النفس التي تخطئ هي تموت
أشار القديس كيرلس الكبير إلى مسألة المسئولية الشخصية في ضوء الآية التي تقول "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ" (حز18: 20). ولماذا اجتاز الموت من آدم إلى جميع البشر مع أنهم لم يكونوا موجودين وقت سقوطه، ولا اشتركوا بالإرادة الشخصية حينما فعل في ذلك الحين، فقال القديس كيرلس الكبير:
{نعم النفس التي تخطئ هي تموت، لكننا بهذه الطريقة صرنا خطاة بواسطة عصيان آدم،آدم كما ترون خُلِقَ لعدم الفساد والحياة. علاوة على ذلك فإن الحياة التي كان يحياها في فردوس النعيم كانت تليق بالقديسين؛ فقد كان عقله مشغولاً برؤية الله، وجسده في سلام كامل. كل الشهوات الدنيئة في سكون، لأن العواطف غير اللائقة لا تزعجه. لكن حينما سقط تحت الخطية وغرق في الفساد؛ حينئذ غزت الشهوات النجسة الطبيعة الجسدية، ونبت ناموس الخطية التي تضطرم في أعضائنا. لذلك تعاقدت الطبيعة البشرية مع مرض الخطية خلال معصية إنسان واحد وهو آدم. وبهذه الطريقة صار كثيرون خطاة، ليس كأنهم تعدوا مع آدم (لأنهم لم يكونوا موجودين)، ولكن لأنهم من طبيعته التي سقطت تحت ناموس الخطية.. مرضت الطبيعة البشرية بالفساد في آدم بسبب عصيانه وبهذا دخلت الشهوات}