رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصائح الإنجيل لمنع هجرة الأقباط خوفا من الإسلاميين.. نصاح القساوسة: لا تهاجروا إلا بعد وصول إشارة الرب.. والمتشددون يدعون الكنيسة لإنكار المهاجرين.. العظات الأسبوعية تستخدم قصة أليمالك فى «سفر راعوث» صورة أرشيفية محمد الدسوقى رشدى بعض الأمور لا تفلح معها طريقة النعام.. وما هو قادم فى السطور التالية واحد منها.. فى المشكلة القبطية ومسائل الفتنة يستسهل المصريون استدعاء روح النعامة، ويلجأون مثلما تلجأ إلى دفن رؤوسهم فى الرمال مستخدمين المصطلح الشهير «زوبعة فى فنجان»، وبالتالى لا طريقة أفضل من دفن الرأس والاختفاء حتى تمر تلك الزوبعة غير مبالين بحالة «الفنجان» أو أرض هذا الوطن وجدارنه التى تصيبها الشقوق من كثرة دوران الزوابع والعواصف داخله. يحدث هذا من سنوات طويلة وكأن المواجهة فيما يخص الملف القبطى عيب أو فعل من الأفعال الحرام، فلا الأقباط يرون فى تدخلك سوى مبالغة وتمثيل ومحاولة لاستغلال قضيتهم، ولا المسلمون يرون فى طرحك للقضية سوى مزيد من النفخ فى النار ومبالغة فى تضخيم أمور يرونها عادية، والأهم أنك بالطبع مدفوع بأموال الخارج وكاره للإسلام. فى فترة مابعد الثورة، ومع صعود التيار الإسلامى وتعدد حوادث الفتن والفتاوى المضادة مثل دفع الجزية وعدم الاحتفال بأعياد الميلاد وتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم ورفض تعيين نائب قبطى، وفى ظل وجود موروث فكرى وتاريخى لدى أقباط مصر بأن الإسلاميين سواء كانوا إخوانا أو سلفيين لا يرون فى أقباط مصر صفة المواطن بقدر مايرونهم أهل ذمة لا حق لهم فى منصب رئاسة أو منصب كبير ولا فى بناء كنيسة أو حتى تعديلها، كان طبيعيا أن تتغير طريقة التعامل مع الملف القبطى من جانب الدولة ومن جانب الكنيسة نفسها، غير أن شيئا لم يتغير، وظلت الأمور على حالها، غضب وفتن فى القرى والمحافظات وتصريحات جاهلة من قيادات سياسية ودينية وكنسية وأكاذيب من منظمات دولية وأقباط المهجر ومع ذلك يبقى الرد والتعليق معلبا ومحفوظا تسمعه على لسان الدولة كما تسمعه من على لسان الكنيسة كما تسمعه من على لسان الأزهر.. المصريون إيد واحدة، والوحدة الوطنية خط أحمر لا يستطيع أحد الاقتراب منه، وما يحدث زوبعة فى فنجان.. هكذا فى كل مرة يأتى الرد وكأن الأزمة مجرد رسمة على الحائط سيزيلها عمال البلدية بقليل من الماء أو بطلاء جديد. التوصيف السابق ينطبق تماما على الطريقة التى نتعامل بها مع الأنباء الواردة عن زيادة أعداد الأقباط المهاجرين للخارج أو الباحثين عن فرصة للهجرة إلى أوروبا أو أمريكا، البعض ينفى وجود هجرة أصلا على طريقة العيسوى الذى نفى امتلاك الداخلية لخرطوش أو قناصة، والبعض يعتبر الحديث عن هجرة الأقباط مبالغة، والبعض الآخر من المتطرفين يعتبرها نعمة ويرفق حديثه بجملة ختامية تقول «مع السلامة أو فى داهية» مثلما فعل الشيخ السلفى محمد حسين يعقوب بعد ما أسماه بغزوة الصناديق فى استفتاء مارس الشهير. وبين هؤلاء وهؤلاء تبقى الأزمة قائمة وتحتاج إلى دراسة قبل أن نجد مصر مصنفة على أنها دولة اضطهاد دينى بدليل ارتفاع أعداد المهاجرين من الأقباط، والإعداد لهذا التوصيف يبدو أنه بدأ يتم منذ الآن ربما لاستخدامه كسلاح على دولة مابعد الثورة الناشئة، أو استخدامه لمساومة القوى الإسلامية التى تسيطر على أمور الحكم فى مصر الآن، وليس أدل على ذلك من خروج دينيس روس المتخصص بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ليؤكد للعالم أن حوالى 100 ألف قبطى غادروا القاهرة إلى أمريكا وحدها منذ الثورة، ومنذ وضوح سيطرة الإخوان على السلطة، ثم تخرج من بعده وزيرة الخارجية الأمريكية لتؤكد نفس الأرقام، وتشير إلى أن وضع وملف الحريات الدينية فى مصر فى حاجة إلى متابعة جيدة بعد الحوادث الطائفية وزيادة معدلات الهجرة بين الأقباط عقب حوادث دهشور والعامرية وأطفيح وإمبابة. ورغم أن الكنائس المصرية وصفت الأرقام التى ذكرتها المنظمات ووزارة الخارجية الأمريكية بالمبالغة إلا أن التقارير الصادرة عن المنظمة المصرية التى يرأسها الحقوقى القبطى نجيب جبرائيل أكدت هذه الأرقام، وأشارت إلى وصول أعداد المهاجرين الأقباط إلى 250 ألف بنهاية هذه السنة، وبعيدا عن أزمة الأرقام فى مسألة الهجرة يبقى البحث فى مسألة الرغبة.. هل يشعر الأقباط فعلا بالرغبة فى الهجرة من مصر خوفا من وضع الدولة تحت حكم الإخوان وصعود السلفيين؟ الواقع والمحادثات اليومية تقول بأن عددا ليس بالقليل من أقباط مصر يفكرون فى ذلك بل يجهرون به فى وسائل الإعلام وأحاديث العمل، وليس أدل على ذلك من تصريحات الأنبا بولا الشهيرة فى الجمعية التأسيسية التى قال من خلالها: (إذا لم تتم إضافة نص يسمح للأقباط بالاحتكام إلى شرائعهم فسأقول للأقباط لم يعد لكم مكان على أرض مصر). تصريحات الأنبا بولا تفتح مجال لسؤال آخر يتعلق بموقف الكنيسة من رغبات الأقباط المهاجرين، أو الموقف الدينى ورؤية الإنجيل فى مسألة الهجرة، وهل هى قائمة على تعاليم دينية أم مجرد مخاوف دنيوية وسياسية، الواضح من التصريحات الكنسية المستمرة أن هناك حالة رفض تام لفكرة تزايد رغبات هجرة الأقباط المصريين، الكنيسة تعتبرها عاملا من عوامل إضعافها، وبعض الأصوات المتشددة تتهم الراغبين فى الهجرة من مصر بسبب المخاوف القائمة منكرين للكنيسة، وبالتالى على الكنيسة إنكارهم. بينما هناك فريق آخر يرى ضرورة وضع تنظيم لمسألة الهجرة عن طريق الكنيسة خاصة إذا كان فى الأمر ضرورة أو نفع، وبين الفريقين يوجد فريق ثالث يرى أن تاريخ الكنيسة لم ير فى الهجرة وترك الوطن خطيئة أو عيبا أو فعلا حراما. معتمدا على ماجاء فى سفر الأعمال الإصحاح الثامن والذى يقول: «وحدث فى ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التى فى أورشليم فتشتت الجميع فى كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل». هذا الاضطهاد وما صحبه من هروب من أورشليم لم يكن تأثيره سلبيا على المسيحية، بل العكس فقد كان له نتائجه الإيجابية إذ ساعد على تنفيذ المخطط الإلهى عندما أمر السيد المسيح التلاميذ بالإرسالية العظمى بأن يذهبوا ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها بدءا بأورشليم ثم اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (مرقس 16: 15) وهنا نرى كيف أن الله أراد أن يهز العش الآمن للتلاميذ فينقلهم إلى الخطوة التالية فى برنامجه من ناحية نشر بشارة الإنجيل، هذا بالإضافة إلى أن التلاميذ عندما تشتتوا تحقق لهم النجاح المادى فى البلاد التى ذهبوا إليها، وبالتالى كان فى استطاعتهم تقديم يد العون المادى لمن بقى فى أورشليم حيث تردت الأحوال هناك لدرجة المجاعة. وهنا جاءت مساعدة من تشتتوا (أو هاجروا) لهم فى غاية الأهمية. (انظر رومية 15: 25 - 27). رؤية النظر هذه التى ترى فى الهجرة نشرا للمسيحية وتبشيرا بالكنيسة لم تعد تلقى قبولا لدى قطاع كبير من رجال الدين المسيحى المصريين على اعتبار أن الأوضاع العالمية تغيرت وأصبحت للكنيسة المصرية فروع ورسل فى مختلف أنحاء العالم، ولأن أزمة الهجرة ليست بسيطة، كما تزعم الكنيسة أو يروج البعض، فقد كان طبيعيا أن تدور أغلب العظات الأسبوعية والدروس داخل الكنائس المصرية خلال الشهور الماضية حول الهجرة وأسبابها، ورأى الإنجيل فى المهاجرين والراغبين فى ترك الأوطان خوفا من الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ومن بين هذه العظات والآراء توجد العظة الأشهر تدوالا والخاصة بالقمص داوود لمعى الذى شرح فى عظته الأسباب والمعايير التى يضعها الإنجيل فى مسألة الهجرة ووضع لهذه العظة التى تم تداولها فى كنائس كثيرة عنوان يقول «أسافر ولا لأ يارب؟» ستلاحظ أن السطور القادمة العظة التى أنشرها كاملة تمتلئ ببعض الشروح والكلمات العامية تركتها كما هى حتى تبدو لك الإجابة عن سؤال هل يشجع الإنجيل الأقباط على الهجرة خوفا من الأضطهاد أم لا؟ إجابة واضحة لا لبس فيها ولا غموض. (سألنى كثيرون خلال الفترة الماضية وما شهدته من أحداث مقلقة.. نسافر ولا مانسافرش.. فقلت نرجع للإنجيل ونشوفه هيقول إيه؟.. إمتى نسافر ويبقى كويس.. وإمتى نقعد ويبقى كويس. فى سفر راعوث.. (حدث فى أيام حكم القضاة أنه صار جوع فى الأرض، فذهب رجل من بيت لحم يهوذا ليتغرب فى بلاد «موآب» هو وامرأته وابناه واسم الرجل «أليمالك»، واسم امرأته «نعمى»، واسما ابنيه «محلون» و«كليون» فأتوا إلى بلاد موآب وحينما حضروا إليها مات «أليمالك» رجل نعمى، وبقيت هى وابناها، فأخذا لهما امرأتين موآبيتين، اسم إحداهما «عرفة» واسم الأخرى «راعوث» . وأقاما هناك نحو عشر سنين» ثم ماتا كلاهما محلون وكليون، فتركت المرأة من ابنيها ومن رجلها فقامت ورجعت من بلاد موآب، لأنها سمعت فى بلاد موآب أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزا). لا أظن أن إنسانا ندم على السفر كما فعلت «نعمى».. فقدت الثلاثة، زوجها وولديها الاثنين بسبب المجاعة، وبعد موتهم مباشرة المجاعة خلصت.. فشعرت بذنب كبير.. وقالت خرجنا من أرضنا بسبب المجاعة والخوف، ومع ذلك توفى زوجى وابناى فى الأرض التى تخيلت أن فيها الحياة الأفضل والعيش الآمن.. ياريت ما تحركنا ولا طلبنا الهجرة وبقينا فى أرضنا وحينما عادت طلبت منهم أن يسموه «مرة» بدلا من «نعمى» لأنها تشعر بمرارة النفس!! المحصلة النهائية من القصة السابقة أن سفر تلك العائلة وقت المجاعة لم يكن قرارا صحيحا.. والأهم هنا أن الحكاية لم تتضمن أى ذكر لقيام تلك الأسرة بسؤال الرب واستشارته «أسافر ولا لأ يارب؟». فى القصة الماضية قصة الأسرة الراغبة فى الهجرة وترك وطنها غاب أهم سؤالين عن قرار السفر هما: 1 - أنت عايز إيه يا رب؟ 2 - رسالتى إيه يا رب؟ المعلوم أن الحيوانات تقوم بالهجرة من أوطانها إلى أوطان أخرى من أجل الأكل والشرب، ومع ذلك ليس من المفترض أن يكون هذا هو الهدف الأساسى للبنى آدم أو الإنسان الذى هو صورة الله. وعلى العكس مما قلنا فى الكلام السابق نقول أيضا إن هناك البعض من البشر كان سفرهم وهجرتهم وقت المجاعات إرادة ربنا. وذلك كما جاء فى سفر الملوك الثانى: وكلم «أليشع» المرأة التى أحيى ابنها قائلا: قومى وانطلقى أنت وبيتك وتغربى حيثما تتغربى، لأن الرب قد دعا بجوع فيأتى أيضا على الأرض سبع سنين. فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله، وانطلقت هى وبيتها وتغربت فى أرض الفلسطينيين سبع سنين، وفى نهاية السنين السبع رجعت المرأة من أرض الفلسطينيين، وخرجت لتصرخ إلى الملك لأجل بيتها وحقلها وكلم الملك «جيحزى» غلام رجل الله قائلا: قص على جميع العظائم التى فعلها أليشع. وفيما هو يقص على الملك كيف أنه أحيى الميت، إذا بالمرأة التى أحيى ابنها تصرخ إلى الملك لأجل بيتها ولأجل حقلها. فقال جيحزى: يا سيدى الملك، هذه هى المرأة وهذا هو ابنها الذى أحياه أليشع، فسأل الملك المرأة فقصت عليه ذلك، فأعطاها الملك قائلا: أرجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الأرض إلى الآن».. إذن المرأة هنا سافرت وقت المجاعة كما قال لها «أليشع» النبى.. وسمعت الكلام ورجعت لتجد بيتها وقد سرق بوضع اليد، وفى الوقت التى ذهبت فيه لتشكو إلى الملك، رتب الله أن يظهر «جيحزى» ويحكى مع الملك عن أليشع والمعجزات اللى ربنا عملها على إيديه بما فيهم المرأة الشونمية، ويشوفها جيحزى ويقول له هى دى الست وينصفها الملك ويرجع لها كل حاجتها.. وبالتالى فإن كل ماحدث لهذه المرأة حدث ببركة أنها سمعت كلام ربنا. وبالمقارنة بين المرأة بطلة القصة الأولى والمرأة بطلة القصة الثانية نكتشف أن المرأة الأولى «نعمى» فكرت بدماغها.. فجت على دماغها، والمرأة الثانية المرأة «الشونمية» رجعت لربنا واستشارته وسمعت كلامه.. فحصلت على البركة والخير كله. أى رزق تبحثون عنه وأى ضمانات تبحثون عنها خارج الوطن.. رزق يومين وهنسيبه فى الآخر.. ألهذه الدرجة نبحث عن الخبز الأرضى مش الخبز السماوى.. هل تبحثون عن راحة لمدة يومين مقابل ضياع الأبدية؟ قبل السفر، قبل قرار الهجرة هناك سؤال لابد أن تطرحه على نفسك «البلد دى فيها ربنا ولا لأ؟.. لأن هناك بعض البلاد «سامحونى» مفيهاش ريحة ربنا مثلها مثل سدوم وعمورة». لو قمت بأداء صلاتك بإخلاص، ربما يأتيك استدعاء من «أليشع» كما حدث مع المرأة فى القصة الثانية، ويخبرك بأن تسافر أو لا، وربما يأتيك صوت من ربنا أو يدفع الظروف لتحدد لك مصيرك.. هل تتذكرون «لوط»، كيف كان يتخيل إن هيجلس لفترة ثم يعود، وقال لأبنائها كفاية ونعود إلى عمكم إبراهيم. فقالوا له فى استنكار هنرجع للصحرا؟!!، وطبعا لم يكن أحد فيهم قد علم بأن إبراهيم قام بتعمير هذه الصحراء، وأن بلدهم التى لا يرغبون فى تركها الآن هى التى ستتعرض للخراب. لا تستسلموا للخدعة.. الخدعة التى تقول طالما أن هناك جوعا وعدم أمن، يبقى نسافر فورا؟! الأمر ليس فى حاجة إلى تفكير أو استشارة؟، ألا تتخيلون للحظة أن هذا الجوع الشديد أو الخوف ربما يكون اختبارا من ربنا، ربنا عايزك تجوع شوية دلوقتى عشان تشبع بالأبدية فى الآخر!! مراجعة قصة إسحق مع ملك جرار، تبدو مشابهة لما نتكلم عنه وكان فى الأرض جوع كبير فذهب إسحاق إلى «أبيمالك» ملك الفلسطينيين، إلى جرار. وظهر له الرب وقال: لا تنزل إلى مصر. اسكن فى الأرض التى أقول لك. تغرب فى هذه الأرض فأكون معك وأباركك، لأنى لك ولنسلك أعطى جميع هذه البلاد، وأفى بالقسم الذى أقسمت لإبراهيم أبيك»، وظلت رأس إسحاق تدفعه إلى ما يفكر فيه وذهب إلى «جرار» وكاد أن يفقد زوجته. والسؤال الأن.. ألا تقف للحظات وتفكر فيما فعل السابقون وتقتنع بأنه لابد أن تتعلم من أخطائهم؟ أحدهم ويبدو عليه علامات الغضب، قال لى بعد حادثة موجهة وفتنة كبيرة: «أنا مش عارف المغفلين دول قاعدين فى مصر بيعملوا إيه؟ قلت له: خلاص.. كلنا بقينا مغفلين.. الله أعلم مين اللى مغفل». نحن نريد أن نعيش بل لابد أن نعيش ونحيا فى المكان الذى يريده لنا ربنا، لابد أن ننتظر صوتا واضحا واستشارة واضحة لكى نهاجر أو نسافر، وإذا لم يأت هذا الصوت الواضح فلا تتحرك من مكانك ولا تترك أرضك. لابد أن نعلم أن أى قرار هجرة أو سفر نابع من الخوف أو القلق غالبا سيكون قرارا خاطئا. هل تتذكرون حينما هرب يعقوب بناء على إلحاح أمه لخاله حتى يهدأ أخوه قليلا، كان فعلا هروبا لكن ربنا أظهر له معانى وإشارات تقول بأنه موافق على هجرة يعقوب.. يعنى أنت موافق يارب.. أيوه.. دى دعوات أبونا إسحاق بقى. المطلوب أن تكون هناك موازنة بين مشورة الأهل «الناس اللى بتحبك» وبين إرادة ربنا.. مع التأكيد على أن صوت ربنا أهم من صوت الأهل. صلوا من أجل أولادكم: واسألوا الرب اذا كان سفرهم من عنده.. خليهم يسافروا وسهل لهم الأمور حتى لو هو هروب.. أحياناً ربنا بيبارك فكرة الهروب فى حد ذاتها مش مرفوضة بشكل مطلق!! مثل هروب المسيح من هيرودس. بعض الناس المتشددين سيقولون: «اللى هيسيب مصر دلوقتى، يبقى بينكر المسيح».. وأنا أقول لهم بالراحة شوية على الناس، المهم قبل قرار الهجرة أو بعده أن نسأل دوما هل ربنا معنا أم لا؟ فى حادثة رجم أسطفانوس، الناس قالت إذا كان هذا القديس البار والعظيم قد تعرض للرجم فى عين الشمس والقانون لم يفعل شىء.. فماذا سيحدث لنا نحن الفقراء والغلابة؟، ووقتها شهدت الكنيسة هزة وشعر الكثير من الناس بالتشتت ماعدا الرسل، لأن أحدا فيهم لم يأته إعلان إلهى بأن يترك البلد، وحينما قالوا لهم سوف تموتون.. ردوا : إذا حدث ذلك فإنها إراداة ربنا.؟!! ووقتها حصل عكس كل التوقعات، وهيرودس القاسى هو الذى مات موتة شنيعة نتيجة كبريائه.. وكانت النتيجة أن تم استخدام تشتت الناس فى انتشار الإيمان بحكمة إلهية.. ربنا أراد أن الكنيسة تنتشر بره أكتر من جوه، وفى الوقت ده بقت نعمة وفرحة، فى رجوع مرقس (العكس بقى، يعنى مجموعة ناس سافرت وواحد خاف ورجع) طبعًا هذه محسوبة غلطة على مارمرقس بس مش نهايته، وهذا معناه أنه لو أخطأ أحدهم وقرر بدافع الخوف أن يهاجر أو يترك الوطن فليست هذه نهايته.. وبالتالى لا تتعجلوا فى إطلاق الأحكام على إخوانكم الذين فكروا فى السفر والهجرة . اسأل قبل أن تكرر هل مطلوب استكمال الرسالة أم الانشغال بحالى وشخصى، انظر إلى الرسالة التى طلب منك الرب أن تكملها، البعض سيقول إنه نور للعالم وسيذهب لينشره فنقول، ربنا ذهبت لأماكن يطفئ الرب فيها نورك. من المهم أن تسأل نفسك هل أختار الأصعب أم الأسهل؟، وتجيب عليها بأنه أحيانا يكون باب السفر ضيق وأحيانا يكون واسعا ويؤدى للهلاك. البعض من إخواننا يكذب على نفسه وعلى الآخرين لكى يسافر هل هذا كلام؟!! بدل الكذب اسألوا ربنا لو طريقكم مفتوح يكمل لكم، ولو لم يرد لكم السفر الغوا أسفاركم ولا تكذبوا من أجل نيل تأشيرة أو ورقة هجرة هنا أو هناك. - فى رسالة يعقوب.. الآن أيها القائلون: نذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح.. أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد لأنه ما هى حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلا ثم يضمحل عوض أن تقولوا: إن شاء الرب وعشنا نفعل هذا أو ذاك». أحيانا نفعل مثل ما ورد فى رسالة يعقوب ونقول سنسافر ونهاجر وسنفعل كذا وكذا وحينما ستسقر الأمور سنعود أو سنفعل.. وكل ذلك خطأ، الأهم أن نقول «إن شاء الرب وعشنا نفعل هذا أو ذاك»، قل له يارب عايزنى فين؟!! عاوز تقفلها قفلها، وأوعدك مازعلش.. لو عايزنى أروح زقنى لو عايزنى أقعد خلينى. عندك خدمتك ورسالتك وحياتك وتسيب العز ده كله؟! لو ربنا فاتح باب خدمة تانى هناك وعايزك تكمل رسالتك لو كده ماشى، احذروا من السفر من أجل الربح..لا تثق فى ذكائك وقدراتك وتعتقد أنه أسباب كافية لنجاحك فى الخارج.. إذا كان المقابل غضب الرب والتخلى عن خدمته. فى سفر الرؤيا تقرأ «ولما رأى التنين أنه طرح إلى الأرض، اضطهد المرأة التى ولدت الابن الذكر، فأعطيت المرأة جناحى النسر العظيم لكى تطير إلى البرية إلى موضعها، حيث تعال زمانا وزمانين ونصف زمان، من وجه الحية، فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر، فأعانت الأرض المرأة، وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذى ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة، وذهب ليصنع حربا مع باقى نسلها الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح. لابد أن تعلموا أن الشيطان يريد قبل أن يذهب إلى جهنم.. أن يأخذ الكنيسة ويأخذ أكبر عدد من شعبها معه.. والشيطان إما يضطهد وإما يغرقنا فى هموم ومشاغل الدنيا من أجل أن يبعدنا عن ربنا.. حاسبوا من الحيلتين. فى الأولى: ربنا هيدينا جناحين نطير بيهم وفى التانية: الأرض سوف تعيننا.. شوفوا الأرض بتبلع فلوس كثيرة كانت ممكن تؤذينا. نظرة تأملية بسيطة تكشف لك الخداع بتاع ماء هذا العالم.. ماتخليش مية الدنيا ولا إغراءاتها تسحبك الكنيسة فى حالة غربة وحالة طيران للبرية.. الهجرة المقبولة هى هجرة إلى البرية حيث تُعال.. دور على الجناح الروحى عشان تبقى دايماً متشال. دور على البرية.. انت ملكش فى الدنيا كتير. هنا اضطهاد وضيقات.. وهناك اضطهاد وضيقات. هنا إغراءات وهناك إغراءات. ربنا يشيل لك بجناحى النسر اللى هما الصوم والصلاة. فى أى بلد كله حلو.. أرجوك تصلى. |
|