داود الملك وهو الملك المحبوب لشعب الله، والمرنم الحلو. يمكنك قراءة الحادثة التي أودّ الإشارة إليها في حياة هذا الملك كاملة في سفر صموئيل الثاني أصحاح ١١. ففي الوقت الذي كان فيه ينبغي على داود الملك أن يكون في المعركة مع الجيش، لم يفعل ذلك بل صعد إلى السطح ليتمشى؛ فرأى امرأة تستحم، فأتت إلى ذهنه فكرة، فاشتهى هذه المرأة المتزوجة. وبعد ذلك حدث ما لا يُحمد عقباه. أمر بإحضار تلك السيدة (المتزوجة) ليزني معها!! ما يستوقفني في ذلك الموقف هو كيف تساهل داود (ونحن أحيانًا) مع الفكرة، ولم يحكم عليها ناظرًا إلى ما سوف يفعله؟ هل هذا صحيح أم غير صحيح؟ هل هذا يمجِّد الله؟ هل هذا يليق به كملك وقدوة للشعب أن يفعل ذلك؟ وللأسف لم يفعل داود ذلك (ونحن أحيانًا). كانت النتيجة هي السقوط المُشين، والذي بقى نقطة سوداء في السيرة الذاتية لداود الملك، الذي قال عنه الرب إنه وجد قلب داود مثل قلبه. السبب في ذلك كان تساهله مع فكرة بدأت صغيرة في بدايتها، ولكنها كبرت كالأسد الذي يمسك بفريسته بين مخالبه. وفي الحقيقة، لو كان داود سأل نفسه الأسئلة السابقة لما كان فعل ذلك الفعل المُشين. فيا ليتنا ندقِّق في كل فكرة تأتي إلى أذهاننا، ونتذكر قول الرسول للمؤمنين في فيلبي ٤: ٨ «أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا».