|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«إِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ… وَكَثُرَ كُلُّ مَا لكَ» (تثنية8: 11،13). إذا اعتبرناها قاعدة عامة، فإنه لا يستطيع شعب الله أن يتحمَّل الإزدهار المادي. إنهم يزدهرون بشكل أفضل زمن المِحَن. لقد تنبأ موسى بترنيمته الوداعيه بأن إزدهار إسرائيل من شأنه أن يفسدهم روحياً «فَسَمِنَ يَشُورُونَ وَرَفَسَ. سَمِنْتَ وَغَلُظْتَ وَاكْتَسَيْتَ شَحْماً! فَرَفَضَ الإِلهَ الذِي عَمِلهُ وَغَبِيَ عَنْ صَخْرَةِ خَلاصِهِ» (تثنية15:32). لقد تحقّقت النبوءة في أيام إرميا، عندما اشتكى الرَّب قائلاً، «لَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ زَنُوا وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا» (إرميا7:5). ثم نقرأ في هوشع6:13، «لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي» (إرميا6:13). إعترف اللاويون، بعد عودتهم من السَّبي، أن إسرائيل لم يتجاوب كما يجب لكل ما عمله الرَّب لأجلهم «…فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَسَمِنُوا وَتَلَذَّذُوا بِخَيْرِكَ الْعَظِيمِ. وَعَصُوا وَتَمَرَّدُوا عَلَيْكَ وَطَرَحُوا شَرِيعَتَكَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ الَّذِينَ أَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ لِيَرُدُّوهُمْ إِلَيْكَ وَعَمِلُوا إِهَانَةً عَظِيمَةً» (نِحميا9:25، 26). نحن ننظر إلى الرخاء المادي كدليل لا يمكن إنكاره لإستحسان الرَّب لما نحن عليه ونقوم به، فعندما تزداد أرباح عملنا نقول: «الرَّب يباركني حقاًّ»، لكن من الأفضل النظر إلى هذه الأرباح على أنها إمتحان، فإن الرَّب ينتظر ليرى ماذا سنفعل بهذه الأرباح، هل سنُنفقُها في ملذّاتنا الشخصية؟ أم سنتصرَّف كوكلاء أمناء أم سنستخدمها لنرسل الأخبار السّارة إلى أقاصي الأرض؟ هل نكتنزها في محاولة لجمع ثروة؟ أم هل سنستثمرها لأجل المسيح ورسالته؟ لقد قال ف.ب ماير «إذا كان ينبغي مناقشة شروق الشمس أو العاصفة، النجاح أو التجربة، وإذا كانت إختبارات شخصية قاسية، فإن المُراقِبين الماكرين للطبيعة البشرية على الأرجح سيجيبون بأن لا شيء أفضل من الإزدهار يمكن أن يبيِّن بوضوح المعدن الحقيقي الذي صُنعنا منه لأن هذا الإختبار دون سواه هو الأشدُّ قسوة». قد يتّفق يوسف مع هذا الفِكر، حيث قال: «اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِراً في أرْضِ مَذَلَّتِي» (تكوين5:41)، لقد استفاد من المِحَن أكثر مما استفاد في وقت الرخاء، على الرغم من أنه أحسن التصرّف في كلتا الحالتين. |
|