ان حب مريم قد صيغ بطريقة عجيبة فهو حب فائضا من قلب الله الي قلبها هي، و ان الحب التي كانت تحمله لأبنها قد أتى من نفس النبع الذي وهبها هذا الابن الإلهي.
ما الذي يمكنه ان يقول شيئا امام هذا السر؟ هل يمكن ان نستوعب هذا الاتحاد ما بين يسوع ومريم؟ يجب حتى ان لا نحاول ان نشرح طبيعة ذلك الحب الأموي والذي هو من مصدر حب الأب لأبنه الوحيد. اذا لم نستطع ان نفهم قوة ذاك الحب او قدرته ومداه فكيف اذا سوف نتخيل المشاعر التي تنتج منه؟ كل ما يمكننا ان نتفهمه انه لا يوجد أي مشاعر بشرية تقارن بشوق مريم ان تتحد بيسوع خاصة بعد رحيله وصعوده للسماء.