رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظن داود خطأً أن الأمر قد استتبَّ له بعد موت أُورِيَّا، فتزوَّج من بثشبع، ووُلد له ولد، وكأنَّ لا شيء حدث. ولكن يا لها من كلمة مرعبة يقولها الكتاب: «وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ»! (ع27). وما أرهب صوت الله عندما يُسمِع الإنسان هذه الكلمة! ولكن ماذا بعد؟! إننا نقرأ في بداية الأصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني هذه الكلمة مرة أخرى «أَرْسَلَ»، ولكن هذه المرة «فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ... أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!... احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ... قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ... وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ... لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ... أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ... لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ» (2صموئيل12: 1-12). آه، ما أقساها رسالة أرسلها الرب لداود، أفاقته من سباته وهو تحت تأثير المخدر الشيطاني حيث كان قد سكر بخمر الشهوة، ناسيًا أن الساهر القدوس يراه ويلاحظ كل طرقه، ويزن كل أعماله بميزان الحق، وأنه ينظر ويُطالب. ظنَّ أنه سَيِّد الموقف وصاحب القرار، فأرسل وأخذ، ثم أرسل وقتل، حتى جاءه رسول يحمل له رسالة خطيرة من الله اخترقت ضميره وأعماقه. لقد تقلَّب السيف ذو الحدين، فأخذ أول ما أخذ الطفل الذي وَلَدَتْهُ امرَأةُ “أُورِيَّا” لِدَاوُدَ (2صموئيل12: 18)، ثم تقلَّب مرة أخرى فذُلَّت “ثَامَار” ابنته (2صموئيل13: 1-22)، ثم تقلَّب مرة أخرى فقُتلَ “أَمنُون” (2صموئيل13: 23 33)، ثم تقلَّب مرة أخرى فطارد “أَبشَالُوم” أباه (2صموئيل15-18)، وتقلَّب مرة أخرى فنفذ في قلب أجمل أولاده؛ “أَبشَالُوم” (2صموئيل18: 9-15). |
|