فسَيُمَجِّدُه اللهُ في ذاتِه وبَعدَ قليلٍ يُمَجِّدُه
تشير عبارة "فسَيُمَجِّدُه اللهُ" إلى جواب الشرط " إِذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه ". إن الله يُمجِّد ابنه يسوع برفعه إياه في نهاية اتضاعه لخلاص البشر كما جاء في تعليم بولس الرسول " لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء " (فيلبي 2: 9). اتضاع الابن هو الحد الفاصل بين تمجيد الابن للآب، وتمجيد الآب للابن برفعه إياه، وهذا الاتضاع هو موت الابن وقيامته وصعوده إلى السماء وحلول الروح القدس.
فكانت نهاية اتضاع الابن بداية تمجّده. يمجِّد الله ابنه في آلامه وصلبه حيث شهدت الطبيعة نفسها أنه ابن الله، وآمن قائد المائة، كما آمن به اللص اليمين. ما أعظمه من تمجيد ابن الإنسان بموته عن البشرية. وبتمجيده أعلن حب الآب الذي بذل ابنه الوحيد عن العالم، إنها محبة الآب التي ظهرت لنا الصليب (يوحنا 3: 16؛ رومة 5: 8). لذا يعلق العلامة أوريجانوس أن المجد هنا هو "المعرفة" التي لا يعرفها سوى الآب والابن، ومن يريد الابن أن يعلنها له (متى 11: 27)، المعرفة التي لا يعلنها لا لحم ولا دم بل الآب السماوي (متى 16: 17).