العسكرى والحل السياسى، فى مقدمتها الأزمة اليمنية التى لم تنتهى بعد، وحاليا الموقف من الملف السورى والتدخل التركى العسكرى المباشر فى الأراضى السورية. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن روسيا ليست بعيدة عن هذه الملفات حيث ترتبط بعلاقات قوية مع إيران، التى تدعم الحوثيين فى اليمن وحزب الله اللبنانى، كما تتواصل موسكو بشكل مباشر مع الحوثيين وأنصار على عبد الله صالح، و تسلح الجيشين السورى والعراقى ضد تنظيم داعش الإرهابى، ولديها علاقات قوية مع تركيا وإسرائيل وجميع القوى الإقليمية. مشيرا إلى أن جميع هذه الدول والكيانات تربطها علاقات "جوبوليتكية"، على اعتبار أن الجغرافيا تتحكم فى التاريخ والسياسة، حيث ترتبط مصر مع السعودية ودول الخليج بالمدخل الجنوبى للبحر الأحمر، فيما يتعلق بمضيق باب المندب و سواحل اليمن، التى هى المدخل الجنوبى لقناة السويس، أما مدخلها الشمالى فيمتد إلى الساحل الشرقى للمتوسط حيث لبنان وسوريا واسرائيل وسيناء. وأضاف عودة إن العلاقات بين هذه الأطراف جميعا ضرورية ليس فقط لحماية أمن المضايق وممرات الملاحة الدولية، ومرور ناقلات النفط العملاقة، ولكن أيضا لمواجهة خطر الإرهاب الداعشى الذى يتحرش بالدول العربية ويمتد خطره إلى أوروبا. ومن جانبه قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والاستراتيجى إننا نقترب من الإعلان عن تشكيل القوة العربية المشتركة، والتى تشارك فيها مصر والسعودية والأردن والإمارات، لافتا إلى أن الأخطار المحدقة بالأمن القومى المصرى وإمتداده العربى، تأتى غالبا من ناحية البحار والمضايق والممرات المائية. مشيرا إلى أن العالم يعيش الآن زمن الحرب عن بعد والحرب الأليكترونية، ومن ثم تعتمد المعارك على القصف الجوى بطائرات الرصد الرادارى المتطورة، كما يتم تسليح القوات البحرية بالصوراريخ المضادة للسفن، بدلا من المدفعية الثقيلة، فى إطار الاعتماد على القوات سريعة الانتشار خفيفة الحركة، القادرة على التدخل السريع وإنجاز أكثر من مهمة فى آن واحد. وأوضح الخبير العسكرى إنه لهذا السبب تسعى مصر والسعودية حاليا للحصول على حاملة المروحيات الفرنسية "ميسترال"، ذات الإمكانات الجبارة، كما تعاقدت السعودية على منظومة صواريخ روسية مؤخرا، وكذلك مصر والأمارات، والأردن، متوقعا أن تكون تلك الأسلحة هى قوام القوة العربية المشتركة، حيث تشارك كل دولة ببعض ما لدى جيشها من قوات التدخل السريع، وما لديها من أسلحة. و اتفق معه اللواء مهندس فؤاد الجيوشى بالقوات الجوية سابقا، وأضاف أن إمتلاك الدول العربية، والمشاركة فى القوة المشتركة تحديدا لهذه النوعية من السلاح الروسى المتطور، تحمل رسالة ردع إستراتيجية لكل من يحاول استهداف الأمن القومى العربى، موضحا أن مصر لديها هدف استراتيجى عالمى تهتم بتأمينه وردع كل من يحاول الاقتراب منه هو قناة السويس، التى تؤمن بالمروحيات والطائرات المتطورة. وأضاف أن السعودية ودول الخليج أيضا مستهدفة سواء من إيران شمالا، خاصة بعد توقيع الإتفاق النووى، أو من حدود اليمن جنوبا، ومن ثم تهتم بالحصول على الطائرات والصواريخ الروسية؛ لأنها الأصلح لحماية الدول المحاطة بالإخطار والأطماع. وفى سياق متصل قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى إن الجماعات الارهابية وفى مقدمتها تنظيم داعش الارهابى، تهدف لإجهاض مشروع الجيش العربى المشترك، الذى أعلن الرئيس السيسى عن بدأ إنطلاقه خلال فترة وجيزة، والذى قلت منذ البداية أنه يجب توجيهه لمحاربة الخطر الداعشى والإرهاب المتأسلم، لأنه أشد خطورة على مصر والدول العربية من الميلشيات الشيعية والحوثية. وأشار مسلم إلى ضرورة توجيه الجيش العربى المشترك لمواجهة التنظيمات التكفيرية والمتأسلمة فى ليبيا وسوريا والتى تقوم بتصدير الإرهابيين إلى مصر، وعلى الجيش العربى أن يواجه الكيانات والتنظيمات الدولية العابرة للقارات، مثل تنظيم داعش، الذى يدعم الإرهاب من مصر والسعودية والخليج إلى دول المغرب العربى وصولا لنيجيريا، ويعبر البحر المتوسط إلى أوروبا. متوقعا أن تعمل الدول العربية على التنسيق مع روسيا، لمواجهة هذه الأخطار سياسيا وعسكريا، خلال زيارات الزعماء العرب لموسكو، التى تتكرر حاليا . نقلا عن الفجر |
|