في عام ١٨٥٦ حدثت مناوشات بين الجيش المصري والجيش الإثيوبي وكانت السودان جزءا من مصر وقتها .. ولما زادت الأمور عن حدها ولاحت الحرب مع اثيوبيا في الأفق أوعز الباب العالى العثماني الى خديو مصر سعيد باشا ان يوفد البابا كيرلس الرابع الى اثيوبيا للتوسط وحل المشكلة ورغم خطورة الأمر وافق البابا كيرلس ومضي في رحلة استغرقت مئة يوم حتى وصل إلى مشارف اثيوبيا وكان السفر خطرا في تلك الأيام
اما إمبراطور اثيوبيا فقد كان اسمه ثيودورس الرهيب لعنفه وصرامته ولما سمع بقدوم البابا كيرلس استقبله على بعد ثلاثة أيام من قصره وقبل يديه ومشى خلفه وكان كريما جداً معه وكان طعام البابا مطبوخا من يد الملكة وتنقلات البابا هى تنقلات إمبراطور البلاد
وتكلم البابا مع الإمبراطور بخصوص ما يحدث في بلدة هرر وغيرها وقال له ان العلاقات بين مصر والحبشة قوية وقديمة واقتنع الملك وسحب قواته من على حدود مناطق الخلاف
ولكن كانت هناك مؤمرات تحاك في الظلام
واحدة في مصر والأخرى في اثيوبيا
في مصر قالوا للخديوي ان كيرلس الرابع سيتحد مع إمبراطور الحبشة ويغزو مصر
وفى اثيوبيا قالوا للإمبراطور ان كيرلس الرابع جاء لكى يجعلك تهدا ويعطى فرصة لحاكم مصر ان يقتحم الحبشة ويحتلها
وصدق الإمبراطور الوشاية خصوصا ان سعيد باشا كان قد حرك جيوشه نحو الجنوب ولذلك أمر ثيودورس الرهيب ان يتم حبس البابا كيرلس ولا يعود لمصر وان يوضع في القيود الحديدية ولا يقابل أحدا
وظل البابا كيرلس في ضيقة حتى استطاع الاتصال بأم الإمبراطور وشرح لها الأمر وتوسطت له عند ابنها وارسل البابا لخديو مصر يقول له ان المهمة كادت ان تنجح لولا تحركات الجنود
وتقابل البابا مع الإمبراطور الذى قال له ان أحدهم وشي اليه ان من ضمن هدايا البابا كيرلس ثوبا مسموما .. وهنا لبس البابا هذا الثوب ولم يحدث شيئا .. وعرف الإمبراطور الحقيقة فبكى وجاء للبابا حافيا حاسر الرأس يطلب المغفرة
وانتهت مهمة البابا كيرلس الرابع بنجاح ونزع فتيل الحرب بين مصر وإثيوبيا
وعاد لمصر مكرما من الجميع ورفعت الصلبان في موكب استقباله
كانت أيام
الصورة المرفقة صورة نادرة للبابا كيرلس الرابع وهو فى زيارته لأثيوبيا