منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2023, 08:24 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

القمص ميخائيل إبراهيم | من أجل الرب، نُقِلَ إلى ههيا





القمص ميخائيل إبراهيم



من أجل الرب، نُقِلَ إلى ههيا:

كان مدير المديرية في ذلك الوقت (المحافظ) هو نيازى باشا، ومأمور مركز بلبيس: حسنين شريف الدين (والد الصاغ مجدي حسنين الذي كان مسئولًا عن إنشاء مديرية التحرير). وحضر مفتش من الوزارة هو الأميرالاى أبادير أديب، وكان ذلك في يوم السبت، ونَبَّه لدى وصوله بأنه سيقوم بالتفتيش في اليوم التالي (الأحد) الساعة الثامنة صباحًا. وطلب من ضابط المباحث (وهو أنا) التنبيه على كاتب الضبط، وكاتب الإدارة، وكاتب الخفر (ميخائيل أفندي) للاستعداد للتفتيش، وإحضار الدفاتر والسجلات في تمام الساعة الثامنة صباح الأحد.
وفى تمام الساعة الثامنة حضرت أنا وكاتب الضبط وكاتب الإدارة. أما ميخائيل أفندي فلم يحضر، وذهب إلى الكنيسة كعادته..
وعندما سأل عنه الأميرالاى أبادير، قلنا إنه ذهب إلى الكنيسة. فسأل: [وهل نبه عليه أمس؟] فقلت: [نعم، نبهت عليه]. فثار جدًا، وأرسل من يستدعيه من الكنيسة. وذهب الرسول وحضر، وقال: [ميخائيل أفندي في الكنيسة يصلى، ولا يستطيع الحضور]. فأرسل إليه ثانيًا وثالثًا، ولم يحضر. وكان ذلك يسبب له هياجًا أشد. وأخذ يسب ويلعن وهو في مقر التفتيش (مكتب معاون البوليس) المواجه لمكتب المأمور.وصوته المرتفع يسمعه الجميع، ومنه مأمور المركز..
وفى حوالي العشارة، حضر ميخائيل أفندي.. وكعادته كل أحد، قبل أن يصل إلى مكتبه، مر على المسيحيين، خصوصًا الذين تغيبوا عن الكنيسة، يسألهم عن عدم ذهابهم، وعن أحوالهم وبيوتهم، ويوزع عليهم لقمة البركة..
فعل ذلك بنفس الهدوء والاطمئنان والسلام الداخلي العجيب، على الرغم من معرفته بوجود مفتش البوليس، واستدعائه له عدة مرات..

ثم دخل إلى مكتبه، وهو يرشم نفسه -كعادته- بعلامة الصليب، وكذلك يرشم مكتبه ودولابه وسجلاته. ثم حمل دوسيهاته وسجلاته، وذهب بها إلى المكتب الموجود به مفتش البوليس، ثم رفع يده بالتحية، بصوته الهادئ المعروف وطريقته الحلوة. وإذا بالمفتش يصرخ فيه: [أنا أرسلت لك عدة مرات، فلماذا لمتحضر؟]. فرد ميخائيل أفندي: [لقد كنت أمام الملك الكبير، ولم يسمح لي بالانصراف إلا الآن.. وسعادتك ما تزعلش نفسك. اعمل تحقيق، ووقع على الجزاء الذي تراه]. وإذا بمفتش البوليس يصرخ فيه ثانية ويقول له: [أنت يا راجل تعرف ربنا؟! لو كنت تعرف ربنا صحيح، كنت تعطى ما لقيصر لقيصر، وما لله لله].
فابتسم ميخائيل أفندي، وظهرت على وجهه علامات الانشراح. وقال له وهو يشير بيديه كعادته: [أنت يا سعادة البيه عارف ما لقيصر لقيصر وما لله لله؟ النهاردة يا سعادة البيه بتاع ربنا مش بتاع قيصر].
فغضب وهاج عليه، وقال له: [أنت إزاي تكلمني بالطريقة دي وباللهجة دي؟!] ودخل مسرعًا للمكتب المقابل، وهو مكتب المأمور، وكان المأمور سامعًا لكل هذا الحديث. وأمسك بالتليفون، ليتصل بمدير المديرية نيازى باشا، ليعمل تحقيقًا مع ميخائيل أفندي، لمجازاته ونقله. فما كان من المأمور بالرغم من أنه أقل رتبة من الأميرالاى - إلا أنه منعه من التكلم بالتليفون، قال له:
[لا تتصل بالتليفون من مكتبي، لمجازاة ميخائيل أفندي. وإذا أردت الاتصال بالمدير، اذهب وتكلم من عند عامل التليفون]..!
ورفض المفتش إذ وجد في إهانة له. وطلب سيارة للذهاب لمقابلة المدير. فرفض المأمور أن يعطيه سيارة ليستخدمها في مجازاة ميخائيل أفندي. وقال له: [تستطيع أن تذهب وتستأجر سيارة]..!
وفى الحال أخذ المأمور سيارة المركز، وذهب مسرعًا لمقابلة مدير المديرية (المحافظ)، وهو ثائر على الإهانات التي وجهها المفتش، والأسلوب الذي عومل به ميخائيل أفندي..
وقال المأمور للمدير: أنا الذي أعطيت ميخائيل أفندي إذنا أن يحضر كل يوم أحد الساعة العاشرة، باريت كل الناس مثل ميخائيل أفندي في أمانته وطهارة سيرته ونقائه.
وبعد قليل حضر مفتش البوليس، وحدثت مشادة بينه وبين المأمور أمام مدير المديرية وفصل المدير في الأمر بأن قدم حلًا وسطًا، وحتى يرضى المفتش، وهو نقل ميخائيل فندى إلى مركز آخر، ولا يجازى. ولكن هذا التصرف لم يعجب المأمور، وقدم تظلمًا لكي يبقى ميخائيل أفندي، الذي كانت سجلاته أدق سجلات، وعلى أساس دقتها كان العمل منتظمًا بمركز بلبيس..
إلا أن ميخائيل أفندي -وكان صانع سلام- فإنه ترجى المأمور أن يوافق على نقله. وقال له: لا أريد أن أكون سببًا في شجار أو خصام بينكما.
وتحت إلحاح كبير منه، وافق المأمور. وصدر قرار بنقل ميخائيل أفندي إلى ههيا. وكان يقول للجميع: [لابد أن الله له حكمة في إرسالي إلى ههيا]. فعلًا كان سبب بركة كبيرة لأهالي ههيا. وله معهم فيها معجزات كثيرة.



أغنسطس، عقيد بالمعاش
بطرس صليب بطرس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القمص ميخائيل إبراهيم | الرب معك، وكوني معافاة
القمص ميخائيل إبراهيم | عشر سنوات مباركة، قضاها المتنيح في ههيا
القمص ميخائيل إبراهيم | نهضة في ههيا
القمص ميخائيل إبراهيم | خدمته في ههيا
القمص ميخائيل إبراهيم خدمته في ههيا


الساعة الآن 10:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024