منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 11 - 2024, 02:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

الصليب والأفكار البشرية




الصليب والأفكار البشرية

«وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره. فالتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان. لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس. ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: مَنْ أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فإن مَنْ أراد أن يخلّص نفسه يهلكها. ومَنْ يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها» (مر8: 31-35).

كان بطرس قد اعترف بالرب يسوع أنه المسيح ابن الله الحي ونال التطويب من الرب. ويبدو أنه تصوّر أن الرب، كالمسيا، سيُقيم مملكته، وأنه هو والتلاميذ سيصِلون إلى العروش مباشرة. لكن الرب فاجأهم جميعاً بالحديث عن آلامه وموته. ولم يستطع بطرس أن يتقبل الكلام إذ كان مناقضاً كُلّية لتفكيره وتوقعاته، فأخذ الرب جانباً وابتدأ ينتهره، لكن الرب وبّخه بكلمات حازمة «اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس»؛ أي "إن ما يشغل فكرك الآن هو الناس لا الله. وأنت أفكارك محكومة بالمبادئ البشرية لا بالفكر الإلهي". لقد اجتاح الشيطان فكر بطرس في تلك اللحظة، وقاده لأن يقف كحجر عثرة قدام الرب. ويعلِّق رجل الله (كلي) على ذلك فيقول "ما الذي ساءَ الرب بذلك المقدار؟ إنه الشَرَك نفسه الذي نتعرّض له جميعاً: الرغبة في إنقاذ النفس وتفضيل الطريق السهلة على الصليب. أ ليس حقاً أننا بالطبيعة نحب أن نهرب من التجربة والعار والرفض، حتى أننا ننفر من الألم في عمل إرادة الله، مع أنه لابد منه في عالم كهذا؟ ألا نفضِّل أن نعيش حياة محترمة هادئة في الأرض، وباختصار، نريد أفضل ما في العالَمَين (السماء والأرض)؟ لم يستطع بطرس أن يفهم، لماذا ينبغي للمسيا أن يجتاز طريق الألم. ولو كنا هناك لقلنا أو فكرنا بأسوأ من ذلك.

إن الذهن البشري يرفض دائماً فكرة الصليب في اتباع المسيح. ربما نتكلم بسهولة عنه، لكن لما يلوح في الأفق شيء مؤلم، فإن صوت المنطق الطبيعي في داخلنا أو في أحبائنا يهمس قائلاً: "حاشا أن يكون لك هذا. خلص نفسك من هذا"، لذا يقول المسيح «فإن من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها». إن عشنا والنفس هي مركز حياتنا فسنخسر الحياة. وإن قدمناها للرب ولخدمته، فسنعرف قيمتها الحقيقية، وبذلك نكون قد خلّصناها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصليب برهان بطلان الحكمة البشرية
ملك الله على الصليب عندما مات ليفدى البشرية
الصليب والنفس البشرية
على الصليب تعرى الحبيب لكى بثوب بره يكسو البشرية
على الصليب عطش المسيح ليروى ظمأ البشرية كلها


الساعة الآن 03:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024