إيمان الثقة والاختبار
إنه ليس الإيمان بالله الذي نقرأ عنه في كتب اللاهوت، أو في المعاهد الدينية، أو في الكنائس وفي فصول التعليم الديني على أنواعها. وإنما إيمان بالله الذي اختبرناه في حياتنا، وعاشرناه، وأدخلناه في كل تفاصيل حياتنا، واختبرنا عمليًا قول داود النبي "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8)..
ووجدنا أن الله عجيب عجيب، إلى أبعد الحدود، فوق ما يتصور العقل.. حياتنا كلها مجرد عشرة معه، ذقنا فيها حلاوته وحبه ورعايته، ورأينا أيضًا قوته وجلاله. وجربنا كيف يدخل في مشاكلنا، بطرق ما كانت تخطر على عقولنا. ونتيجة للاختبار، صارت لنا ثقة، غير مبنية على الكتب، وإنما على ما لمسناه بأيدينا.. لذلك إيماننا إيمان حقيقي راسخ في قلوبنا.