رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الالتزام بالطاعة فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا فِي مَرِيبَةَ، مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّة [8]. يحذرنا المرتل من قسوة القلب مثل الإسرائيليين الذين لم يريدوا الدخول في أرض الموعد، معتذرين بعدم قدرتهم على محاربة سكانها. تذمروا على الله، فحرموا أنفسهم من التمتع بأرض الموعد. * إنه من الممكن، نعم، إنه من الممكن لكل أحدٍ قد أهمل تمامًا أن يُظهر نفسه غيورًا، أن يصلح ما لحق به من خسارة. لهذا يقول المرتل: "اليوم، إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم كما في الخصومة" (مز 95: 8). يقول هذا لكي يشجعنا ويرشدنا ولا نيأس مطلقًا... يقول "اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم في يوم الخصومة" (الترجمة السبعينية). يقول هذا لكي يحثنا ويرشدنا ألا نيأس قط، فإننا مادمنا نحن هنا، يكون لنا رجاء صالح، ونتمسك بما هو أمامنا، ونسرع نحو مكافأة دعوتنا العليا من الله. * سنقتبس مثالًا آخر، وهو أشر الملوك كفرًا، الذي كان يخطئ بتأثير زوجته، لكنَّه ما أن تأسَّف ولبس المسوح، ودان أخطاءه حتى ربح لنفسه مراحم الله... فقد قال الله لإيليا: "هل رأيت كيف اتِّضع أخاب أمامي، فمن أجل إنه قد اتِّضع أمامي، لا أجلب الشر في أيامه" (1 مل ٢١: ٢٩). ليس فقط ما حدث مع هؤلاء، بل كلمات النبي تشهد بإبادة الله لأفكار اليأس، إذ قال: "اليوم إن سمعتم صوته، فلا تُقسُّوا قلوبكم كما في مَرِيبَهَ" (مز ٩٥: ٧-٨). وكلمة "اليوم" هنا يقصد بها أية لحظة من لحظات الحياة، حتى ولو كنت في سن الشيخوخة، إن أردت. فالتوبة لا تحسب بعدد الأيَّام، بل بحالة الروح. فأهل نينوى لم يحتاجوا إلى أيَّام كثيرة لإزالة خطاياهم، بل كان جزء صغير من يومٍ كافيًا لسحق شرورهم. واللص أيضًا لم يكن محتاجًا إلى فترة طويلة للدخول إلى الفردوس، بل في تلك اللحظة القصيرة التي احتملت كلمة واحدة غسلت خطاياه التي ارتكبها كل أيام حياته. لقد نال المكافأة الموهوبة له من الله قبل أن ينالها الرسل. ونحن نرى الشهداء وقد نالوا أكاليل المجد لا بعد عدة سنوات، بل بعد قليل من الأيام. وغالبًا ما كانت تتم في يومٍ واحدٍ (أي كان الواحد منهم يقبل المسيحيَّة فيستشهد في نفس اليوم). لذلك فنحن في حاجة إلى غيرة في كل اتجاه، واستعداد عظيم للفكر، فإن هيَّأنا الضمير لكي يكره شروره الماضية، ويختار الطريق الآخر بأكثر نشاط، بحسب رغبة الله ووصاياه، فسننال خيرًا كثيرًا في فترة زمنيَّة وجيزة، فكثيرون كانوا آخرين لكنَّهم سبقوا الأوَّلين . القديس يوحنا الذهبي الفم * من علمك أن تمجد رفيقك المصلوب معك؟ النور الأبدي الذي يضيء لمن هم في الظلمة! سمع اللص هذه الكلمات: "تهلل". ليست أعمالك حسنة، لكن هنا يوجد ملك يوزع هبات. سؤالك جاء في وقته. النعمة معك، تلحقك سريعًا جدًا. "الحق أقول لك: اليوم تكون معي في الفردوس". "لأنك اليوم سمعت صوتي، ولم تقسِ قلبك" (مز 95: 7-8). فبسرعة أنا حكمت على آدم، وبسرعة عفوت عنك. فاليوم يكون خلاصك. آدم بالشجرة سقط، وأنت بالشجرة دخلت الفردوس. لا تخف من الحية، فإنها لن تطردك إذ سقطت من السماء (لو 10: 8) . القديس كيرلس الأورشليمي * لتعمل باجتهاد في التربة التي أنت عليها. شقق الأرض البور بالمحراث. انزع الحجارة عن حقلك، واسحق الأشواك. ليتك لا ترغب في أن يكون لك قلب قاسٍ، يجعل من كلمة الله غير فعَّالة فيه. القديس أغسطينوس حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي. أَبْصَرُوا أَيْضًا فِعْلِي [9]. لقد جرب شعب بني إسرائيل الله في البرية، وصنع معهم آيات وعجائب، ومع هذا كانوا يزدادون قسوة وعدم إيمان. أَرْبَعِينَ سَنَةً مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ وَقُلْتُ: هُمْ شَعْبٌ ضَالٌّ قَلْبُهُم،ْ وَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي [10]. يكشف الله عن حزنه على شعبه طوال فترة البرية التي قاربت من الأربعين سنة. لقد فسدت قلوبهم بالخطية، وانحرفت عقولهم بسبب جهلهم سبل الله واهبة الخلاص. تلتحم الخطية بالجهل، ويعمل الاثنان معًا على تحطيم القلب والعقل، فلا ينضم الإنسان إلى موكب التسبيح والتهليل السائر نحو الله للاستقرار في حضنه أبديًا. فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي، لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي! [11] لقد سار الشعب قديمًا في البرية لكن للأسف لم يتمتعوا بموكب التهليل الحقيقي. حرموا أنفسهم بأنفسهم من دخول أرض الموعد، حيث الراحة بالله. يقدم لنا الكتاب المقدس رحلات كثيرة تهب راحة، منها: 1. رحلة الشعب في البرية للتمتع بأرض الموعد التي تشير إلى كنعان السماوية. 2. عودة الشعب من السبي البابلي إلى أورشليم لبناء الهيكل، إشارة إلى التحرر من عبودية إبليس والدخول إلى أورشليم العليا. 3. رحلات الشعب الثلاث سنويًا في الأعياد الكبرى إلى الهيكل في أورشليم، وتشير إلى اشتياق الكنيسة الدائم نحو الحياة السماوية المتهللة. 4. رحلة النفس من هذا العالم خلال كلمة الله للتمتع بأيقونة المسيح عريسها السماوي. 5. خبرة صعود القلب مع المسيح المصلوب القائم من الأموات الصاعد إلى السماوات خلال سرّ الإفخارستيا. * نحن أيضًا كان لنا الوعد بالدخول إلى الملكوت بإيماننا وطريق حياتنا الروحي، وذلك مثل الذين قبلوا الوصية خلال الناموس... حتى ينالوا الأرض الموهوبة لهم. لكن رسالة الناموس التي سمعوها لم تنفعهم، إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في سامعيها (عب 4: 2). نحن الذين نؤمن بالمسيح وعطاياه ندخل بالإيمان إلى تلك الراحة. من الجانب الآخر، لم يدخلوا تلك الراحة، وذلك حسب النذور الذي تم خلال داود: "أقسمت في غضبي ألا يدخلوا راحتي". القديس مار أفرام السرياني * يليق بذاك الذي يدخل إلى الراحة ألا يعود إلى الأشياء القديمة، مستخفًا بالأعمال التي تتطلبها قوانين الناموس القويمة لضبط العصيان. ثيؤدور أسقف المصيصة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خرج إلى البستان حتى يسلم نفسه بالطاعة للقيود |
أن أذن الانسان تصبح سليمة بالطاعة |
مزمور 50 - الالتزام بطاعة الوصية |
الحب بالطاعة، وبالتضحية والبذل |
لا يوجد فى المسيحية ما يسمى بالطاعة العمياء ، |