الأنبا أنطونيوس الكبير
نرى بالإيجاز أن الشياطين افتخارها وادعاءاتها لكي تخدع الأتقياء ولكن مع كل ذلك يجب علينا نحن المؤمنين أن لا نخاف مظاهره أو نأبه بكلماته. لأنه كذاب، ولا يتكلم كلمة واحدة صادقة على الإطلاق. ورغم تعظمه في تبججه بكلمات هذه كثرتها فإنه بلا شك اصطيد بشص كتنين بواسطة المخلص، وأوثقت خياشيمه بخِزامة كهارب. وثقبت شفتاه بمثقب وقد أوثقه الرب كعصفور لكي نهزأ به. وقد وضعت معه الشياطين رفقاءه كحيات وعقارب نطأها نحن المسيحيين تحت الأقدام. والدليل على هذا إننا نعيش الآن بالرغم منه. لأن ذاك الذي هدد بأن يجفف البحر ويقبض على العالم هوذا الآن لا يستطيع أن يثبت أمام نسك الأتقياء، ولا أمامي إذ أتكلم ضده. إذا فلا نأبه بكلماته لأنه كذاب. ولا نخش رؤياه إذ أنها في حد ذاتها خادعة. لأن ما يظهر فيها ليس نورًا حقيقيًا بل هي بالأحرى مقدمة وعينه للنار المعدة للشياطين التي تحاول إزعاج البشر بتلك اللهب التي سوف تحترق فيها. لا شك في أنها تظهر، ولكنها في لحظة تختفي ثانية دون أن تؤذى أحدًا من المؤمنين بل تحمل معها شبه تلك النار التي سوف تنالها هي نفسها، لأجل هذه الأسباب لا يليق بنا أن نخشاها، فكل محاولتها فاشلة بنعمة المسيح.