|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
محاضرة قداسة البابا تواضروس يوم الأربعاء 19-6-2013 عن سلوكيات الإنسان المسيحيسلوكيات الإنسان المسيحي بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين … تحل علينا نعمته وبركته من الآن والى الأبد أمين اقرأ لأجل تعليمنا جزء من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل فيلبى وهى الرسالة التي نسميها رسالة الفرح ، في الإصحاح الثالث في عدد 7 إلى عدد 16 ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من اجل المسيح خسارة بل إنني احسب كل شي أيضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا احسبها نفاية لكي اربح المسيح واوجد فيه وليس لي برى الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان ، لأعرفه وقوة قيامته وشركة ألامه متشبه بموته لعلى ابلغ إلى قيامة الأموات ، ليس أنى قد نلت أو صرت كاملاً ولكنى أسعى لعلى أدرك الذي لأجله ادر كنى أيضا المسيح يسوع ، أيها الإخوة أنا لست احسب نفسي أنى قد أدركت ولكنى افعل شئ واحداً إذ أنا انسي ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام ، أسعى نحو الغرض لأجل جعاله دعوة الله العليا في المسيح فليفتكر هذا جميع الكاملين منا وان افتكرتكم شئ بخلافه فالله سيعلن لكم هذا أيضا وأما ما قد ادر كناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه نفتكر ذلك عينه … نعمة الله الأب تكون مع جميعنا. أمين ونحن في الأسبوع الأخير من الخماسين المقدسة والذي ينتهي بعيد حلول الروح القدس يوم الأحد القادم وكنا في الأسبوع الماضي فرحنا بإقامة الآباء الأساقفة الجدد وفرحنا بتجليس أباء أساقفة في خدمتهم وهذه فرحة عمل روح الله في وسطنا واستكمال لأعمال عظيمة قام بها المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، وتكلمنا في الأسبوع الماضي عن تعريف من هو الإنسان المسيحي ، وأريد اليوم التأمل في سلوكيات الإنسان المسيحي وملامح حياته ولو فكرت كثيراً في الطريقة المناسبة التي اشرح بها هذه السلوكيات لكي تكون بسيطة ويحفظها كل واحد فينا في حياته ولم أجد أفضل من كلمة ” مسيحي ” وحروف كلمة مسيحي التي تصف حياة وسلوكيات الإنسان المسيحي فكل حروف كلمة ” مسيحي ” تشرح وتوصف صفات الإنسان المسيحي الحرف الأول : ” م ” وهو رمز للمحبة ، فالإنسان المسيحي هو مركز للمحبة والمحبة تشكل كيان الإنسان وحياته وفكرة وطريقة معاملاته ، وكما يعلمنا الآباء انه ليس لنا عدو إلا الشيطان فكل البشر بدون استثناء مهما كانوا أو تنوعوا سواء في العلم أو الثقافة أو الدين أو اللون أو الجنس مهما كان ، فكل البشر أحباء للإنسان المسيحي وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم في عبارة قصيرة ” أي مصباح بلا نور وأي مسيحي بلا حب ” والحب يوجه مباشرة الآخر لكونه إنسان وليس لأي سبب أخر ، والكتاب المقدس بهذه الصورة ملئ بالصور الكثيرة في محبة الأخر المحبة الحقيقية ، والإنسان المسيحي لأنه ولد من الماء والروح وهذه الولادة هي الولادة الجديدة ووهى التي نالها من السماء ونالها في بداية حياته ولذلك يقدر ويستطيع أن يحب كل احد ، وأمامنا أمثلة كثيرة مثل في تاريخ القديس بولس الرسول وقد تعرض لأكثر من محاكمة ثم تم ترحيلة إلى روما ليحاكم فبولس الرسول وقف ذات يوم وأثناء سلسلة محاكمات كثيرة وقف أمام اغريباس الملك ليسمع قضيته ، فبدأ بولس الرسول وهو المتهم يشرح في الإصحاح 26 باستفاضة وشجاعة يشرح إيمانه وكان يشرح بصورة رائعة هذا الإيمان ولكن الشئ الغريب انه كان يأخذ في الاعتبار الناس الذين كانوا يسمعوا هذه المحاكمة ووقف أمام فستس الملك ووقف أمام اغريباس الملك ، في عدد 24 في أعمال الرسل في إصحاح 26 ” بينما هو يحتج ، بينما قال فستس بصوت عظيم ” أنت تهزي يا بولس ” الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان ، فرد بولس الرسول بقوله ” لست اهذى أيها العزيز فيستوس بل انطق بكلمات الصدق وأمام اغريباس بعد أن قدم بولس الدفاع الخاص بيه وقد أعجب اغريباس بكلام بولس وبولس الأسير فقال له اغريباس ” بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا وهو ملك وثنى فقال بولس كنت أصلى إلى الله انه بقليل وبكثير ليست أنت فقط بل أيضا جميع الذين يسمعونني اليوم يصيرون اليوم كما أنا ما خلا هذه القيود ، ورفع يديه إلى أعلى ، هنا نجد انه بالرغم من انه متهم ويحاكم الجميل في الموضوع انه يصلى ولا يوجد ما يدفعه إلى ذلك إلا ألمحبه ، إذا نستخلص من هذا أن الإنسان المسيحي كل علاقاته ومعاملاته مع سائر البشر تنطلق من قول المحبة من القلب وهذه المحبة يعبر هنا القديس بولس الرسول بتعبيره الجميل في كورينثوس الأولى 12 عندما قال ” المحبة لا تسقط ابدآ ” ويضع هذه المحبة هي أساس ولذلك إذا بني بيت على هذه المحبة استمر وعاش وكذلك الخدمة وغير ذلك وهكذا الإنسان المسيحي هذه هي قوته وروح عمل الله فيه ، وعندما نقرا في غلاطية 5 ” وأما ثمر الروح فهو محبة ” وهى المحبة التي يقدمها طولا وعرضاً ، طولا وهى محبة الله وهى المحبة التي تدفعه أن يرتمي في أحضان المسيح ولذلك في مسيحيتنا توجد الرهبنة والحياة النسكيه وعشق البرية لأن الإنسان أراد أن يختلي مع الحبيب ويتبادل هذا الحب ، وأيضا الإنسان في سر الزيجة عندما يرتبطا معاً لأجل المسيح يعيش لأجل بعض كل الحياة ، حتى أن طرف سبق الآخر إلى السماء يظل الطرف الآخر وفياً له إلى نهاية الحياة كل هذا بسبب المحبة في الله التي سكبت في القلوب هي التي تجعل الإنسان بهذه الصورة ، فيقول في رومية 5:5 ” محبة الله انسكبت ” وهذا الفعل للسكب في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا ، فنعمد الأبناء في سن مبكر ليولدوا من جديد وينالوا نعمة الولادة الجديدة ويصير لهم ارتباط حي بالسماء ويستطيعوا أن يملئوا العالم حباً وهذه هي المحبة طولاً أما المحبة عرضاً ، فهي محبة كل البشر وكل الأشياء مهما كان الإنسان الذي أمامي لابد أن أحبه وهناك قصص في التاريخ القديم والحديث كثيرة جداً على أن المحبة التي يقدمها الإنسان المسيحي تأتى بثمر غير عادى طالما كانت المحبة من قلبه ، أتذكر قصه انه في أيام الحكم الشيوعي في روسية بعض أصحاب الفكر الشيوعي هجموا على كاهن روسي كان يستعد لصلاة عيد الميلاد والكنيسة كانت تحت الأرض أثناء الاضطهاد وكان هذا الهجوم كله شراسة ولكن هذا الكاهن الفقير جداً تقابل مع هذا المجرم بمنتهى الحب واللطف وتأخر على أن يصلى قداس الكريسماس بسبب تهديد اللص له وظلت هذه الليلة كلها مناقشه ما بين الاثنين ولكنها على ارضي المحبة وكان في نهاية الصباح احتفال بميلاد السيد المسيح وأن هذا الإنسان المجرم ولد ولادة جديدة في المسيحية وهذه هي المحبة ، العالم تلوث وأنا متأكد أن أحدكم يسألني ألا تعرف العالم في الخارج كيف حاله؟ ولكن يجب أن تثق أن المحبة الحقيقية التي نأخذها من شخص المسيح القدوس تستطيع أن تصنع كل شئ ، المحبة الحقيقية التي تبنى عليها خدمة أو كنيسة أو تكريس أو رهبنه أو زواج أو بتولية تستمر ، وإن غابت المحبة فلا منفعة من أي شئ آخر ، بولس الرسول عندما دخل إلى أثينا ، وأثينا عاصمة الفلسفة والثقافة اليونانية ووجد هناك مذابح كثيرة وعندما دخل البلد وجدوه يلبس أي لبس وليس عليه سمات أهل الثقافة فكان السؤال ماذا سوف يكلمنا عنه مثل هذا الشخص ، لكن عندما يبدأ معهم نجده يبدأ بمحبة فياضة ” كنت أتجول في شوارعكم واراكم شعباً متديناً ” وهذا بالرغم من إنهم وثنيون ، ” ووجدت مذبحاً مكتوب عليه انه للإله المجهول هذا الذي تتقونه وانتم تجهلونه ” أنا اليوم أعرفكم به وبدأ يدخل بهذا المدخل الجميل المملوء بالمحبة وبعد انتهاءه من الحديث كانت النتيجة أن ثلاثة من الحاضرين امنوا ، امرأة ورجلين وكانت هذه البذرة الصغيرة التي وجدت في بلاد اليونان وهى سبب أن تصير البلاد كلها مسيحية ، إذا هي المحبة وهى ليس لها مصدر إلا في شخص المسيح ذاته . الحرف الثاني: ” س “ المسيحي صانع سلام ، فهناك صناعات خفيفة وصناعات ثقيلة ولكن توجد صناعة صعبة وهى صنع السلام ، وهو احد النعم التي تغيب عن أماكن كثيرة ، فكيف يصنع الإنسان سلاماً ن هناك شخص يمكن أن ينقل كلمة من كلمة يصنع حرب بين الشعوب أو تصرف يصدر من شخص سبب اشتباكات ، وأيضاً أحيانا خصوم تبقى سنوات وسنوات ولا احد يقدر أن يصنع سلام فكيف تصنع السلام ، إن كان بكلمتك أو حكمتك أو تصرفاتك ، كيف تكسب كل احد ولا تخسر أي إنسان ، وهذا شئ مهم جدا ، ولا تظن أيها الحبيب أنك إن خسرت احد لن يحدث شيئاً ، لأنك إن خسرت إنسان فأنت تخسر عالم ومعرفة أما صنع السلام فيجعل الإنسان دائماً حاضراً حضور الله ، وطوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ، ولذلك الذي يقوم بعمل المصالحات عمل مهم جدا وعمل يحتاج إلى نعمة خاصة ، في تاريخ البرية نسمع أن راهب سكن في البرية حديثاً فترك له الراهب القديم قلا يته وذهب ليعيش في مكان آخر ، ولكن عدو الخير دخل ليفسد علاقة المحبة بينهم ، وبدأت تأتى زيارات للراهب الجديد وتستفيد من تعاليمه وهذا ما لا يحدث مع الراهب القديم فبدأ الراهب القديم يغير من الراهب الجديد ، فأرسل تلميذه إلى الراهب الجديد وليخبره أن يترك المكان في خلال يومين فماذا صنع التلميذ ، ذهب التلميذ إلى الراهب الجديد وقال له معلمي أرسلني لأسأل عليك إن احتجت شئ ، فأجابه الراهب الجديد وقال له اشكر واشكر معلمك وبعد مرور اليوم ولم يترك القلاية ، فأرسل التلميذ مرة أخرى وقال له قل له يمشي وإلا طردته أنا منها بنفسي فذهب التلميذ مرة أخرى وقال له معلمي قلق عليك للغاية ويسأل إن احتجت أي شئ في هذا المكان فقال له الراهب الجديد أشكرك واشكر معلمك وفى المرة الثالثة قال الراهب القديم أنى سوف اذهب اطرد الراهب الجديد بنفسي وبالفعل ذهب إليه وهو في الطريق سبق التلميذ للراهب الجديد وقال له معلمي بنفسه قادم ليسأل عليك فقام الراهب الجديد من قلا يته والآخر قادم في منتهى الغضب وعندما رآه من بعيد أعطاه ” ميطانيا ” احترام له وتعبير للمحبة وهذا الإتضاع طرد شيطان الغيرة ، ورجع التلميذ للمعلم الكبير الذي اكتشف خطأه وقال له أنى لم أوصل أي كلمة من الكلام الذي أنت قلته أنا وصلت رسائل سلام ، فأنت ممكن أن تسمع شئ ما لكن أن تنقله ممكن أن تسبب مشكلة فلا داعي أن تقلها لابد أن تصنع سلام داخل البيت ، احد الأشياء التي تمنع الإنسان من صنع السلام كلمة ” لا ” وهى من الكلمات الحادة التي تجرح إذن الإنسان فمن الأمور الهامة في حواراتنا أن نتجنب كلمة ” لا ” لكن علم نفسك كسب تكسب الشخص الذي أمامك ، واليك المثل في الكتاب المقدس عندما ضبطوا امرأة في ذات الفعل أتوا بها إلى المسيح وهذا أمر محرج وصعب للغاية ، فماذا فعل السيد المسيح لكي يصنع السلام ، كانت خطته كالآتي ، بدأ يخط على التراب بعض الخطايا وقال لهم من منكم بلا خطيئة فليرميها بأول حجر ، وبدئوا يروا خطاياهم ومن كان يحمل حجر ومتشدد وضعها على الأرض حتى انته الأمر بوجود هذه الإنسانة وحدها مع السيد المسيح ، فقال لها أما دانك احد ؟ أذهبي ولا تخطئي وصنع مسيحنا القدوس سلاماً جعل هؤلاء يفكرون في توبتهم وفى خطاياهم وأعطى هذه المرأة فرصه جديدة لكي تبدأ مرحلة جديدة في حياتها النقية وهذا هو صنع السلام ، أنت تكسب الطرفين ، فالوسيلة الأولى يا أخوتي في صنع السلام هي أن يتضع الإنسان فذات الإنسان وعناده لا يصنعا سلام على الإطلاق ، لابد أن يكون أتضاع حقيقي من القلب ، والإتضاع يكون في كلمة أو ابتسامة أو تصرف بسيط جدا ًوالقصص كثيرة لرص أخرى الحرف الثالث : حرف ” ى “ أي اليقظة فالإنسان المسيحي دائماً في يقظة منتبه وهذه اليقظة من اجل نصيبه السماوي وهو أغلى شئ لديه فيحي على الأرض وقلبه يهفوا ويشتاق إلى السماء لذلك تعلمنا كنيستنا المقدسة في كل يوم في صلاة الخدمة الأولى في المزامير مثل العذارى الحكيمات والجاهلات ومعناها السهر ليس بالمعنى المادي فقط فالشخص السهران متيقظ دائماً وحارس لهذا الإكليل لذلك نجد آخر أيه في الكتاب المقدس أيه تقول آمين تعالى أيها الرب يسوع وهذا الطلب يستلزم منا اليقظة الدائمة ، اليقظة الروحية فهناك تعبير مصري قديم يقول ” فلان سرقاه السكينة ” ولذلك من خطايا الشباب اليوم خطايا المخدرات والإدمان وهى بعض الأقراص التي تباع في الأسواق ويطلبها الشاب ليكون في حالة تغيب بلا يقظة ، لابد من اليقظة الروحية لتي تجعل الإنسان منتبه دائماً فدائماً الغفلة تسبق كل خطيئة ، فالإنسان المسيحي يقدم توبته في كل يوم ، ويسهر ويستعد للسماء في كل يوم هذا لكي لا يضيع إكليله ، اذكر قصه من قصص المراهقة حيث كانت بنت تعاكس ولد على عكس المعتاد فتقول له شعرك ناعم وجميل وهم في بيت واحد فلما سألها ما هو الشئ الذي يعجبك قالت له شعرك فحلق شعره ، فلما رأته البنت انزعجت من منظره ونسيت القصة ، كل هذا بسبب أن هذا الشاب نقى في حياته ، الإنسان المسيحي صاحب يقظة الحرف الرابع : حرف ” ح “ حكمة ، الإنسان المسيحي يتميز بالحكمة ، ” كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام ” وهذا تعبير المسيح البسيط الجميل ، ولابد أن تكون الحكمة مع ألبساطه لو كانت حكمة الحيات فقط فهذا مكر وخبث ودهاء وإن كانت بساطه بدون حكمة فربما يكون الإنسان غير سليم فلابد أن يكون هناك التوازن ، في حياة الأنبا اثناسيوس الرسولى انه في ذات يوم كان في النهر بمركب في أوقات النفي والهروب وبعدها تبعوه الجنود ولم يكونوا يعرفوه شكلاً فسألوه الم ترى اثناسيوس فقال لهم هو ليس بعيد عنكم ، فكانت الإجابة مفهومة لديهم فتركوا المركب ومضوا ، حكمة اللفظ مثل البابا شنودة عندما دعي إلى اجتماع كبير يضم الكثير من المسيحيين والمسلمين استخدم التعبير الجميل ” باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعاً ” ربما لو استخدم التعابير الأخرى الآخر لا يقدر أن يفهمها أو يقبلها وهذا هو الهدف أن أقول الكلمة السليمة والرد المناسب وفى قصص الفلاسفة يحكى أن الملك حلمَ حُلم أن أسنانه وقعت فأزعجه هذا الحلم فأتى بمفسرين الأحلام فأول واحد قال له أن تفسير هذا الحلم أن كل اهلك سوف يموتوا فانزعج الملك وأمر بقتل هذا المفسر للأحلام والمفسر الثاني قال نفس الكلام ولكن جاء المفسر الثالث وقال له نفس التفسير ولكن بصياغة أخرى وقال له سوف تعيش طويلا أيها الملك بحيث ستكون أنت أخر من يموت في عائلتك وهذا نفس الكلام ولكن الصياغة فيها الحكمة وإن أردت أن تتعلم الحكمة جيداً اقرأ كثيراً في سفر الأمثال لأنه يجمع حكم وحياة الإنسان وقطاع كبير من الحكم المصرية الخاصة بنا وفى كل اللغات فهي تجمع حكمة يجب أن تتعلمها وتفهمها وتعيش فيها ستجد فيها في سفر الأمثال حكم كثيرة تتعلمها في حياتك اليومية . الحرف الخامس : حرف ” ى ” ينبوع تعذيات فحضور المسيحي عبارة عن ينبوع تعزيات أي أن حضوره مفرح ، ثمر الروح محبه فرح سلام ، فالإنسان المسيحي إنسان يمتلئ بروح الفرح فهو دائماً فرحان ، في قصص البرية نجد أن القديس أبو مقار أرسل تلميذه ليعد الكنيسة للصلاة فقابل كاهن الأوثان وكان هذا الكاهن يقطع الحطب فقال له التلميذ عليك اللعنة يا صاحب الشيطان فقام عليه كاهن الأوثان وتشاجر مع هذا التلميذ وتركه بين الحياة والموت وبعدها رجع إلى عمله وأثناء مجي القديس أبو مقار فنظر إليه ابومقار وقال له طوياك يا رجل النشاط ، فقال له الكاهن الوثني لماذا تقول لي هذا فقال له أبو مقار بسبب نشاطك الملحوظ في الصباح فقال لأبومقار أن ككلامك حلو مفرح ، أنى أريد أن أكون تلميذ لك وأتعلم على يديك ، الإنسان المسيحي يمتنع عن ذكر الأخبار المزعجة ، أما كلامك المفرح الذي يعطى روح رجاء وروح أمل وتشجيع ، ففي مثلاً أب أو أم وجدوا ابنهم حاصل على رجات ضعيفة فيبدأ يعايره بباقي زملائه ونجد انه هناك أب وأم آخرين يمسك ابنه ويقول له أنى متأكد انك في الامتحان الآتي سوف تأتى بدرجات أفضل ويعطيه دفعة تشجيع ، القديس أنبا ابولو وكان شيخاً في الثمانين من عمره وجد مجموعة من الرهبان معه غير فرحين والفرح علامة الصحة الروحية وعلامة انك مسيحي فقال لهم لماذا تجاهدون وانتم عابسي الوجه السنا نحن ورثة الحياة الأبدية ، لابد إننا كما تذكرنا أن لنا إكليل في السماء هذا يفرح قلوبنا ، كلما تعيش في روح الفرح والمرح كلما تجد حياتك جيدة وطيبة هذه يا إخوتي ملامح سلوكيات الإنسان المسيحي فهو يصنع محبة ويصنع سلام ويهتم باليقظة في حياته ويقدم الحكمة ثم أن حضوره حضور مفرح ومبهج على الدوام ، هذه الصورة تدعنا فرحين وتجعل دور الإنسان المسيحي في المجتمع دور حي لابد أن تعرف وجودك في عملك أو خدمت أو بيتك أو الكنيسة أو المجتمع ، احرص على أن يكون لك هذه الصفات الخمسة في سلوكياتك المسيحية وهذا كله ثمر الروح الذي نعيشه في عيد حلول الروح القدس في الأحد القادم ونتذكر هذه الثمار التي نقتنيها في حياتنا الروحية يعطينا مسيحنا كل بركة ويكون الإنسان المسيحي هو إنسان يؤثر فيه روح الله أو انه يسعى دائماً نحو السماء لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن والى الأبد أمين |
|