رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أراء حول سفر يونان هناك رأيان متباينان بشأن هذا السفر، فأحدهما وهو رأي المفسرين المحدثين لا يعتبره تاريخياً. بل مجازاً أي رواية تمثيلية موضوعة في قالب تاريخي، وانه كتب في عهد حديث ، أي ليس قبل القرن الرابع أو الخامس قبل المسيح، ويبنون رأيهم على ما ياتي : 1_ وجود السفر مع الاسفار النبوية وليس مع الاسفار التاريخية. 2_ ذكر معجزات تختلف عن المعجزات المذكورة في الاسفار التاريخية، ولا سيما النبأ المتعلق بالحوت. 3_ عدم الاتفاق بين ما قبل في توبة أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم، وما يعرف عن تاريخ نينوى وما جاء في سفر ناحوم ( 3 : 1 ) " ويل لمدينة الدماء كلها ملآنة كذباً وخطفاً "، " جرحك عديم الشفاء كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك " ( ناحوم 3 : 19 )، وناحوم عاش بعد يونان. 4_ ما جاء في ارميا ( 51 : 34 و 44 ) " أكلني نبوخذنصر ملك بابل. أفناني وجعلني إناءً فارغاً. ابتلعني كالتنين. ملأ جوفه من لذائذي ... وأخرج من فمه ما ابتلع " وهذا القول تشبيه بغير شك، فيقولون ان رواية يونان هي أيضاً تشبيه. أما الرأي الآخر، وهو رأي المحافظين من الشراح، فيعتبره سفراً تاريخياً كتبه يونان بن امتاي نفسه ومما يثبت ذلك : 1_ نفس الكلام ، فأنه لا يقول: صار قول الرب إلى انسان " بل إلى يونان بن أمتاي.. الخ ". 2_ كلام يسوع المسيح اذ قال : " لانه كما كان يونان في بطن الحوت... الخ، رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينوه، لانهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا " 3_ ان نبأ الحوت ليس من الحكايات التي غايتها أن تثير فضول الناس، ودهشتهم بل غايته الرمز إلى موت االمسيح وقيامته. ( ليس بامكاننا أن نجزم بذلك فهي قراءة مسيحية ). أما بخصوص توبة أهل نينوى من المحتمل انهم تابوا توبة وقتية فقط، ولم تذكر هذه التوبة إلا في هذا السفر، ولعل السفر جعل في عداد الأسفار النبوية. لان ما ورد فيه يرمز إلى امور مستقبلية، كقيامة يسوع المسيح، وتبشير الأمم وسواء قبل هذا الرأي، أو ذاك فالدرس الذي يلقيه السفر واحد. |
|