رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله رجاؤنا الوحيد إليك وحدك أخطأت ( مز 51: 4 )يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك ( لو 15: 21 ) مَن كان يظن أن خلاصنا يمكن أن يأتي من السماء؟ فالسماء كانت آخر مكان يُنتظر منه الخلاص لأننا إلى السماء قد أخطأنا، كما قال الابن الضال ( لو 15: 21 )، وكان قوله هذا حقًا وينطبق علينا جميعًا. إن خطايانا كانت ضد الله في قداسته وسلطانه، كما كانت دليلاً على أننا قد أبغضناه. فالذي كان يُنتظر من السماء هو الدينونة والغضب والنار والكبريت وليس المحبة والخلاص. ولكن قد حدث الشيء الذي لم يكن مُنتظرًا، وصار من الواجب أن يُعلَن للعالم الحق العظيم وهو أن «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» ( يو 3: 16 ). هذا أمر عجيب للغاية ولا يمكن أن يُقاس أو يُفسَّر بأي شيء إنساني. إنه من الله، إنه إعلان قلب الله نفسه. وفي الواقع إذا لم يأتِ الخلاص من الله، فمن أية جهة يمكن أن يأتي؟ لا شك أن أي إنسان لا يمكن أن يفدي أخاه، لأن الجميع قد أخطأوا، ولذلك وقع الكل تحت الدينونة، وما كان ممكنًا لشخص ما أن يُخلِّص آخر. لم يكن لإنسان رجاء ما بعيدًا عن الله. فلو لم يتداخل الله لأجل خلاصنا لكان هلاكنا محتومًا. ولكن شكرًا لله فقد تداخل، ونحن الذين نؤمن نتعجب وفي الوقت نفسه نسجد ونشكر. لقد بذل الله لأجلنا ابنه الوحيد، وكان هذا أعظم وأفضل ما يمكن أن يعمله، كما أن أقل من ذلك ما كان ممكنًا أن يسد حاجتنا. إن الكلمات هي الوسيلة التي نشرح بها الأشياء حتى يمكن فهمها، ولكننا نشعر أن أغنى وأعمق وأكمل الكلمات البشرية مجتمعة هي في الواقع ضعيفة وفاترة وعاجزة عندما يُراد استعمالها للإخبار عن هذه المحبة العظيمة، حتى روح الله نفسه، الذي بحكمة إلهية اختار أفضل الكلمات وأغناها لتحمل إلينا الحقائق العظيمة، أعلن عدم استطاعة اللغة البشرية جميعها أن تعبِّر عن عظمة عطية هذه المحبة، فأوحى إلى بولس بهذه العبارة «شكرًا لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها» ( 2كو 9: 15 ). لم تكن هناك طريقة أخرى ننجو بها من الظلمة والهلاك. الابن الوحيد هو وحده استطاع أن يخلِّصنا. والعمل كان أعظم من أن يُجريه إنسان أو ملاك أو رئيس ملائكة، لذلك بذله الله لكي يتمم عمل الخلاص لكي لا نهلك بل تكون لنا الحياة الأبدية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع ليس رجاؤنا الأخير يسوع هو رجاؤنا الوحيد |
رجاؤنا الوحيد في وسط الأكاذيب والخيانات |
رجاؤنا الوحيد في وسط الظلمة |
رجاؤنا الوحيد في كل آلامنا |
رجائنا الوحيد ورجاء العالم... |