رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما يحدث الآن من تصعيد وعنف ودماء فى غزة سوف يؤدى فى النهاية إلى 4 نتائج رئيسية: 1- ضرب وتفريغ القدرة العسكرية لكتائب القسام. 2- مصالحة فلسطينية بين حماس «الخارج» وحماس «الداخل» مع إعطاء الغلبة لتيار الداخل. 3- خروج أبومازن والسلطة الفلسطينية من اللعبة التفاوضية وبدء دخول حماس «بعد التعديلات» إلى مائدة التفاوض. 4- تعامل واشنطن مع القوى الإسلامية السياسية الجديدة «تونس - فلسطين - سوريا - الأردن» من خلال نقطة مركزية رئيسية مؤثرة وهى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر. إن قبول الولايات المتحدة الأمريكية للتأهيل السياسى لصعود جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والتعاون معها منذ أكثر من عامين بشكل مطرد ومتصاعد هو ترجمة عملية لثلاثة متغيرات رئيسية فى الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة: أولاً: إن القوى العسكرية العربية «الجنرالات» التى راهنت واشنطن على التعامل معها على مدى 60 عاماً فى المنطقة قد انتهى دورها السياسى وإنه لا بد من استبدال «العسكر» بـ«العمامة». ثانياً: إنه يتعين على واشنطن استثمار الصعود الشعبى الإسلامى من أجل «احتواء» توترات المنطقة، أى إذا كان التيار الإسلامى هو مصدر «الحرائق» فلماذا لا نحوله إلى دور «الإطفائى»؟ 3- إن هناك العديد من القوى الإسلامية قادرة على أن تتعامل مع «الملف الإسرائيلى» بشكل عملى براجماتى، وأن تقبل بواقعية الوجود الإسرائيلى دون أن تتنازل أيديولوجياً أمام قواعدها الشعبية. هذه المبادئ الحاكمة هى التى يمكن أن تساعدنا على فهم وتفسير مسار العمليات العسكرية الحالية فى غزة وسوريا والتوترات على الحدود فى سيناء. نحن الآن نعيش مرحلة تمهيد على الأرض لمرحلة سياسية جديدة، يتم فيها استبدال جميع قطع الشطرنج القديمة بأخرى جديدة، وفق أسلوب وقواعد جديدة، لكن مع الحفاظ على نفس الأهداف التاريخية التقليدية فى المنطقة: 1- أمن وسلامة الدولة العبرية. 2- ضمان إنتاج وتصدير ونقل النفط العربى بأسعار مقبولة للعالم الصناعى. 3- تشجيع المجتمعات المدنية فى ظل شكل قانونى مقبول لدولة وطنية عصرية بصرف النظر عن توجهها الأيديولوجى طالما أنها تحترم قواعد التعهدات مع المجتمع الدولى. هل تصبح اللعبة مقبولة، وهل تنجح الأطراف الدولية والإقليمية فى المحافظة عليها داخل الإطار المرسوم، وهل تستطيع القوى المحلية السيطرة على الموقف والقدرة على ضمان عدم انفلات الموقف؟ هل تخرج اللعبة عن السيطرة، هل فجأة تصبح اللعبة أكبر من اللاعبين؟ لا أحد يعرف. الوطن |
|