أفيخاي أدرعي ينصب شباك «التطبيع» الإسرائيلي لعلاء الأسواني
بين الحين والآخر تنطلق في وجوهنا سهام مشكلة التطبيع الثقافي مع إسرائيل، حيث تتفاوت الآراء بين مؤيد ومعارض وآخر لايهمه الأمر.
سهام أفيخاي
وكان آخر تلك السهام التي أطلقها أمس أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث كشف عن إصدار رواية الروائي المصري علاء الأسواني «عمارة يعقوبيان» باللغة العبرية بترجمة من بروريا هورفيتش.
غضب القراء
آثار هذا الأمر استياء الكثيرين من محبي الروائي العالمي، خاصة أن موقف الأسواني من التطبيع معروف، وسبق أن أعلنه في كثير من لقاءاته الصحفية، والتي أكد خلالها رفضه التام للتعامل مع إسرائيل، الأمر الذي أوقع محبوه في حيرة من أمرهم، متسائلين كيف لدار نشر ترجمة رواية دون أن يوافق كاتبها على ترجمتها، وكيف للأسواني الموافقة على الترجمة في هذه الحالة؟
بحث الأزمة
وفي اتصال أجرته «فيتو» بمكتب الأديب، أكد مكتبه أنهم سيتباحثون الأمر أولا، ثم يتم الرد من خلال بيان رسمي، الأمر الذي زاد الموضوع غموضًا، فمكتب الأسواني لا يمتلك أي معلومات حول الترجمة، أو بالأصح يرفض التصريح والخروج عن صمته حاليًا.
فيما أكد الصحفي الإسرائيلي جاكي حوجي، الذي أخبر أفيخاي بأمر الترجمة، أن دور النشر الإسرائيلية لا يمكنها ترجمة أي كتاب دون الحصول عن موافقة وإذن رسمي من الكاتب نفسه، وهو الأمر الذي تحترمه إسرائيل – على حد قوله- احترامًا لقوانين الملكية الفكرية، مؤكدًا أنه لا يتواصل شخصيًا مع الأسواني.
نسخ مجانية
من جهة أخرى، في عام 2010، كان قد أعلن مركز إسرائيلي يعمل من أجل السلام توزيع نسخة مجانية مترجمة إلى العبرية من رواية «عمارة يعقوبيان» على أعضائه رغم معارضة مؤلفها، الذي ندد بشدة هذه المبادرة.
وتضمنت النسخ الموزعة آنذاك ملف يحمل تحذيرًا يمنع أي إعادة نشر أو تصوير أو طبع أو استخدام تجارى لهذه الترجمة، فيما تجنب المنسق الإسرائيلى للمركز جرشون باسكن التحدث في هذا الموضوع.
وقال الأسواني بخصوص الموضوع آنذاك: «ما يفعله هذا المركز والمترجم هو قرصنة وسرقة وسأرفع شكوى إلى الاتحاد الدولي للناشرين»، مضيفًا:«موقفى لم يتغير بشأن التطبيع مع إسرائيل.. أنا أرفضه تماما».
موقف الأسواني
كلام الأسواني في الفقرة السابقة يتنافى إلى حد كبير مع ما ذكره عام 2011 في حواره صحفي، حيث قال خلال الحوار: «أنا لست ضد أن تترجم أعمالى للعبرية، ولم أكن لأرفض لو عرضت على إحدى دور النشر الفرنسية مثلا أن تقوم بترجمة أعمالى إلى العبرية، لكني ضد السياسة الإسرائيلية وضد الكيان الإسرائيلي؛ لأنه كيان هجمى فاشى، وأؤكد أن إسرائيل تهدف إلى الخلط بين سياساتها العنصرية والديانة اليهودية، لتهلل وتقول إن العرب أعداء السامية، وعنصريون، ولذا فعلينا أن نكون حذرين جدًا وأن نفرق بين الديانة والجنسية، ولكني أيضا مع أن نترجم كل الأعمال الأدبية العبرية من باب «اعرف عدوك»، وإن لم تكن المقاطعة مجدية لمَّا سعت إسرائيل لكسرها واختراقها بكل السبل».
وأضاف الأسواني: «الترجمة من وإلى العبرية سواء في الصحف أو في الأدب ليست تطبيعا، ولا أرى فيها عيبا، لكن علينا أن نجد طريقة قانونية للترجمة التي نعرف عن طريقها إسرائيل من الداخل مع عدم إعطائهم الشرعية التي يبحثون عنها، والحفاظ على عدم كسر حاجز التطبيع، وأدعو الناشرين أن يبحثوا في هذه القضية الإشكالية، كأن تتم الترجمة عبر دار نشر وسيطة مثلا».
ويتابع الأسواني حول إمكانية تعاقده مع دار نشر إسرائيلية: «لن أتعامل معه بالطبع، وفى الحقيقة أنا أشعر أنهم لا يريدون الرواية بقدر ما يريدون أن يفتعلوا ضجة حوله، والدليل على هذا أن أي فرد إسرائيلي يقرأ اللغة الانجليزية، ودور النشر العالمية توزع إصداراتها في إسرائيل، ولا يمكنني الاعتراض على توزيع روايتي هناك، ولكنني أؤكد على رفضي للتعامل مع إسرائيل ككيان سياسي».
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو