رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيَرْضَى الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ أَنْ يَخْدِمَكَ، أَمْ يَبِيتُ عِنْدَ مِعْلَفِكَ؟ [9] "الثور الوحشي"، جاء في كتابات البابا غريغوريوس (الكبير) وحيد القرنrhinoceros وهو يرى أنه يشير إلى كبرياء هذا العالم أو قوات مملكته الشريرة التي تحطم البشر بروح الكبرياء. فلا يتوقع المؤمن من قوات الشر أن تخدمه، ولا يبيت في معلفه، حيث توجد كلمة الله كغذاء للنفس. الكبرياء يحطم المؤمن ولا يبنيه، ويفسد مفاهيمه لكلمة الله ، فلا تشبع أعماقه بها. * غالبًا ما يفهم من وحيد القرن الكبرياء، كما تعلمنا من شهادة النبي القائل: "قلت للمفتخرين (الأشرار) لا تفتخروا (تصنعوا شرًا)، وللخطاة لا ترفعوا قرنًا" (مز 75: 4). إذن إلى ماذا يشير وحيد القرن إلا إلى قدرة هذا العالم أو قوات الظلمة ذاتها التي لمملكته، الذين يتشامخون في كبرياء العجرفة الباطلة... هنا بحقٍ قيل للطوباوي أيوب كممثلٍ للكنيسة المقدسة: "أيرضى وحيد القرن أن يخدمك؟ أم يبيت عند معلفك؟" يُفهم بالمعلف هنا الكتاب المقدس نفسه، الذي تقتات به الحيوانات المقدسة وذلك بطعام الكلمة, قيل عنهم بالنبي: "قطيعك سكن فيه" (مز 68: 10). لهذا فإن ربنا أيضًا عندما وُلد وجده الرعاة في مذود، لأن تجسده الذي ينعشنا نتعرف عليه في الكتاب المقدس الذي للأنبياء. البابا غريغوريوس (الكبير) إذ ظن أيوب أنه قادر أن يُخضع كل شيء لإرادته، قال له الله: "لتبدأ بوحيد القرن، ارني ذكاءك وقدرتك، هل تقدر أن تجعل من وحيد القرن حيوانًا أليفًا يخدمك عوض الحيوانات التي فقدتها من جمال وحمير؟ ارني قدرتك: هل تقدر أن تجعل هذا الحيوان يقترب إلى معلفك، ويأكل من الطعام الذي كنت تقدمه؟ |
|