رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هو يكشف العمائق والأسرار. يعَلَم ما هو في الظلمة وعنده يسكن النور" [22]. يتحدَّث هنا بصفة خاصة عن نعمة النبوة حيث يُحسب الله أنبياءه مفسري أسراره لبني البشر. هذه نعمة تُعطى لبعض الأخصاء الأمناء، حسب ما فيه بنيان الجماعة وإعلان مجد الله. إذ يسكن الله في النور يدخل برجاله إلى النور، محطمًا مملكة إبليس، أي الظلمة. شتان ما بين السحرة أبناء الظلمة ودانيال ابن النور! يميِّز القديس أغسطينوسبين التمتع باكتشاف الرؤيا بالروح وبين فهم الرؤيا بالذهن. فكما نعبد الله بالروح والذهن (1 كو 14: 15)، هكذا أدرك دانيال النبي الرؤيا الإلهيَّة بروحه واكتشف فهمها بذهنه. * أعظم الأنبياء هو من يُمنح العطيَّتين، أعني الرؤيا بالروح للتشبيهات الرمزية بأمورٍ ماديَّة، وفهم هذه الأمور بقوة الذهن الحيوية. هكذا كان دانيال الذي أُختبر سمو مركزه وتأسس ليس فقط عندما أخبر الملك عن الحلم الذي رآه بل وشرح معناه (دا 2: 27؛ 4: 16-24). لقد ظهرت له الصور المادية نفسها (الحلم) بالروح، واُعلن له عن فهمها بذهنه. إننيِّ استخدم هنا كلمة "الروح" بنفس المعنى الذي يستخدمه بولس عندما يميِّز بين الروح والذهن . القديس أغسطينوس |
|