|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المرحلة الثانية :عودة البابا من المنفى ، مجمع أفسس المسكونى المرحلة الثانية : أصبح ليو 1 Leo I وإسمه فلاريوس ليو Valerius Leo أمبراطوراً وحكم من 457 - 474 م وكان قائداً وعندما مات ورثه حفيده ليو 2 Leo II حكم 10 شهور فى سنة 474م هو حفيد ليو الأول وإبن زينو وحكم معه أبيه زينو أو زينون Zeno زوج أبنه ليو الأول وأبو ليو الثانى وحكم معه سنة 474 - 475م لأن أبنه كان قاصراً - ولكن جدته زوجه ليو الأول إتهمت إبنتها بانها قتلت إبنها حتى يستولى زوجها زينو على العرش وشجعت أخيها باسيليسكيوس على إغتصاب العرش فإستولى فلافيوس باسيليسكيوس على الحكم من 475 - 476 م أى انه حكم سنة واحدة !! عودة البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26 من المنفى نفى البابا تيموثاوس حوالى سبع سنوات ، وما يهمنا هنا أنه فى السنة التى حكم فيها باسيليسكيوس الأمبراطورية البيزنطية حاول أن يرأب الصدع فى جسم الكنيسة الجامعة بسبب قرارات مجمع خلقيدونية ، وما حدث كان فى الحقيقة نتيجة لحسن الحظ أو يمكن أن نطلق عليه امر عجيب حيث أن الأمبراطور باسيليسكيوس عين فى بلاطه طبيباً أسكندرانياً (1) فإنتهز المصريون الفرصة وطلبوا إليه أن يعمل على إعادة البابا المصرى المنفى إلى الإسكندرية ، وقد نجح مسعى ذلك الطبيب إذ لبى الإمبراطور طلبه . ومع شوق البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26 لرؤية شعبة والرجوع إلى مصر وطنه ولكنه رأى أن واجب اللياقة يحتم عليه الذهاب إلى القسطنطينية أولاً ليقدم شكره بنفسه إلى الأمبراطور باسيليسكيوس الذى أصدر أمره بإعادته من المنفى ، وكان اسقف القسطنطينية قد أعد كنيسة القديسة إيرينى لنزول البابا الإسكندرى فيها ، كما خصص عدداً من رجال الإكليروس الكنسى ليخدمه ، وكان فى إستقبال البابا المصرى فى القسطنطينية عدداً كبيراً من التجار المصريون والملاحون وأصحاب مراكب التجارة التى كانت تنقل القمح والبضائع من مصر إلى القصطنطينية وغيرهم من الرهبان المصريين الذين كانوا فى القسطنطينية فى ذلك الوقت وكانوا قد وفدوا للعاصمة لرجاء الإمبراطور لإعادة باباهم إليهم من منفاه ، ولما رأى الأمبراطور باسيليسكيوس كثرة مستقبليه أنزله فى قصره ورحب به كل ترحيب ، وكان البابا المصرى قد نال شهرة سابقة أثناء رحلة نفيه وأثناء وجوده فى جزيرة غنغرا حيث كانت عنده موهبة الشفاء فتوافدت جموع الشعب على القصر البعض لكى ينال بركته والبعض الآخر لينال بركة الشفاء من الأمراض والأوجاع . مجمع مسكونى فى أفسس ولما رأى البابا تيموثاوس الـ 26 محبة الأمبراطور باسيليسكيوس للكنيسة وشوقه للم شملها وجمع شتاتها طلب منه أن يعمل على توطيد السلام فى الكنيسة ويعيد الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم لكى يحس الأرثوذكس بالإستقرار ، وإقتنع الإمبراطور بوجهة نظر البابا السكندرى وبعد التداول معاً ومع اسقف القسطنطينية فوافقوا ودعا إلى عقد مجمع وأرسل الخطاب الدورى التالى إبى جميع الأساقفة ونصه : - لما كنا نرغب فى تثبيت القوانين التى وضعها سلفاؤنا رغبة منهم فى وحدة الكنيسة ، ولما كان ينبغى المحافظة على قوانين مجامع نيقية والقسطنطينية وافسس (المسكونية الثلاثة) فإننا نطلب إلى جميع الأساقفة أن يحرموا ويرمو فى النار طومس لاون وكل ما جرى فى مجمع خلقيدون من تجديد إيمان وتفسير ومناقشة ، لأن هذه جميعها ليست سوى إبتدع فى الدين ... وإننا - فوق هذا - نحكم بإدانة كل من لا يعترف بأن ألبن قد تأنس حقاً ، وكل من يشايع أوطيخا فى بدعته القائلة بأن جسد المسيح جسد خيالى نزل من السماء ، كما نحكم بإدانة من يقولون مع أبوليناريوس (أسقف اللاذقية) بأن تجسد المسيح لم يكن غير تجسد ظاهرى ويجب على جميع الأساقفة أن يوقعوا على هذه الرسالة كما يوقعوا حرماً علانية على كل ما جرى فى خلقيدون ، وكل من تشيع فى مستقبل الأيام لهذا المجمع فإنه سيلقى أشد عقاب بوصفه مكدراً لصفو الكنيسة ، وعدواً للرب وللأمبراطور ، فإن كان من الأساقفة يعزل وإن كان من الرهبان أو من العلمانيين ينفى وتصادر أمواله . *** ويقول المؤرخ مار ساويرس توما : أنه متى عرفنا أن كاتب هذه الرسالة الإمبراطورية هو البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26 زال العجب ووجدنا أنها ليست سوى دليل ضمن الأدلة العديدة على أنه هو وكنيسته يبرآن من البدعة الأوطاخية براءة الذئب من دم أين يعقوب ، ومن ابرز الذين ساندوا البابا الإسكندرى فى تلك الفترة وجاهدوا إلى جانبه الراهب بولس " الفيلسوف الفصيح" (2) ويورد الأرشيمندريت جيتى موقف آخر يدل على مقاومة الكنيسة المصرية لبدعة أوطيخا أنه حين كان البابا تيموثاوس الـ 26 فى القسطنطينية مشتغلاً بالعمل على تثبيت السلام فى الكنيسة ، قصد إليه جماعة من الأوطاخيين آملين أن يوافقهم على بدعتهم ولكنه قال لهم فى صراحة تامة : " إن جسد الأبن مساو لجسدنا وأما لاهوته فمساو للآب" (3) فعادوا من مقابلتهم له يجرون ذيل الفشل وادركوا أنه متمسك بإيمان أسلافه - باباوات الإسكندرية - الذين دعموا الإيمان بالفعل والقول . وقد ذهب البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) إلى افسس فى طريق عودته من القسطنطينية إلى مصر وكان معه رفات البابا ديسقوروس حيث حضر المجمع مع 500 اسقف من اساقفة العالم ، وبعد المناقشات والمشاورات أجمعا على حرم قرارات مجمع خلقيدونية وإبطالها وعودة جميع الأساقفة المنفيين إلى بلادهم وحرم طومس لاون ومن يعترفون به (4). نقل جسد البابا ديسقوروس المعترف لمصر وفى موجة الفرح التى غمرت البابا تيموثيئوس (تيموثيئوس) 2 الظاهرة من إستقبال الشعب له فى القسطنطينية ورضى الإمبراطور : أن يستأذن فى نقل رفات البابا الأنبا ديسقوروس البطل المعترف والشهيد بغير سفك دم .. فسمح له الإمبراطور باسيليسكيوس بذلك وما أن وصل البابا إلى الإسكندرية المقر الرئيسى لكرسية حتى سارع المصريين للأحتفال به ، وقد رأس الأنبا تيموثيئوس (تيموثيئوس) 2 الإحتفال بالصلوات التى أقيمت بالكنيسة المرقسية ، وإزدحمت الكنيسة وقد كان إحتفالاً مهيباً خليقاً بمن ظل أميناً ومتمسكاً بالعقيدة المستقيمة حتى إنتهت حياته ، وبعد الإنتهاء من هذا الإحتفال الرائع وضع الجثمان الطاهر مع أحداث الأساقفة الإسكندريين (5) تزيين الكنيسة الكبرى فى دير مار مينا بمريوط وقبلو البابا للعائدين من أتباع الكنيسة الملكية وبعد إنتهاء الإحتفالات إنشغل البابا تيموثيئوس (تيموثيئوس) 2 على إصلاح الكنائس التى خربها الملكيين (أنصار مجمع خلقيدون) وإستولوا على ما فيها وفتح الكنائس التى كانوا قد أغلقوها ، ولم يدع بناء الكنائس وإصلاحها يصرفه عن البناء الروحى الذى أمر به السيد المسيح فصرف معظم وقته ليعلم شعبه وتقوية القلوب الخائرة ، وحينما وجد الشعب راحته فى الكنيسة التى أحبها والناتجة من محبته الخالصة للسيد المسيح سارعت الجموع إلى تقديم هداياهم من ذهب وفضة ومال ليعاونوه على إتمام أعماله الرعوية العظيمة (6) ، ولم يكن البابا حاداً مع أتباع الكنيسة الخلقيدونية الملكية فقابلهم بعطف أبوى ونجح فى توطيد دعائم السلام بين الكنيسة المصرية وبين اخوته الساقفة بعد خصام طال امده وتخللته الأحقاد والإضطهادات ، كذلك أتبع سياسة الرفق بالخلقيدونيين التائبين والرجعين للكنيسة المسرية الأم بمجرد إعلانهم الحرم على مجمع خلقيدون وإعترافهم بالإيمان الأرثوذكسى وبهذه المحبة إكتسبهم للمسيح . الأسقف الدخيل الملكى الخلقيدونى يغادر الأسكندرية وما أن بدأ المصريين الإحتفالات بعودة البابا تيموثيئوس (تيموثيئوس) 2 من المنفى وبالصلوات التى اقيمت تكريماً لرفاة البابا ديسقوروس عامود العقيدة الأرثوذكسية ورأى الأسقف الدخيل سولوفاتشيولى إنفضاض الذين كانوا حوله وسقوط صلاحياته التى كان يستمدها من تأييد الإمبراطور والسلطة له فلجأ إلى ديره إذ أحس بإندفاع الشعب وتأييده للبابا المصرى ولم يعترض أحد من المصريين للسقف الدخيل الملكى لأنهم رأوه مسالماً بالرغم من أن السلطة كانت فى يدية فلم يعادى أحداً منهم مثل سابقه ، وإعتقد المصريين أن خروجه فى صمت ما هو إلا إعترافاً منه بشرعية البابا تيموثيئوس (تيموثيئوس) 2 على جلوسه على عرش الرسول مرقس الذى كرز للمصريين . نياحة البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26 وفى 7 مسرى 193ش الموافقة 31 يولية 477م تنيح البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26 بعد جهاد طويل إستمر 21 سنة وعشرة أشهر ووإنضم إلى الأخدار السمائية بعد أن خدم من أجل السلام والوحدة فى الكنيسة الجامعة وفى مصر . بركة وصلاة هذا البابا تكون معكم ومعى يا آبائى واخوتى وابنائى وبناتى آمين مـــــــــــــــــراجع (1) التربية فى مصر مقال بالأنجليزية للدكتور جورجى صبحى نشره فى مجلة ألاثار القبطية العدد التاسع (سنة 1943م) ص 113 (2) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 231 (3) راجع تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية ) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 36- 37 (4) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 232 (5) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 229- 230 (6) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص |
|