رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اكـــرزوا بالإنجيـــل وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمَع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. مَن آمن واعتمد خلَص، ومَن لم يؤمن يُدَن ( مر 16: 15 ، 16) أمامنا هنا رسالة معينة وهذه الرسالة هي إنجيل ربنا يسوع المسيح. وما يجب أن نعرفه كمُرسلين من الرب يسوع هو: ما هو الإنجيل الذي علينا أن نبشر به؟ إذ من السهل أن يكون فينا نشاط ولنا غيرة في عمل الرب، ولا نكون مبشرين بإنجيل ربنا يسوع المسيح. وقد تكون لنا المقدرة أن نَعِظ مواعظ رنانة، ولا نكون مبشرين بإنجيل ربنا يسوع المسيح بالمرة. يقول الرسول لأهل غلاطية: «إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعًا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر! ليس هو آخر، غير أنه يوجد قومٌ يزعجونكم ويريدون أن يحوِّلوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاكٌ من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما!» ( غل 1: 6 - 8). فما هو هذا الإنجيل الآخر الذي كُرز به للغلاطيين؟ إنه كان من الكتاب المقدس، ولكن الرسول يقول إنه ليس إنجيلاً بالمرة. كانوا يريدون أن يمزجوا الإيمان بأعمال الناموس ولكن الرسول يقول لهم صريحًا إنهم حولوا إنجيل المسيح، إذ كيف يمكن أن يضيفوا أعمالاً إلى العمل الكامل؟ ولكن إن كان أحد يبشر بإنجيل آخر فليكن أناثيما (أي ملعونًا)، حتى ولو كان ذلك المبشر ملاكًا من السماء. إذًا ما هو الإنجيل الذي علينا أن نبشر به؟ هو الإنجيل الذي بشَّر به الرسول بولس: «وأعرِّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه، وبه أيضًا تخلصون ... أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» ( 1كو 15: 1 - 4). فلنا هنا من فم الرسول بولس بالروح القدس تعريفًا للإنجيل. فهل هو أن نتجنب الكذب والحلف والسُكْر والتجديف وما إلى ذلك؟ كلا. فإن هذا لا يستطيع أن يعمله سوى الشخص الذي يقبل الإنجيل. إن إنجيل الله متضمن في الكلمة ”خذ“، أما إنجيل الإنسان فيطلب منا أن نعمل. علينا أن نبشر بإنجيل المسيح الذي مضمونه «المسيح مات من أجل خطايانا ... وأنه دُفن، وأنه قام». هذا هو الإنجيل الذي تُعلنه لنا كلمة الله، وعلينا أن نبشر به الآخرين. فالروح القدس يتكلم مع الناس بكلمة الله ويجعلهم يؤمنون بالمسيح. ليتنا نتمسك أكثر بالمكتوب «مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة» ( 2تي 2: 15 )، ولا نفشل حتى وإن كنا لا نرى كل ما ننتظره من النتائج. |