أهمية حديث داود الأمور التالية
- كان يتكلم عن الرب كل الوقت. قال إن الرب هو الذي أقام شاول ملكاً، وهو الذي دفع شاول في يده في ذلك اليوم. وهو الذي يقضي ويحاكم وينفذ. كان داود متأكداً أن يد الرب خلف الأمر كله، فهو الذي يمسك شاول ويمسك داود ويحكم كل شيء. إن شعورنا أن الرب معنا في كل حين يعطينا الطمأنينة والراحة والثقة. إن الرب هو الكل في الكل لنا، وإننا به نحيا ونتحرك ونوجد، وإن منه وبه وله كل الأشياء.
- ثم تكلم داود مع شاول عن كلام الناس. قال: «لماذا تسمع كلام الناس: داود يطلب أذيتك؟». يقول المفسرون إن داود كتب المزمور السابع عن هذا الأمر. ويقولون إن رجلاً اسمه كوش البنياميني كان يكلم شاول ضد داود بدون وجه حق. ويقول داود في المزمور السابع: «إن كنت يا رب فعلت الشر فلتعاقبني». ثم يقول إن عدوه يشبه الأسد الذي يريد أن يفترسه. لقد قال الناس كلاماً خاطئاً لشاول الملك، إن داود يطلب أن يؤذيه ويطلب أن يقتله.
يسبّب كلام الناس دوماً مشاكل كثيرة ويخلق سوء تفاهم... قبل أن تصدّق ما يقوله الناس، اسأل أولاً حتى تعرف الصواب من الخطأ. قال إمام الحكماء سليمان: «لاَ تَضَعْ قَلْبَكَ عَلَى كُلِّ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي يُقَالُ» (جامعة ٧: ٢١). لا تجعل كلام الناس يبعدك عن الصواب ويقلب هناء حياتك. ضَعْ عقلك في رأسك وتصرَّف بحكمة.
- ثم تكلم داود إلى الملك شاول بمحبة. قال له: «يا أبي». لم ينس داود أنه عاش في بيت الملك شاول وأكل عنده. ولم ينس أنه تزوج ابنته ميكال، فشاول هو حمو داود. ولم ينس أن الملك هو والد صديقه المحبوب يوناثان، لذلك خاطبه على أنه أبوه. صحيح أن شاول طلب قتل داود لكن هذه الغلطة لم تجعل داود ينسى أن شاول أبوه.
إن كنا نكلم أعداءنا بمحبة، فسوف نكسب كل موقف. وإن كان لنا عدو فيجب أن نتذكر محاسنه كما نتذكر عيوبه، فهذا يساعدنا على أن نغفر له.
- وتكلم داود مع شاول بتواضع. قال عن نفسه: إنه مثل كلب ميت أو مثل برغوث واحد. وهذا معناه أن داود متواضع، لا يظن في نفسه أنه شيء كبير.
البرغوث سريع الحركة، ومن الصعب أن تمسكه، وقبل الوصول إليه يقفز إلى مكان آخر، لكنه شيء حقير. فلماذا يأخذ شاول ثلاثة آلاف جندي ليطارد رجلاً واحداً هو داود؟ كان الواجب أن يأخذ شاول رجاله ويحارب الأعداء بدلاً من الجري وراء داود الذي استخدمه الله ليخلص به الشعب خلاصاً عظيماً يوم قتل جليات الجبار.
- ثم تكلم داود إلى الملك شاول بتسامح. لم يقتل الملك، مع أنه كان يقدر - بل قال له: «قيل لي أن أقتلك ولكنني أشفقت عليك، وقلت: لا أمد يدي إلى سيدي لأنه مسيح الرب هو».