رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسيح مارمرقس من جهة ترتيب الأحداث رأينا مسيح مارمرقس من جهة الرمز رأينا ميسح مارمرقس من جهة النبوات رأينا مسيح مارمرقس من جهة التاريخ. (متى كتب إنجيله ولمن) رأينا مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية. وسنتكلم فيما يلي عن مسيح مارمرقس من جهة ترتيب الأحداث. النقطة الخامسة: مسيح مارمرقس من جهة ترتيب الأحداث † من المعروف أن البشير متى والبشير لوقا لم يهتما بالترتيب الزمني للأحداث. أي عندما نقرأ إنجيل متى ليس بالضرورة أن تكون الأحداث الموجودة في إنجيل متى "إصحاح 14" مثلًا حدثت بعد الأحداث الموجودة في إنجيل متى "إصحاح 13". إنجيل متى: † إنجيل متى إنجيل تدبيري لا يهتم بالترتيب الزمني. وكلمة "تدبيري" تعني أن هناك فكر معين لدى القديس متى يريد أن يعلنه. لذلك قام القديس متى بتجميع الأحداث بحيث تحقق ما يريد أن ينقله إلينا من أفكار. † فمثلًا عندما كان يحدثنا عن تعاليم السيد المسيح قام بتجميع تعاليم السيد المسيح كلها في "الموعظة على الجبل" في "الإصحاحات 5، 6، 7" بالرغم من أن السيد المسيح لم يقل كل هذه التعاليم دفعة واحدة. فمعظم الآباء اتفقوا على أن السيد المسيح على الجبل ذكر "التطويبات" فقط. ولكن القديس متى أراد أن يجمع دستور الملك. كذلك المعجزات المذكورة في إنجيل متى "إصحاح 8" وعددها 8 معجزات. هذه المعجزات لم تحدث متتالية كما ذكرها البشير متى ولكنه قام بتجميعها عندما أراد أن يتكلم عن قيام السيد المسيح بعمل العديد من المعجزات. إنجيل لوقا: † أيضًا البشير لوقا لم يهتم بالترتيب الزمني للأحداث، لأن القديس لوقا مؤرخ وطريقته أنه يركز على القصة التي يكتبها وحسن تسلسل الأحداث بها حتى لا يشتت فكر القارئ فعندما يبدأ قصة ينهيها. † فمثلًا في إنجيل القديس لوقا إصحاح 3: نجده يتكلم عن يوحنا المعمدان ويحكى قصته في تسلسل (بدأ بـ"صار كلام الله ليوحنا بن زكريا" – قصته – توبيخه لهيرودس) ثم أنهى قصة يوحنا المعمدان بالآية التالية التي تفيد قيام هيرودس بحبسه: "زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ" (إنجيل لوقا 3: 20). ثم نجده بعد ذلك مباشرة يبدأ قصة جديدة هي قصة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان بالآية التالية: "وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ" (إنجيل لوقا 3: 21). الذي لا يعرف اسلوب لوقا القصصي يتساءل كيف اعتمد يسوع من يوحنا بعد أن وضع يوحنا في السجن؟! ولكن الواقع أنه بدأ قصة يوحنا المعمدان وأنهاها كما حدثت حيث انتهت بوضع يوحنا المعمدان في السجن، ثم أراد أن يتكلم بعد ذلك عن موضوع عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. فلوقا رجل قصصي يكتب قصة، فينهيها حتى لا يشتت القارئ. † أيضًا في إنجيل لوقا إصحاح 22 نجد القديس لوقا يقول: "وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا مَعَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ». ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ.وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!». فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟». (إنجيل لوقا 22: 14). الذي يقرأ هذه القصة من إنجيل لوقا يعتقد أن يهوذا كان حاضرًا معهم في كسر الخبز. ولكن هذا لم يحدث لأن يهوذا خرج قبل كسر الخبز. ولكن لأن لوقا رجل قصصي لم يقطع روايته بحدث خروج يهوذا حتى لا يشتت القارئ. إنجيل يوحنا: اهتم القديس يوحنا بالترتيب الزمني للأحداث. ولكنه تجاهل تمامًا خدمة السيد المسيح خارج أورشليم فلم يذكر عنها شيء. ولكنه ركز على خدمة السيد المسيح في أورشليم وذكرها بالترتيب: السنة الأولى – السنة الثانية – السنة الثالثة – سنة الصلب. إنجيل مرقس: † أما أبونا الحبيب مارمرقس فهو رجل منظم ويحب النظام والترتيب وقد اهتم جدًا بالترتيب الزمني للأحداث. وتكلم عن حياة السيد المسيح مرتبة ترتيب زمني دقيق. فالأحداث التي نقرأها في إنجيل مارمرقس إصحاح 4 مثلًا لا بد أن تكون حدثت قبل الأحداث المذكورة في إنجيل مارمرقس إصحاح 5، يجب أن نفهم هذا تلقائيًا. |
|