يقول الأحمق: ليس لي صديق، وأعمالي الصالحة لا تُقابَل بشكرٍ [16].
إذ يشعر الجاهل أن لا صديق، وليس من يشكره على أعماله الصالحة، يبذل كل جهده كي يخلد اسمه وذكراه على الأرض. قد يُقِيم مشروعات تشهد لصلاحه وأبنية فاخرة ينحت اسمه عليها. ولا يدرك أنه بخطاياه صار ميتًا، يُلقَى في القبر. جسده نفسه يصير قبرًا لنفسه الميّتة. يدهش القديس باسيليوس ممن ينحتون أسماءهم على المقابر، فيربطون أسماءهم بالموت عوض تسجيلها في سفر الحياة. وكأنهم إذ فشلوا في وجود أصدقاء لهم في السماويات، يطلبون أصدقاء من الموتى. إذ لا يتمتَّع الإنسان الأحمق بالنعمة الإلهية ولا يتجاوب معها دائم الشكوى، يحسب أنه محروم من صديقٍ مُخْلِصٍ، يُقَدِّر أعماله الصالحة. يرى أن الكثيرين يأكلون خبزه، وعوض تقديم الشكر له يسخرون به.