الأنبا مكاريوس
عندما اشتد به المرض لم يثنه ذلك عن حبه الشديد وملازمته للمذبح، بل كان في السنوات الأخيرة من حياته أكثر اشتعالاً وأكثر بذلاً رغم ضعف جسده. ولم يكن يسمع لكلام أي من الأطباء أو الآباء اللذين يمنعونه من الصلاة وكان يقول لنا: "عندما أقف على المذبح لا أريد أن أتركه أبداً، وربنا ما يحرمنيش من الصلاة حتى ولو تنيحت على المذبح وأنا بأصلي".
وكم كنا نتعجب له كثيراً حينما نراه في بداية القداس وهو غير قادر على الوقوف والكلمات متقطعة وتخرج بصعوبة بسبب ضيق التنفس ولكن الروح نشيط، فعندما يبدأ القداس ويبسط يديه أمام المذبح ويرفع قلبه إلى اللَّه ما هي إلا لحظات ونجد الصورة قد تغيرت تماماً، وعندما نسأله في نهاية القداس: "ماذا حدث يا سيدنا؟" يجيبنا أنه كان يصلى معنا البابا كيرلس أو مار جرجس أو أبى سيفين أو مجموعه من السواح.