رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أكد لنا الرب في إنجيله قائلًا: "أنا نور العالم، من يتبعني لا يسلك في الظلمة بل يكون له نور الحياة " الله هو النور وقد تجسد النور في عالمنا لكي نراه ونسمع منه وصاياه ونؤمن به فتكون لنا الحياة . فذكرى ميلاد المسيح تستقبل كل عام من قبل المؤمنين به بفرح وأيمان ، فيسعون الى تزيين شوارع المدن وأبنيتها وأشجارها بالزينة اللائقة بميلاد الرب . فعلى كل مؤمن أن يعد قلبه أيضاً لأستقبال الرب فيتوب عن أعماله السيئة . لها الهدف أراد يوحنا أن يعد قلوب الناس لأستقباله فنادى قائلاً ( أثمروا ثماراً تليق بالتوبة ... ها أن الفأس أيضاً قد وضعت على أصل الشجر . فكل شجرةٍ لا تثمر ثمراً جيداً تقطع وتطرح في النار ) " لو 3: 8-9" هكذا يليق ميلاد المسيح في القلوب المؤمنة فيقولوا ( الرب نوري وخلاصي ممن أخاف ) " مز 1:27" . لم يولد أحد مع المسيح بالروح والنعمة مالم يتخذ كل الوسائل المطلوبة في الولادة الروحية الجديدة التي طلبها الرب من نيقديموس . هكذا يقطع المؤمن الطريق أمام التجربة والخطيئة . فكل من يريد أستقبال الرب عليه أن يجعل قلبه مغارة وهيكلاً مقدساً يدعوا المسيح اليها . فكل منزل يحل فيه المولود الألهي يجب على صاحبه أن يدعو المسيح أولاً ويفتح له باب قلبه لكي يحل فيه وحسب قول الرب ( ها أنا واقف خارج الباب أقرعه ، أن سمع أحد صوتي وفتح الباب ، أدخل اليه فأتعشى معه وهو معي ) "رؤ 20:3" وكل قلب يدخل اليه المسيح سيولد صاحبه ولادة جديدة فيصبح ذلك الأنسان أكثر قداسة من هيكل سليمان ، وأكرم من قدس أقداسه . فعلى كل مسيحي أن يكون حريصاً على نظافة منزله وهيكل جسده الذي هو سكنى للروح القدس . هكذا لا يريد المخلص أن نحتوي على خطيئة . فالعذراء مريم التي أختارها الله ليتجسد فيها أبنه كانت طاهرة ، فولدت الرب وهي بريئة من كل خطيئة ، سليمة من الأهواء ، سيرتها نقية ، أيمانها قويم ، آمنت منذ البداية وعملت كأمةُ للرب وأستعدت هيكل جسدها له ، وكان أستعدادها حياةً لذاتها . هكذا صارت قدوة وأماً لله ولبني البشر لكي يقتدي الأنسان بها . مريم أحبها الله فأختارها أماً لأبنه فزادها طهراً فمكثت بتولاً قبل الحبل وأثناء الحمل وبعده بسبب نقاوتها . فكل من يفعل مثلها سيجازيه الله جزائها , الرب يتقدم نحو الأنسان ويريد خلاصه مثلما قدِمَ الى مريم ، ويغمره مثلما غمرها . فقدومه الى الأنسان يصحبه متعة روحية ونور ونعم كثيرة فيحل السلام والمسرة في ذلك المختار فيتبارك بالحياة الجديدة وتتغير صورته ومثاله لكي يخلق من جديد فيصبح أنساناً جديداً يشاركه الخالق في لاهوت ابنه الذي شارك الأنسان في ناسوته وبنوره يكشف له طريق جديد لحياة جديدة بعد أن يستيقظ من ظلامه ، وكما كتب الرسول بولس في أفسس 14:5 لأن الذي يكشف كل شىء هو النور ، لذلك يُقال : استيقظ أيها النائم ، وقم من بين الأموات ، فيشرق عليك نور المسيح ! . الهنا حي فنحيا به وبأبنه الذي جعله نوراً لكل الأمم ( لقد جعلتك نوراً للأمم لتكون خلاصي الى أقصى الأرض ) " أش 6:49 " . ليتبارك أسمه القدوس الى الأبد |
|