تشير عِبَارَة " خادِماً لَكم" في الأصل اليوناني διάκονος وبالعبرية מְשָׁרְת إلى وظيفة دينية تقوم بنشر كلمة المسيح ونعمته. علّم يسوع رسله أنَّ يروا في وظيفتهم خدمةً، فرؤساء الأمم يطمعون في السيطرة والسيادة، أمَّا هم فينبغي على غراره أن يجعلوا من أنفسهم خُدّاماً للجميع " تَعلَمونَ أَنَّ الَّذينَ يُعَدُّونَ رُؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأَنَّ أَكابِرَها يَتَسَلَّطونَ علَيها. فلَيسَ الأَمرُ فيكم كذلِك. بل مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِمًا. ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكم، فَلْيَكُنْ لأَجمَعِكم عَبْداً δοῦλος"(مرقس 10: 42-44). وتطلق الكلمة خاصة على خادم الإنجيل مثل بولس في خدمة الإنجيل (رومة 15: 16) وطيموتاوس (1 تسالونيقي 3: 2) أَبُلُّس (1 قورنتس 3: 5) وأبفراس (قولسي 1: 7). ويُعلق القديس أوغسطينوس: "كل واحد هو خادمٌ للمسيح على نفس الطريقة التي بها المسيح أيضًا خادمٌ". فالعظمة الحقيقية لا تكمن في عرض العصائب وتطويب الأهداب أو اختيار المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامع، وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، والاهتمام بالألقاب (متى 23: 5-7)، إنَّما في الخِدمة الآخرين. والمعلم المثالي والوحيد في هذه الخدمة هو يسوع الذي غسل أرجل تلاميذه كما صرّح "جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم"(يوحنا 13: 15).