رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذلال بني جبعون... إذ قطع إسرائيل عهدًا مع بني جبعون، قال الرؤساء لكل الجماعة: "إننا قد حلفنا لهم بالرب إله إسرائيل، والآن لن نتمكن من مسهم...، يحيون ويكونون محتطبي حطبًا ومستقي ماء لكل الجماعة" لقد استدعى يشوع رجال بني جبعون، وقال: "لماذا خدعتمونا...؟! فالآن ملعونون أنتم، فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبوا الحطب ومستقوا الماء لبيت إلهي" [19-23]. لقد اضطر يشوع أن يستحييهم كما سبق فإستحيا راحاب وأهل بيتها، لكن كلّ أخذ قدر إيمانه، هؤلاء بقوا كعبيد: "ملعونو أنتم فلا ينقطع منكم العبيد" لأنهم جاءوا إليهم عن خوف، أما هي فبقت كعضوة من إسرائيل الجديد إذ قبلت رسالته بالحب، حقًا لقد صار من جبعون من يستقون الماء لبيت الله، فنالوا كرامة عوض الموت، وانطبق عليهم القول: "عوضًا من الشوك ينبت سروٌ، عوضًا عن القريِس يطلع آسُ، ويكون للرب اسمًا علامة أبدية لا تنقطع" (إش 55: 13). أخيرًا يحذرنا العلامة أوريجانوس من الدخول إلى الإيمان على مستوى بني جبعون فنحيا كعبيد نحتطب حطبًا ونستقي الماء عوض أن نكون على مستوى الأبناء لله، العاملين إرادته، والسالكين بروحه متشبهين به. يقول: [لو كان إيمان واحد من الشعب محدودًا بحضوره الكنيسة والانحناء أمام الكاهن وتكريم خدّام الرب والاشتراك في تجميل الهيكل والكنيسة دون أن يصنع شيئًا لاصلاح سلوكه، وتصحيح عاداته، فيدفن الشر، ويمارس الحياة الطاهرة، ويضبط غضبه وطمعه واشتهاء ما لغيره ويبتعد عن النميمة والسب والإدانة الهدامة، فإن مثل هذا ينسبه الرب إلى بني جبعون... إنني أتوسل إليكم كسفراء عن المسيح (2 كو 5: 20) أنه مادام يوجد وقت وإمكانية للتصحيح فلتجاهدوا ولتسرعوا بإلقاء الثياب البالية والنجاسات التي لا تليق بحرية الإسرائيليين (الجدد). أتريد أن تعرف عظمة هذه الحرية؟ حسب الشريعة لا يمكن لخادم عبراني أصبح عبدًا أن يبقى هكذا في العبودية أكثر من ست سنوات، ففي السنة السابعة تأمر الشريعة برده إلى الحرية (خر 21: 2)، إذ تهتم الشريعة بالحرية. فلو أخذنا هذا النص بمعناه الروحي نجد أن الخادم العبراني إنما هو أنت، إذ سقطت في العبودية التي قال عنها الكتاب: "من يفعل الخطية فهو عبد للخطية" (يو 8: 34) هذه العبودية لا تسقط تحتها النفس العذراء الكاملة، إنما يسقط فيها النفس المتراخية الطفلة، فإن كنت أنت هو الخادم العبراني الذي نلت المعمودية في الكنيسة ثم عدت فسقطت كعبد للخطية فإن رقم 7 يشير إلى الوصايا (الإنجيلية)، فيليق بك أن تسترد الحرية سريعًا في سبع سنوات، أي خلال الوصايا، ولا تكن بعد عبدًا. إن كان رقم 7 يشير إلى الوصايا فإن رقم 6 يشير إلى تكوين العالم (تك 1: 31)، فمادمت تشتهي ما على الأرض (كو 3: 2)، وتهتم بما للجسد "العالم" (رو 8: 5)، فإنك حتمًا تعيش عبدًا للخطية. أما إذ بلغت رقم 7، فإنك تطلب حريتك وترجع إلى شرف أبيك... إني أسألك: إن كنت ابنًا لعائلة من طبقة عالية فهل تريد أن تكون عبدًا لهذا العالم؟ بلا شك تقول: لا... فإن كان لا يوجد في هذه الحياة من يريد أن يبقى عبدًا بل الكل يشتهي الحرية والغنى والشرف، ليس فقط لنفسه بل للآخرين... لذلك يجب علينا كما قال القديس يوحنا أن نعمل أعمال أبينا الذي أرسلنا مادام نهار (يو 9: 4)، حتى نكون أهلًا لروح التبني (رو 8: 15)، ويكون لنا موضعًا مع أولاد الله، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلى أبد الأبد آمين (1 بط 4: 11)]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحب مش إذلال.. |
أوغلو يتهم هذه الدول بتعمدها إذلال تركيا |
الفرق ما بين إذلال الجسد وبين أقمع جسدي |
«إيكونومست»: الرئيس يؤلب الشرطة على المتظاهرين.. و«الداخلية» تحاول الثأر من «إذلال الثورة» لها |
جبعون |