رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين العامل ورب العمل أفسس ٦ :٥ - ٩ في زمن بولس، كان العبيد ملكاً لسادتهم، يتصرفون بهم كما نتصرف اليوم بالمتاع. وهذا النوع من التعامل، كان يوقع بأولئك العبيد التعساء الضيق والآلام، بلا نهاية. هذا النوع من المعذبين أحب بولس، وأقبل إلى تعاليمه، التي لم يسبق لأحد أن ينادي بمثلها. ومع ذلك، فالرسول الكريم، لم يثبت فيهم روح ثورة حمراء للتحرر، بل علّمهم الإيمان العامل بالمحبة، والذي يصل بهم إلى حرية أولاد الله. وعلّمهم المسيح الذي هو الحق المحرر من الخطية والأنانية وكل فكر بعيد عن الصلاح. كان هذا الإيمان عطية من الله لهم، فقبلوه بفرح، ونالوا به تعزية وسلاماً. فاحتملوا الضيق والاضطهاد بصبر المسيح، وبدأوا يمارسون أعمالهم بأمانة، لكأنهم يخدمون المسيح نفسه. أجل إن المحبة، التي سكبها المسيح في قلوبهم، حررتهم من كل كذب ورياء، وخدمة العين، والكسل. وجعلتهم يعملون ويخدمون، لا طمعاً بالمكافأة والأجرة، بل شكراً للمسيح، الذي خلّصهم من خطاياهم. الواقع أن روح المسيح يخلق شعوراً جديداً في نفس المؤمن، بأنه يخدم المسيح في شخص أخيه الانسان. إنه يجعل كل واحد، أن يتقن أعماله، حتى ولو كان غير مراقب. لأن الله، ليس عن أحد منا ببعيد، بل هو معنا، ماكث في قلوبنا. وهو يرى أعمالنا، ويجازينا بفيض من سلامه. وأوصى الرسول السادة وأرباب العمل، أن يعاملوا عبيدهم بروح المسيح، أي بوداعة ولطف وطول أناة. وأن يوزعوا العمل بعدل بين العمال لئلا يكون ظلم وإرهاق. وذكر الأسياد بأن فوقهم سيد في السماوات يراقب الكل، وليس عنده محاباة. وأنه لا بد لهم أن يؤدوا له حساباً في يوم الدين، عن كل شتيمة أو ضربة، أو سوء معاملة، صدرت منهم في حق أجرائهم. ولا ينسى أحد أن أمام الله، ليس من تفاوت في الكرامة أو النقمة بين سيد وعبد، بين كبير وصغير. لأن الجميع إما خطاة وإما متبررون. ونجم عن تعليم الرسول بولس، أن كل من اعتنق المسيحية، أعتق عبيده. وكذلك في زمننا تميز المؤمنون بإعطاء عمالهم حقوقهم كاملة، معتبرينهم إخوة في المسيح. لذلك كمؤمنين، يجدر بنا أن نجنب النقابات عناء، حل مشاكلنا، وذلك بالتعامل في ما بيننا، بموجب ناموس المحبة في المسيح يسوع. " أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح " (أفسس ٦ : ٥). نشكرك أيها الرب لأنك تواضعت وخدمت الناس. علمنا روح الخدمة الصحيحة، لنخدم الكل بأمانة. |
|