يقول بلاديوس الذي كتب سيرته بين ما كتب من سير الآباء: "إن القليل المعروف عن شبابه ليس فيه ما يُعجب به"، وهو قول مهذب ينمّ عن أدب بلاديوس وشر موسى القديم غير الموصوف، غير أن بعض المصادر أمدتنا ببعض الصور عن حياته السابقة، فيُروى أنه أراد ذات يوم الاقتراب من قطيع أغنام ولكن الراعي أطلق كلابه علي ذلك اللص الذي كان يُسمى "وحش الجبل" أو "الشيطان الأسود" أو "رعب المنطقة" وذلك بسبب الرعب الذي كان ينشره في المناطق التي يحلّ فيها لفترات. ما أن رأى موسى الراعي والقطيع على الجانب الآخر من النهر حتى قفز في المياه وسيفه في فمه، وقيل أنه سبح لمسافة 1700 م.، وما أن لمحه الراعي حتى فرّ هاربًا، فتحول انتقام موسى من الراعي إلى الخراف حيث انتقى أفضل أربعة خراف ليذبحها ويحملها كلها معه عائدًا كما جاء، وعلى الجانب الآخر جلس يأكل أفضل لحمها، ثم قام فباع البقية والجلود ليحصل من ثمنها على الخمر ولم يفق من سكره إلاّ اليوم التالي حين عاد إلى رفقائه.