رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة أعمال العناية الإلهية وكان يوناثان وأخيمعص واقفين عند عين روجل، فانطلقت الجارية وأخبرتهما، وهما ذهبا وأخبرا الملك داود، لأنهما لم يقدرا أن يريا داخلين المدينة. ( 2صموئيل 17: 17 ) عندما هرب داود من وجه أبشالوم، أرسل له الرب في وقت الشدة أصدقاء أوفياء. يأتي على رأس القائمة “حُوشاي الأركيُّ”، هذا كان الأداة الأولى للانتصار، وكان توَّاقًا للاتصال بداود لإبلاغه بمشورته ومشورة أخيتوفل لأبشالوم. وكانت الأخبار يجب أن تصل لداود. وهنا يأتي دور “صادوق وأبياثار الكاهنين”، وكان معهما ابناهما “أخيمَعص ويوناثان”، اللذان وقفا عند “عين رُوجل”، متأهبين للإنسلال في ظلام الليل. ولكن كيف ستصل الأخبار إليهما عند “عين رُوجل”؟ (ع17). وهنا تظهر في المشهد حلقة هامة جدًا: “جارية بسيطة مغمورة” (ع17). هذه بدورها حملت رسالة “حُوشَاي” إلى “أخيمَعص ويوناثان”. ولكن «رآهما غلامٌ وأخبرَ أبشالوم» الذي أمر عبيده بتتبعهما (ع18). وعندما لاحظ “أخيمَعص ويوناثان” تتبع جواسيس أبشالوم لهما «ذهبا كلاهما عاجلاً ودخلا بيتَ رَجُلٍ في بحوريم وله بئرٌ في دارهِ، فنزلا إليها» (ع18). وأصبح صاحب البيت وامرأته حلقة مهمة في سلسلة أعمال العناية الإلهية «فأخذت المرأة وفرشت سجفًا على فم البئرة وسطَحَت عليهِ سميذًا فلم يُعلَم الأمر» (ع19). وبعد ذهاب رجال أبشالوم، خرج “أخيمَعص ويوناثان” من البئر، ذهبا وأخبرا الملك داود بالأخبار. وفي هذا المشهد توجد سلسلة من الخدمات مرتبطة ببعضها البعض لتحقيق غرضٍ واحدٍ. ولو غابت حلقة منها لأصبح داود فريسة لأبشالوم. وكان تكريس الجارية الفقيرة الشابة له أهميته للملك، مثل مشورة وحكمة تصرف “حُوشَاي” صاحب الملك. لا شيء يُمكن أن يُحتقر، وربما الأكثر تواضعًا هو الأجمل مكانًا. وليست فقط الخدمات المتنوعة كيفما كانت تُكوِّن مجموعة واحدة معًا عندما يكون لها ذات الهدف، بل ما يستحق الملاحظة أيضًا أن خدمة الواحد تتطلَّب خدمة الآخر، وكل منها يتحرك بالذي سبقه. ليتنا – باعتبارنا أحباء الرب يسوع المسيح، المرفوض والمُحتقر الآن من العالم – أن لا نعتبر أية خدمة أصغر من أن نقوم بها، أو أن نعتبر أنفسنا غير مستحقين أن نخدم مع مَنْ هم أكثر مِنا إمكانيات أو مواهب. إن افتقاد أية خدمة بسيطة يُمكن أن يُعوِّق وصول الأخبار المُفرِحة إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إليها. آه لو علم الأخ صاحب الخدمة البسيطة التي تبدو له كأنها قليلة الأهمية، أن صاحب الخدمة البارزة لا يستطيع أن يستغني عن تلك الخدمة البسيطة، بل «هي ضرورية» ( 1كو 12: 22 )، لارتاح ولخَدَم راضيًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من خلال أعمال العناية الإلهية |
أعمال العناية الإلهية مع يوسف |
العناية الإلهية |
العناية الإلهية |
العالم تصونه العناية الإلهية، إذ لا يوجد مكان لا تدركه هذه العناية |