إنشاء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية
و كانت كلمة الرب تنمو بقوة يومًا بعد يوم.مما هيج عدو الخير. ولكن من أين للظلمة أن تقاوم النور! إن بصيصًا من النور قادر على إبتلاع كل آثار الظلمه. لذلك تحصينًا لأولاده عمل الكاروز منذ البدايه على:
1- إنشاء مدرسه لاهوتيه
تكون مصدرًا للنور والمعرفه، تقوم بتدعيم المبادىء المسيحيه والتعاليم الإنجيليه، وتقف في وجه مدرسة الأسكندريه الوثنيه (التي أنشأها بطليموس سوتير أول ملوك البطالمه) وتفقد إدعاءاتها، وتدحض آرائها الفاسدة. لذا ركز أهتمامه في بادىء الأمر أن يجعل الدراسه فيها قاصره على درس الكتاب والعلوم اللاهوتيه فقط ليضمن توقف تيار الفلسفة الوثنية الجارف. واستعان لذلك بأساتذه جبابرة من أولاده الفلاسفه المصريين الذين قبلوا الإيمان ونالوا المعموديه على يده. كما أسند إدارتها ورياستها للعلامه يسطس المشهود له من الجميع بالتقوى والغيرة المقدسة والذي صار فيما بعد سادس بابا للمدينه العظمى الأسكندريه. ثم عاد وفسح المجال لبعض العلوم لكى تدرس بجانب علوم الكنيسة كالطب والهندسة والفلسفة والمنطق والموسيقى وغيرها، وساندت السماء هذا العمل المقدس فنجحت وازدهرت وعطرت بأريحها ليس مدينة الأسكندريه أو القطر المصري بأكمله فحسب بل وشعوب الشرق والغرب. إذ اصطادت هذه الشبكة الروحيانيه نفوسًا كثيرة للمسيح على مختلف الأجناس من مصريين ويونانيين ويهود ورومان وأحباش ونوبيين، حتى تزعزعت أركان الوثنية واستحق كاروزنا بحق أن تلقبه الكنيسة "مبدد الأوثان".
2- وضع اليد الرسولية على أول أسقف مصري
لما كثر عدد المؤمنين بالمسيح رأى كاروز مصر ومدبرها الأول (كما نقول في ذكصولوجية باكر) أن يرسم تلميذه البكر إنيانوس الإسكافى أسقفًا على الكرسى السكندرى ويسلمه مقاليد الخدمة ذاك الذي كان قد بلغ درجه عاليه من الروحانية حتى قدم حياته وبيته وكل ماله لخدمة سيده على مثال معلمه. كما رسم معه عددًا من القسوس يكونون عونًا له في الخدمة مع سبعه شمامسة يكونون عينًا له (هكذا تلقب الكنيسة الشماس إذ تدعوه عين الأسقف).