رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جهاد الخازن مصر تسير في الطريق الصحيح والوضع العربى كارثى
فى ظل الصراعات والأزمات الكبرى التى يعيشها الوطن العربي، نتيجة للأحداث السياسية على الساحة من تظاهرات وثورات الربيع العربى وما ترتب عليها من استقرار ببعض البلدان، وتشرد شعوب ببلدان أخرى. التقت «الوفد» بالكاتب الصحفي جهاد الخازن، ليفتح لنا موسوعة من الأسرار والمعلومات ويكشف لنا كواليس الحكم بالبلاد العربية وما يجرى بداخلها، وعن علاقاته الواسعة والمتشعبة مع الرؤساء العرب الذين فتحوا له خزائن الأسرار والمعلومات، ويتحدث عن الأوضاع بالبلاد العربية ويحلل ما يجرى بها، كما أوضح رؤيته للكثير من الملفات والقضايا العربية والإقليمية من الأزمات السورية والإيرانية واليمنية لتفتح معه الكثير من القضايا حول تنامي نفوذ الإرهاب، ووصوله إلى دول الغرب، وكيفية مواجهته، والأزمات التي تشهدها البلدان العربية لا سيما سوريا.. فإلى نص الحوار: < عقب مرور الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير باستقرار أمنى، برأيك مصر فى طريقها الصحيح لمواجهة الإرهاب؟ - مصر تسير في الطريق الصحيح والإرهاب سيهزم، إلا أننى أرجح ألا يستغرق الجهد عقداً كاملاً كما حدث فى التسعينات القرن الماضي، أعرف دول الخليج معرفة مباشرة، وقد سمعت فيها جميعها أنها تريد أن تعود مصر إلى مركزها القيادي وسط المجموعة العربية والدول القادرة على مساعدة جهودها مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت. أتمني لو أسمع غداً أن سيناء أصبحت خالية من الإرهاب والإرهابيين بدل أن يكون الخبر قتل جندي هناك أو خمسة جنود هناك، ومنع الإرهاب الذى يحاول القضاء على الوطن والإنسانية، أما عن أنصار بيت المقدس الإرهابيين يجب أن يواجهوا بحزم وشدة والرئيس عبد الفتاح السيسي يعرف المطلوب إلا أن حكمته في الحذر، والمثل العربي القديم يقول: «مأمنه يؤتى الحذر»، والمطلوب حرب مفتوحة على الإرهاب فى سيناء إلى كل محافظة في مصر، فالنهضة التي تريدها لمصر ستظل معطلة لو بقى الإرهاب. ونريد أن نسمع أخبارًا من نوع حفر قناة جديدة لقناة السويس والسفن تعبرها لا جرائم إرهاب. < كيف ترى الوضع في المنطقة العربية؟ - الوضع في المنطقة العربية كارثة أو مأسأة فبعضها سقطت في حفرة وعلينا أن نحاول الخروج منها، وهناك دول بدأت تحفر لخروج، مضت علينا ستون شهرًا كل شهر فيها أسوأ من سابقه، ولا سبب منطقياً لتوقيع شيء أفضل، المطلوب القضاء على الإرهاب، والتوحد ضد داعش والنصرة والقاعدة بفروعها جميعاً في كل بلد، وهذا يعني تضافر جهود مصر والسعودية ودول الخليج وجهد مشترك لقمع الإرهاب وتجفيف مصادره، ولكن الولايات المتحدة لن تقوم بالمهمة نيابة عنا، وهي ليست حليفاً أو صديقاً طالما أن الكونجرس الأمريكي يقدم مصالح لإسرائيل ويفضلها على المصالح الأمريكية نفسها. وربما الرئيس بارك أوباما حسن النية إلا أنه متردد في الاحتفاظ بالجبن، وهو لم ينفذ شيئاً على الإطلاق بما وعد به في خطاب المشهور بجامعة القاهرة. < ما تعليقك على التطورات السياسية بتونس، وهل تستطيع الخروج من الأزمة الحالية؟ - تونس بلد ديمقراطي والديمقراطية لها ثمن، وهي دفعت ثمنها غالياً للإرهاب الذي خرب أساس الدولة وأسفر عن موت السياح الأجانب خلال الأحداث الحالية، فقد نكبت السياحة وهي الأهم في اقتصاد أي بلد، وأصبح السياح الأجانب خصوصاً يمتنعون الذهاب إلى تونس، مما أدى إلى ارتفاع البطالة، وانخفاض نسبة اشغال الفنادق، وابتعاد المشترين الأجانب عن المتاجر. ومع هذا وذاك هناك إرهاب ونسمع عن جرائم بين يوم وآخر، بالإضافة إلى خلافات داخل الحزب الحاكم تصل إلى استقالات أعضاء الحزب ومن المؤكد أن ذلك يضعف موقف تونس أمام العالم، ومع ذلك عندما قرأت تصنيف أنواع الحكم في البلاد العربية من مصادر غربية فكانت تونس البلد الوحيد الذي نال صفه «الديمقراطي»، وبعده لبنان والكويت كبلدين ديمقراطيين يواجهان صعوبات. ولكن برغم من تطورات الوضع الأمنى أرجح أن تستطيع تونس الخروج من أزمتها الحالية في وقت قصير. < كيف ترى مستقبل إيران من بين الدول العربية وتخليها عن البرنامج النووي ماذا يعني؟ - إيران جمهورية إسلامية ذات أطماع فارسية قديمة لن تتحقق وإنما ستؤدي إلى أن ندفع جميعاً ثمنها، وما يحدث في العراق وسوريا ولبنان، جريمة وليست سياسة. في العالم كله الشيعة حوالي 600 إلى 800 % من أصل 1.6 بليون مسلم، وفي الدول العربية تظل نسبة الشيعة نفسها بين حوالي 350 مليون مواطن من الغرب إلى الخليج، وعلى إيران أن تعرف حجمها الحقيقى في العالم والشرق الأوسط وتتصرف على أساس إذا أخذنا التدخل في اليمن مثلًا، فالحرب هناك قد تستمر سنة أو عشرين سنة، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتوقف عن محاربة جماعة الحوثي لأنها لن تقبل حكما يدين بالولاء لإيران، في سوريا 80% في المائة من المواطنين مسلمون سنة وإيران وروسيا لن تغير التركيبة الدينية للبلاد، أرجو أن أرى علاقات أفضل بين الدول العربية وإيران لصالح الطرفين فالموجود الآن أن إيران تريد إزالة إسرائيل بالكلام، وتحارب في الدول العربية وتزيد من حجم المأساة المتفاقمة يوماً بعد يوم. البرنامج النووي توقف بإيراداتها وأطلب من مصر والسعودية والإمارات وباقي الدول العربية وضع برامج نووية عسكرية ممنهجة لردع إسرائيل وإيران. < موقف السعودية في مساندة الدول العربية مثل مصر ولبنان واليمن؟ وهل حققت أهدافها؟ - أزعم أنني أعرف السعودية وأهل الحكم منها وشعبها أفضل من معظم الدول العربية الأخرى، وهي تساعد وستظل تساعد ولكن العلاقة مثل رقص التانجو، تحتاج إلى طرفين لا طرف واحد، فنجد أن العلاقة السعودية المصرية الآن طيبة وهناك مشاريع إنمائية في مصر تنفذ بمساعدة مالية سعودية وهى ستستمر فالسعودية ودول الخليج تريد أن تعود مصر إلى موقفها القيادى وسط الأمة. والسعودية مثلاً لها علاقات قديمة مستمرة مع لبنان إلا أنها تجد في المقابل، أن الحكم في لبنان ضائع أو مضيع ولا رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء يرفع شعار السلام، حيث يتعامل مع أطراف لا تريد الخير للوطن مع أنه إنسان عادل معتدل، عاقل لا يستفز ومن بيت سياسي عريق. < التدخل العسكرى العربى فى اليمن هل الحل الأمثل؟ - التدخل العسكرى العربى فى اليمن لم يأت من فراغ، إيران سلحت الحوثيين ومولتهم وكان التدخل العربى العسكرى رداً على طموحات فارسية فى بلد عربى، وهو رد لا مفر منه حتى إذا ساءت الأوضاع بدول الخليج، لأن عدم قيام نظام فى اليمن يهدد العالم العربى جميعاً. أنا متأكد أن الحرب ستزيد من معاناة اليمنيين وسط الخراب المستمر، ولكن أستغرب موقف الرئيس على عبدالله صالح، فهو ذكى جداً، وكانت له علاقات جيدة فى العالم العربى، وعندما أصيب فى محاولة اغتيال فى السعودية ثم الولايات المتحدة، وقف العالم العربى بجانبه. واليمن يعتبر أفقر بلد عربى والحرب الدائرة فيه زادت الفقر والموت والخراب، وأظن أن هذه المصائب ستستمر فى حال استمر التدخل الإيرانى فى اليمن، ولكن بالنهاية إيران لن تربح والدول العربية لن تقبل الخسارة. فمصر لها تاريخ مع اليمن والمشكلة هنا أن دول الخليج لن تقبل أبداً أن تكون إيران على حدودها، وأرجو أن أرى تحسنًا بالوضع رحمة بأهل اليمن. < ما تقييمك للمشهد فى سوريا منذ انطلاق الثورة حتى الآن، وما مصير بشار الأسد؟ - سوريا من جنان الله فى أرضه، أعرف سوريا كما أعرف نفسى وأعرف أننى لم أتعود يوماً على أنها ستتخذ إلى حضيض حرب مدمرة، كما ينشر عنها اليوم، ولم أكن أتصور أن يموت السوريون فى البحر ويأكلهم السمك، ولم يخطر ببالي أن يحاول الملايين منهم الفرار إلى أوروبا أو غيرها، مشيراً إلى أن هناك ستة ملايين سوري خارج بلادهم، ثلاثة ملايين منهم فى لبنان والأردن وتركيا والآخرون متشردون حول العالم، هذه مأساة من أصعب مما قرأت في «الأساطير الإغريقية»، ولا يتوقعه عاقل ما يحدث خاصة التدخل الإيراني أو الشيعي الذي بدأ تمهيدًا في سوريا، ومن المؤكد أنه غير مقبول ومثله التدخل الروسي والبلدان ستدفع ثمن تدخلها في النهاية. سورية سهول وأنهار مع بعض النفط، وكانت تستطيع أن تساعد كل بلد عربي، والآن تطلب المساعدة من كل بلد آخر، والمواطن السوري عالق بين عنصر الحكم وإرهاب داعش والنصرة والقاعدة والمعارضة السورية الوطنية منقسمة على نفسها وهشة، ولا أرى اليوم أن اجتماعًا في فيينا أو جنيف سيحل المشكلة. أتمنى أن أري دورًا عربيًا أقوى ودوراً مباشراً ولكن ثمة مشكلة في كل بلد عربي والقدرة على التدخل محدودة، لذلك أصبحنا نحتاج في سوريا إلى معجزة ليخرج السوريون من الكابوس المفزع. بشار الأسد كنت أتوقع أن يخرج من الأزمة بشكل أذكى من ذلك، فهو لم يستغل ما كان يملكه من شعبية كبيرة وأخطأ فى الخروج من الأزمة، مما تسبب فى كره الشعب السورى له بعد ما حدث لهم الآن من تشرد. < علاقتك بالرؤساء العرب تبدو قوية على الساحة، هل يستغل ذلك فى نقل رسائل؟ - على الصحفي أن ينقل الأخبار إلى القراء حتى لا يصبح هو الخبر، فأنا عملته بالصحافة بدءًا بالإنجليزية وكنت رئيس نوبة مع وكالة رويتر في بيروت، وتربيت في لندن وتعلمت الصحافة الحديثة من قوم يمارسونها هناك خبر ورأي، الخبر يجب أن يكون صحيحًا والرأي حق لصاحبه ولا يجوز الخلاف بين الاثنين في موضوع آخر. عرفت الرؤساء العرب من الملك حسن الثاني إلى الشيخ زايد مرورًا بالرئيس حسني مبارك والملك حسين والرئيس بشار الأسد وقادة الخليج جميعاً مثل ملوك السعودية من الملك فيصل رحمه الله إلى الملك سلمان، ورؤساء لبنان جميعاً منذ ستينات القرن الماضي. لم أزعم شيئاً سوى القول أني في كل ما كتبت من مقابلات مع الرؤساء العرب لم يحدث يوما أن اعتذرت عن شيء كتبته أو سحبت جملة واحدة لخطأ فيها، أنا حذر بطبيعتي وهذا الحذر ينعكس على عملي، كلنا يخطئ ولكن واجب الصحفي أن يتجنب الخطأ قدر ما أمكن. < جهاد الخازن من بيت فلسطيني، كيف تدعم القضية الفلسطينية؟ - القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والأخيرة، والردة السياسية الأخيرة للنواب هشة، وكانت تعتبر هدية لإسرائيل وحكوماتها النازية الجديدة الإرهابية أرجو أن أرى يوماً تعود القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وقضية أمس واليوم ولن يتغير موقفي اتجاه القضية يوماً كما تغير كثيرون. < هل ترى أن حماس الآن تدعم القضية الفلسطينية، أم تعمل ضدها؟ - أرى أن حماس أيضا ركبت رأسها وتشجعت عندما تسلم الإخوان الحكم فى مصر، أنا ضد انفصال غزة عن الضفة، وحماس أخطأت كثيرا فى حق الفلسطينيين، يجب أن تكون القضية موحدة ليتحد العرب حولها فإذا كان الفلسطينيون غير قادرين على الاتفاق لا أحد يتفق معهم، وهناك أيضا إرهاب أرجو ألا تكون حماس طرفًا فيه، وألا تكون تدعم الإرهاب ضد مصر فهذا لا يجوز إطلاقا، أرجو أن يعود قادة حماس إلى الصواب ولا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، وأنا لا أعتقد أن العلاقة جيدة بين حماس والسعودية، ولكن عندهم دعم من قطر، فالمملكة العربية السعودية دائماً ملتزمة بالإجماع العربى، يمكن ما تدعيه حماس عن دعم السعودية لهم إشاعة. هذا الخبر منقول من : الوفد |
|