رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أغلقت الجامعة في ويتبرج وعطلت العبادة في الكنيسة واضطهد الرهبان والراهبات وبات لوثر في موقف حرج خانق، فهو لم يرد أن يحطم كل النظم القديمة ولا أن يفرض تعاليمه على الشعب فرضا وخشي نشوب ثورة اجتماعية تذهب بكل جهوده وتعاليمه، فاضطر أن يخرج من مخبأه ويهدئ ثائرة الشعب في ويتنبرج حتى عادت الأمور إلى مجاريها، وجاهد لإخماد ثورة الفلاحين، على أنه حينما فشل في ذلك واشتدت الثورة وهاجم الثوار القلاع والأديرة حرص الأمراء على قتلهم وإخماد ثورتهم في غير هوادة ولا رحمه. ولكن لوثر ندم على ذلك فيما بعد وأنب نفسه على هذه الغلطة. غرست الآراء التي أذاعها لوثر في أوراق كثيرة من ألمانيا، وراح هو بقيه حياته يعلم وينشر دعوته وينظم الكنيسة الجديدة ويتعهد حياتها وثقافتها، وقد تزوج من (كاترين فون بورا Katharina von Bora) التي كانت راهبة، وعاش وإياها حياة هنية مع أطفالها في البناء الذي كان قبلًا ديرًا له في ويتنبرج. وهناك كتب المؤلفات الدينية ونظم الترانيم التي يرددها البروتستانت الآن. ولما تفشي الطاعون في ويتنبرج ظل لوثر فيها بين الشعب، وهكذا نشأت الكنيسة البروتستانتية نتيجة عيوب رجال الإكليروس الكاثوليك وشطرت الكنيسة الغربية شطرين ولم ينقضي وقت طويل حتى ساءت العلاقات بين الفريقين وشك كل واحد في نوايا الأخر وبدأت تفرق أوروبا في حروب دينية اتسعت بها الهوة وانتشر التعصب الديني. وبعد موت مارثن لوثر خرج شخص أخر ليخلق نظامًا جديدًا يؤكد به حق الكنيسة المطلق في الحرية والاستقلال عن الدولة جون كالفين. |
|