رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معجزة إشباع الجموع (ع 1 - 15): 1 بَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. 2 وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. 3 فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَل وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. 4 وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيبًا. 5 فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟» 6 وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. 7 أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا». 8 قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9 «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟» 10 فَقَالَ يَسُوعُ: «اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. 11 وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. 12 فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ». 13 فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ، الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. 14 فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ. ع1-3: "بعد هذا": أي بعد ما حدث في أورشليم، اتجه الرب إلى الجليل، وعبر بحيرته من الغرب إلى الشرق. "طبرية": مدينة على بحر الجليل، أنشأها هيرودس على اسم إمبراطور الرومان "طيباريوس" سنة 26 ميلادية. وتبعت الجموع الرب يسوع بسبب كثرة معجزات الشفاء، فصعد إلى تل مرتفع مع الاثنى عشر، وأخذت الجموع في التزايد حوله. ع4: لا يمكن إغفال هذه الإشارة العرضية التي ذكرها القديس يوحنا بقرب حلول الفصح، فالحديث في هذا الأصحاح، سيتناول الحديث عن الإشباع الجسدي للجموع من جهة، والإشباع الروحي الخلاصي للعالم كله من خلال خبز الحياة جسد المسيح من جهة أخرى. فقد أشار القديس يوحنا للفصح عمدا، لتهيئة الذهن لربط جسد المسيح المقدم للعالم بالفصح الخلاصي، "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1 كو 5: 7). ع5-7: يمثل فيلبس الشخصية العقلانية، فالمسيح هو الذي ذهب إليه ليدعوه، ولم يتبعه هو من نفسه (يو 1: 43)، وهو الذي قاطع المسيح في حديثه "أرنا الآب وكفانا" (ص 14: 8). ولهذا، وجّه المسيح الحديث إليه بالذات؛ ليمتحن إيمانه من جهة، وليجعله شاهدا بأن الإيمان يفوق العقل والإمكانيات المادية والعقلية. ولأن فيلبس يمثل العقل المحدود في حلوله، لم يقدم حلا لسؤال الرب يسوع عن مكان شراء الخبز، بل أضاف تعقيدا آخر وهو بكم؟!... أي حتى لو توفر المكان، فأين النقود؟ ع8-9: "غلام... شعير": يلفت القديس يوحنا نظرنا إلى شيء هام، وهو الله العامل بالقليل، فجاء حل المشكلة عن طريق غلام صغير، وليس أحد المسئولين الأغنياء. وكذلك الشعير، فهو خبز العامة الفقراء، وليس كالقمح غذاء الأغنياء. ع10-11: "اجعلوا الرجال يتكئون": عملية تنظيمية، نظمها التلاميذ. ولهذا، سهل حصر عدد الرجال، وكذلك سهل التوزيع؛ فالنظام من الفضائل المسيحية السلوكية التي ينبهنا لها الله "وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1 كو 14: 40). إلا أن العدد الإجمالى كان أكثر من هذا، كما أشار القديس متى: "ما عدا النساء والأولاد" (مت 14: 21). نلاحظ أن عبارة "قدر ما شاءوا" تشير إلى كمال العمل الإلهي في الإشباع حتى الفيض. وهكذا عمل الله دائما تجاه كل خليقة، وخاصة أبنائه المتكلين عليه، فإن "بركة الرب هي تغنى ولا يزيد معها تعبا" (أم 10: 22). ع12-13: جمع الكسر... لكي لا يضيع شيء: أولا، المعنى المباشر: أراد الرب أن يجعل من هذه المعجزة تذكارا لا ينساه التلاميذ، فكان عدد القفف بعددهم، فحمل كل واحد منهم واحدة كشهادة لا ينساها، لأنه شارك فيها. ثانيا: أما المعنى الرمزي في جمع الكسر، فهو أن هذا الخبز إشارة لجسده. فأولا قد شكر، وبارك، ووزع؛ وهي نفس الخطوات التي صنعها عندما أسس سر الأفخارستيا (الشكر). ولهذا، لم يكن من المقبول أن تُترك كسر الخبز لتدوسها الأقدام. بل طلب من التلاميذ - الذين يمثلون كهنوت العهد الجديد - جمع بقايا ما يرمز لجسده الذي باركه ووزعه. ليتنا نتعلم من المسيح أن نصلي قبل أن نأكل طعامنا، ونشكره، ونبارك برشم علامة الصليب، ثم نوزع الطعام على الحاضرين. وبعد ما نفرغ من الأكل، نجمع المتبقى لنأكله، أو نعطيه للمحتاجين، فهذا يشعرنا بنعمة الله التي يهبها لنا ولا يجدها الكثيرون. ع14-15: أما رد فعل المعجزة على النفوس فقد كان قاصرا، إذ اعتبروا المسيح هو النبي الذي تحدث موسى عنه في (تث 18: 15-18)، وانصرف ذهنهم إلى تنصيب المسيح ملكا أرضيا عليهم، وهو ما لم يقبله الرب منهم، فانصرف وحده، رافضا مجد العالم الذي لم يأت من أجله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العمل الإلهي المستمر |
العمل الإلهي والرياح المضادة |
مزمور 74 | العمل الإلهي |
ما هي موهبة كلام الحكمة وموهبة كلام العلم؟ |
العمل الإلهي-البشري |