رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُقيم من الأموات!
يسجل سفر أعمال الرسل وعظة للرسول بطرس يوم الخماسين، بعد قليل من حلول الروح القدس عليهم وبدء ما حدث بعد ذلك من تكلمهم بألسنة. سنقرأ بدءاً من الآية رقم 22: 2. براهين القيامة أعمال الرسل 2: 22- 24 ""أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ." لم يكن جماهير بطرس أجانب. بل على النقيض، لقد كانوا أناساً تعودوا العيش هناك وعلموا العجائب والآيات التي صنعها الله بيد يسوع المسيح. ومع ذلك، فعلى الرغم من القوات العظيمة التي صنعها، إلا أنهم صلبوه. ولكن هذه لم تكن نهاية القصة، فبعد ثلاثة أيام فقط من الصَلْب، حدث شيء آخر، شيء غَيَّر العالم كله تماماً. ما هذا الذي حدث؟ ما حدث هو القيامة. حقاً، أُقيم يسوع مرة أخرى من الأموات بعد ثلاث أيام وثلاث ليال في القبر! تقول لنا لوقا 24: 1- 7: لوقا 24: 1-7 " ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ، فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ:"لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ"." قام يسوع المسيح من الأموات، تماماً كما وعد تلاميذه، وتماماً كما وعد الله في نصوص العهد القديم. وأحد هذه النبؤات بخصوص قيامة يسوع مُقتبسة في نفس الوعظة التي كانت للرسول بطرس: أعمال الرسل 2: 25- 31 " لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ." منذ سنوات كثيرة مضت، وعد الله من خلال داوود بأن يسوع المسيح لن يموت ولن يرى جسده فساداً. هذا الوعد تحقق يوم القيامة. فيسوع المسيح هو الوحيد الذي بالرغم من موته، أقيم وهو الآن حي إلى الأبد1. وليس هذا فقط: فسيأتي يوماً ما مرة أخرى، وسيحيى كل من آمن به وبقيامته إلى الأبد. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 15: 20- 23 : كورنثوس الأولى 15: 20- 23 " وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ." وبعيداً عن إثبات قيامة يسوع بأدلة من نصوص العهد القديم، فقد قال بطرس الرسول أيضاً أن يسوع المسيح هو من أخذ موعد الروح القدس من الآب وسكبه. فيتضح من هذا إذاً، أنه إن لم يكن يسوع المسيح قد قام من الأموات، ما كان قد أخذ موعد الروح القدس وسكبه ومن ثم لا التلاميذ ولا اي أحد آخر كان من الممكن أن يأخذه ويشهد له. وبالنظر إلى الموضوع من ناحية أخرى، فحقيقة أننا لدينا الروح القدس يرجع إلى قيامة يسوع من الأموات وسكبه الروح القدس، وهو دليل على القيامة. حقيقة، كم حدث تعرفه يستطيع أن يقدم مثل هذا الدليل الحي على وجوده؟ أنا شخصياً لا أعرف. فوجود الأحداث التي حدثت في الماضي دائماً ما يُشهَد لها في التاريخ فقط. وللقيامة أيضاً شهودها التاريخيين وهم الناس الذين رأوا المسيح المقام والذين سُجِلت شهادتهم في الكتاب المقدس. ومع ذلك، فالأمر يذهب إلى أبعد من ذلك. فهذا الحدث له أيضاً شاهد حي: إنه الروح القدس الذي يسكن فيك. قال بطرس بشكل خاص في سفر أعمال الرسل 5: 32 : أعمال الرسل 5: 30، 32 " إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ......... وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ" أنظروا "واو العطف" هناك. فالتلاميذ وغيرهم ممن رأوا يسوع المقام، ليسوا فقط الشهود الوحيدين على القيامة. وبعيداً عن هؤلاء، فهناك أيضاً شاهداً آخر. وهو الروح القدس الذي يعطيه الآب لكل من يؤمن بالرب يسوع وبالقيامة، والذي يمكن أيضاً أن يُرَى من خلال التسع طرق المذكورة في كورنثوس الأولى 12: 8- 10. صحيح، ففي كل مرة تستثمر فيها هذه الروح، تعرف فيها أن المسيح أُقيم من الأموات. لأنه إن لم يكن قد أقيم من الأموات، ما كان من الممكن أن يكون لديك الروح القدس، ومن ثم، ما كنت لتستطيع أن تستثمره. هل لدينا إذاً دليلاً حياً على القيامة؟ أجل: إنه الروح القدس والأدلة المُصاحبة له. بالرغم من تركيزنا فيما سبق على حقيقة أن وجود الروح القدس وتجليه هي أدلة حية على القيامة، إلا أن هذا لا يعني عدم أهمية شهود العيان. ولرؤية بعض الاشياء التي يقولها الكتاب المقدس فيما يخص هذا النوع من الأدلة، دعونا نذهب إلى سفر أعمال الرسل 13. حيث كان بولس الرسول يكرز في كنيسة بأنطاكية، وهي مدينة بآسيا الصغرى. فنقرأ بدءاً من الآية 27: 3. القيامة: قمنا مع يسوع! أعمال الرسل 13: 27- 31 " لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا، إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. وَلكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ." أقام الله المسيح من الأموات، ووضع الكهنة والفريسيين الحراس ليحرسوا القبر، وختموه أيضاً. ولكن كل هذا ذهب هباءً. لأن المسيح أقيم من الأموات، و "ظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ". أود هنا أن أشير إلى كلمة "كثيرة" المستخدمة في هذه الفقرة، والتي، كما نعلم، تدل دائماً على الكثرة. وفي حالتنا هذه تدل على كثرة الأيام التي ظهر فيها المسيح المقام. وهذا هو أول دليل على كثرة الأدلة فيما يخص القيامة وهي أن المسيح المقام ظهر أياماً كثيرة، ماحياً بذلك كل الشكوك التي تخص قيامته. ومع ذلك، فليس هذا هو الدليل الوحيد الموجود لدينا. فتقول لنا الثلاث آيات الأولى من سفر أعمال الرسل: أعمال الرسل 1: 1- 3 " اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ، بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ." قدم يسوع المسيح نفسه ببراهين كثيرة. ولكي نفهم معنى البرهان، دعونا نقل أني ارتكبت جرماً وقبضت علي الشرطة متلبساً. فسيكون هذا في المحكمة برهاناً. لا يمكن نقضه حتى وإن استأجرت شهود زور، ليقولوا بعض الأكاذيب، فشهادتهم لن تثبت لأنها ستبطل بالبرهان. حسناً، فحدث قيامة يسوع المسيح مبني على براهين اي على أدلة لا يمكن نقضها. وفي الحقيقة، ليس على دليل أو دليلين وإنما على الكثير، أي على التعدد!! وكما يتضح مما سبق، فالقيامة لم تكن حدثاً سرياً، لدينا بخصوصها بعض المعلومات المشكوك فيها وفقط. بل على النقيض، فكما قال بطرس في أعمال الرسل 10: 39- 41: أعمال الرسل 10: 39- 41 " وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ [يسوع] فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. " الله أظهر يسوع بكل وضوح، فلم تكن القيامة حدثاً سرياً. بل على العكس، أكد الله بشكل واضح غير قابل للجدل، من خلال ظهور يسوع المتكرر، أن ابنه كان حياً. ومع أننا قد رأينا حتى الآن أن يسوع ظهر لأياماً كثيرة، وبالكثير من البراهين، إلا أننا لم نعرف بعد لكم واحد ظهر أي كم هم شهود العيان على قيامته. ولإجابة هذا السؤال، دعونا نذهب إلى كورنثوس الأولى 15: 3- 82. حيث نقرأ: كورنثوس الأولى 15: 3- 8 " فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا [بطرس] ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا." ظهر يسوع في أحد ظهوراته لأكثر من خمسمئة أخ!! إن لم يكن هذا شهود عيان، فما هو إذاً؟ وعودة إلى مثالنا، ففي كثير من الأحيان، يكون شاهد عيان واحد كافياً لإثبات حقيقة حدث ما. وليس لقيامة يسوع المسيح شاهداً واحداً، بل ما يفوق الخمسمئة شخص، بغض النظر عن شهود الظهورات الأخرى. ولتلخيص ذلك إذاً، فقيامة يسوع المسيح لها نوعان من الشهود. الأول هو الروح القدس والشهادة التابعة له. وبعيداً عن ذلك، فهناك أيضاً شهود العياد على القيامة، والذين سجلت شهادتهم في الكتاب المقدس. وكما رأينا فيما سبق أن المسيح المقام ظهر للكثيرين لعدة أيام وبالكثير من البراهين ومن ثم ماحياً كل الشكوك التي تخص قيامته. حقيقة، كم حدث تعرفه يستطيع أن يقدم مثل كل هذه الأدلة، والتي تملك لها، فوق أي شاهد آخر، شهود أحياء ايضاً (الروح القدس)؟ وبعيداً عن القيامة، فأنا لا أعرف أي حدث مثل هذا. بعدما عرفنا شهود القيامة وحقيقة أن بسببها قد صار الروح القدس متاحاً، فدعونا نمضي قدماً لنرى المزيد من آثارها. ولكي نبدأ سنذهب إلى أعمال الرسل 3: 26. والفقرة المتعلقة بالموضوع هي عن وعظة للرسول بطرس قيلت لليهود. 4. الخلاصة أعمال الرسل 3: 26 " إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ"." أقام الله يسوع المسيح وأرسله ليباركنا. فقط البركات هي ما يستطيع الإنسان الحصول عليها منه. ومع ذلك، فبدون القيامة ما كان من الممكن أن يحدث هذا. وليس هذا فقط، فكما توضح كورنثوس الأولى 15: 17 : كورنثوس الأولى 15: 17 " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!" قبل أن يؤمن الناس بالرب يسوع وبقيامته، يوصَفون بأنهم " أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا" (أفسس 2: 1). وهذا الوضع يتغير فقط بعد إيمانهم. ومع هذا، فكما توضح الفقرة السابقة، أنه إن لم يكن المسيح قد قام، لكان هذا الإيمان فاسداً وبلا جدوى! وبالإضافة إلى ذلك، لكنا بقينا في خطايانا! ولكن لحسن الحظ، كل هذا كان سيحدث فقط إن لم يكن المسيح قد قام من الأموات. وأنا أقول لحسن الحظ بسبب: كورنثوس الأولى 15: 20 " وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ." قام المسيح من الأموات، ولم نعد في خطايانا بعد الآن، فإيماننا لم يعد بلا جدوى. كما تقول افسس 2: 1، 4- 8 أفسس 2: 1، 4-8 " وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،...... اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ." يسوع المسيح حي الآن، ولم نعد أمواتاً في خطايانا. فعندما قام المسيح، أقامنا معه. عندما أحياه، أحيانا معه. وعندما جلس في السماويات، أجلسنا معه. واستخدام الفعل الماضي في الفقرة السابقة يُظهِر أن كل هذا من وجهة نظر الله يعتبر كحقائق محققة منذ اليوم الذي أُقام فيه المسيح من الأموات. فيتضح أنه إن لم يكن المسيح قد أقيم من الأموات، ما كان من الممكن أن يحدث شيئاً من هذا. وبعد الانتهاء من هذه الدراسة القصيرة، أعتقد أنه ينبغي لنا أن نكون قد عرفنا حقيقة القيامة والأشياء التي لنا بسببها. أنه بسبب القيامة، صار لنا الروح القدس، والذي يعتبر بشهادته وشهود العيان دليلاً على أن يسوع حي. وبسبب القيامة، نعتبر قد قمنا مع المسيح وأُجلِسنا معه في السماويات. بسبب القيامة، صار المسيح فينا (كولوسي 1: 27) ليباركنا. بسبب القيامة، لم يصبح إيماننا فاسداً، ولم نعد نعيش في الخطية. وبسبب القيامة، هؤلاء الذين ماتوا مؤمنين بالمسيح لن يهلكوا بل سيقاموا أيضاً في مجيئه الثاني. هذه فقط بعض الأمور التي صارت لنا بسبب القيامة، ونحث القاريء على دراسة الكتاب المقدس لمعرفة المزيد. ومع هذا فأنا أعتقد أن هذه كافية لإيضاح أهمية هذا الحدث. ليس للمسيحية رئيس ميت نتبع حكمه ونظرياته. بل رئيسها حي، وهو حي إلى الأبد؛ إنه رئيس أثبته الله بإقامته من الأموات (رومية 1: 1، 3- 4، اعمال الرسل 17: 29- 31) والذي سيأتي مرة أخرى في يوم ما ليأخذ هؤلاء الذي ينتظرونه، ومنهم نحن أيضاً! |
|