رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولمَّا صرَفَهم صَعِدَ الجَبَلَ لِيُصَلِّيَ في العُزلَة. وكانَ في المساءِ وَحدَه هُناك. تشير عبارة "صَعِدَ الجَبَلَ لِيُصَلِّيَ في العُزلَة" الى علامة صلته بالآب. وصلاته في العزلة تسبق او تتبع الاعمال المهمة في رسالته (متى 26: 36) ومضمون صلاته نجده في الصلاة الربِّية او الصلاة في بستان الجسمانية. وصلاته لا تعني هروبًا من الخدمة وإنما تأكيدًا للحياة التأمّليّة وخدمة الجماهير من خلال اللقاء الودِّي مع الآب السماوي. ويذكر انجيل يوحنا سببا آخر لانفراد يسوع هروبا من أقامته ملكاً (يوحنا 6: 15). اما عبارة "الجَبَل" فتشير الى الأرض المرتفعة المجاورة للبحر. اما عبارة "العُزلَة" فتشير الى مضي يسوع الى مكان خلاء قبل ان يمضي الى تلاميذه الذين يواجهون الصعاب لتشجيعهم بحضوره وإظهار ذاته لهم. ويُعلق القدّيس برونو، مؤسّس الرّهبنة الكرتوزيّة "أهرب يا أخي، من كلّ تلك الهموم، واعبُر من عاصفة هذا العالم إلى راحة المرفأ الهادئة والأكيدة". الرب يسوع يمضي وقته كله مع الناس، يشفي، يستمع، يُكثّر الخبز، يتحدث إلى الناس، يجلس معهم طوال النهار؛ وعندما يكون مع التلاميذ يحدّثهم، لا يرتاح… ولكنه، بين حين وآخر، "يستبعد" التلاميذ والناس، لكي يختلي ويصلّي. هل نشعر بحاجتنا المُلحّة إلى الصلاة سواء من أجلنا، أو من أجل الآخرين؟ امَّا عبارة "وكانَ في المساءِ" فتشير الى المساء الثاني وقد ذُكر المساء الأول سابقا (متى 14: 15). وقد اصطلح كتبة اسفارا الكتاب المقدس على استعمال المساء لوقتين: أحدهما من العصر الى غياب الشمس، والآخر من الغياب فصاعدا (خروج 12: 6، عدد 9: 3). ويُعلق القدّيس هيلاريوس، أسقف بواتييه "إن كان وحده في المساء، هذا يدلّ على وحدته عند ساعة الآلام، عندما شتّت الخوف الجميع" (شرح لإنجيل القدّيس متّى، 14: 13-14). |
|