تأثير الصلاة
واحدة من الأشياء التي يتحدث عنها الله بكثرة في الكتاب المقدس. ومن ثم، نقرأ في تسالونيكي الأولى 5: 17
تسالونيكي الأولي 5: 17
" صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ"
من ناحية أخرى، تقترح كولوسي 4: 2
" وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ"
وكذلك، تقول لنا بطرس الأولى 4: 7
"فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ."
وتكرر رومية 12: 12
"مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ"
وبعيداً عن الآيات السابقة- فهناك المزيد منها في الكتاب المقدس1 - والتي توصينا بالصلاة وفي الحقيقة بالصلاة باستمرار وبمواظبة وبلا انقطاع، فهناك أيضاً آيات أخرى والتي توضح فعالية الصلاة بواسطة أمثلة الناس التي صلت. إنه هذا النوع الأخير من الىيات الذي سيتم دراسته في هذا المقال، بدءاً من أعمال الرسل 12 1. أعمال الرسل 12: 1- 16
بدءاً من أعمال الرسل 12: 1- 5أ فنقرأ:
أعمال الرسل 12: 1- 4
" وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ، فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ. وَإِذْ رَأَى أَنَّ ذلِكَ يُرْضِي الْيَهُودَ، عَادَ فَقَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أَيْضًا. وَكَانَتْ أَيَّامُ الْفَطِيرِ. وَلَمَّا أَمْسَكَهُ وَضَعَهُ فِي السِّجْنِ، مُسَلِّمًا إِيَّاهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَرَابعَ مِنَ الْعَسْكَرِ لِيَحْرُسُوهُ، نَاوِيًا أَنْ يُقَدِّمَهُ بَعْدَ الْفِصْحِ إِلَى الشَّعْبِ"
أما بالنسبة لهيرودوس الموجود في فقرتنا هذه، فهو حفيد هيرودوس الذي اضطهد يسوع عندما كان لا يزال طفلاً (متَّى 2) و "َقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ." (متَّى 2: 16). وكان أيضاً ابن أخو هيرودس "الأمير" الذي قطع رأس يوحنا المعمدان و " واحتقر يسوع بفرح وستهزأ به وألبسه لباساً لامعاً [ليزيد من الاستهزاء به]" (لوقا 23: 11) قبل صلبه. فيبدو إذاً أنه ورث كل شر جدِّه وعمه إذ قتل يعقوب أحد الاثناعشر، وإذ رأى أن هذا قد أسعد اليهود، قبض أيضاً على بطرس، بهدف تقديمه للشعب ثم يتضح بعد ذلك، أنه فعل هذا لكي يقتله أيضاً. ومع ذلك، لم يحسبها هيرودس جيداً لأن الآية 5 تقول لنا:
أعمال الرسل 12: 5
" فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ."
عيَّن الملك رجالاً مسلحون لحراسة بطرس. واعتقد أنه بذلك قد يجعل تحرره مستحيلاً. ومع ذلك، لم يأخذ في الاعتبار حقيقة أنه بالرغم من أن بطرس كان في السجن، إلا أن الكنيسة كانت تصلي بلجاجة إلى الله من أجله. لم يقدر هيرودس على منع هذا، ومن ثم لم يقدر أن يمنع الله من الاستجابة لتلك الصلوات. فانظر ما حدث بعد ذلك:
أعمال الرسل 12: 6
" وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ، كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِمًا بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ"
أخذ هيرودوس ما يكفي من الاحتياطات ليمنع بطرس من الفرار. فكان هناك عسكريين عن يمينه وعن يساره، وكان هو في وسطهما مربوطاً بهما بسلاسل. أينما أراد أن يذهب، عليهما أن يوافقا أولاً! بلإضافة إلى ذلك، وكأن هذا لم يكن كافياً، فكان هناك حراس قدام الباب! ومع ذلك، فبالرغم من أن هيرودس رتب الكثير من القوات العسكرية لحراسة بطرس، لم يكن هذا شيء يذكر مقارنة بالله وقوته. فانظر ما فعله الرب:
أعمال الرسل 12: 7- 11
" وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً!». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ:«الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي». فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ، بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ، فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقًا وَاحِدًا، وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ. فَقَالَ بُطْرُسُ، وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ:«الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ»."
يعتقد العديدون أنه لكي يحدث كل هذا، ينبغي أن يكون الحراس نائمون. حسناً، أين يقول الكتاب المقدس هذا؟ ولا في أي موضع! بل على النقيض، فيقول الكتاب المقدس، أن بطرس هو من كان نائماً- بين حارسين- وأن الحراس الآخرين قدام الباب " يَحْرُسُونَ السِّجْنَ". أما بالنسبة للأخير، فهل تعتقد أن الكتاب المقدس قد يقول أنهم كانوا يحرسون السجن إن كانوا نائمين؟ أنا لا أعتقد هذا، فأي نوع من الحراسة يكون ذلك؟ وعلى اي حال، فأنا لا أعلم كيف فعلها الله، ولكني أعلم أنه فعلها وأنقذ بطرس " مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ"
أعمال الرسل 12: 5
" فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ"
أنظر حرف "أما" هناك. إنه يخبرنا بالسلاح الذي استًخدِم ضد حقيقة حبس بطرس بالسجن. كان هذا السلاح هو الصلاة. صلت الكنيسة بلجاجة واستجاب الله لهم ومرر ما كان مستحيلاً، هازماً هيرودس وقوته، ومخلِّصاً بطرس من هذه المحنة.
2. ملوك الثانية 6: 11- 22
لم يكن المثال السابق هو المثال الوحيد حيث نرى الله يحرر شعبه بمثل تلك العظمة في استجابة لصلواتهم. ومثال مشابه موجود في ملوك الثانية 6. هناك، نجد اليشع، رجل الله، والذي كشف الله من خلاله لملك إسرائيل عن خطط الآراميين. وبسبب هذا، اضطرب كثيراً ملك آرام وعقد اجتماعاً في هذا الشأن.
ملوك الثانية 6: 11- 12
" فَاضْطَرَبَ قَلْبُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ هذَا الأَمْرِ، وَدَعَا عَبِيدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنَّا هُوَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: «لَيْسَ هكَذَا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. وَلكِنَّ أَلِيشَعَ النَّبِيَّ الَّذِي فِي إِسْرَائِيلَ، يُخْبِرُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بِالأُمُورِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مُخْدَعِ مِضْطَجَعِكَ»."
وعلى كل حال، كشف الله لأليشع ما قاله وما خططه ملك آرام، والذي بدوره كشف الأمر لملك إسرائيل. ثم تقول لنا الآيات 13- 15
ملوك الثانية 6: 13- 14
" فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَانْظُرُوا أَيْنَ هُوَ، فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ». فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا هُوَ فِي دُوثَانَ». فَأَرْسَلَ إِلَى هُنَاكَ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشًا ثَقِيلاً، وَجَاءُوا لَيْلاً وَأَحَاطُوا بِالْمَدِينَةِ."
وأنظر إلى نمط التفكير المتشابه لهذا الملك وهيرودس: كلاهما حاول القبض على رجال الله وإيذائهم باستخدام قوات عسكرية هائلة. ومن ثم، أرسل ملك آرام " خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشًا ثَقِيلاً" ضد أليشع، بينما أسلم هيرودس بطرس لست عشر جندي لحراسته. كل من هيرودس وملك آرام أعتقد أنه قد اتخذ كل المقاييس المادية التي كانت ستضمن له نجاح خططه. ومع ذلك، كل منهما أخرج الله ومقاييسه خارج المعادلة وكل منهما فشل فشلاً ذريعاً. رأينا ذلك في الجزء السابق مع هيرودس وسنراه في هذا الجزء مع ملك آرام أيضاً. تقول لنا الآيات 15- 16
ملوك الثانية 6: 15- 16
" فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ اللهِ وَقَامَ وَخَرَجَ، وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِالْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟» فَقَالَ: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ»."
جواب أليشع لسؤال غلامه يُظهر شيئاً، فإما أن هذا الغلام لديه مشكلة بصرية ولم يقدر أن يرى الذين كانوا معه، أو من ناحية أخرى، كان أليشع مخطئاً. وكما سنرى، فالحالة الأولى كانت هي الوضع القائم. لم يكن السبب هو مشكلة بإبصار غلامه، بل لأنه استخدم إبصاره المادي فقط. وبعد، فليس هذا هو الإبصار الوحيد الذي يمكن أن يكون للإنسان. وحقاً، فبجانب الصورة الفيزيائية التي تكون لموقف معين، قد يكون هناك أيضاً صورة روحية والتي إن تم تجاهلها فالنتائج التابعة لهذا التجاهل ستكون غير محتملة. ويتضح أن هذا الغلام تجاهل هذا البعد الروحي وعليه الآن أن يأخذه في عين الاعتبار. تقول لنا الآية 17 كيف هذا حدث:
ملوك الثانية 6: 17
" وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ."
صلي أليشع واستجاب الرب لصلاته، فاعلاً ما طلبه وفاتحاً عيني خادمه لتكون له نظرة روحية للموقف. ومع ذلك، كان هناك شيئاً إضافياً لابد من القيام به للاهتمام بهؤلاء الآراميين. رأينا في بداية الفقرة، كيف أُخبِر الملك عنه وأين كان بالضبط. إذاً، فقد عرف الجيش الآرامي عن من كانوا يبحثون بالتحديد. كيف واجه أليشع هذا؟ تقول لنا الآيات 18- 20
ملوك الثانية 6: 18- 20
" وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. فَقَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: «لَيْسَتْ هذِهِ هِيَ الطَّرِيقَ، وَلاَ هذِهِ هِيَ الْمَدِينَةَ. اتْبَعُونِي فَأَسِيرَ بِكُمْ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ». فَسَارَ بِهِمْ إِلَى السَّامِرَةِ. فَلَمَّا دَخَلُوا السَّامِرَةَ قَالَ أَلِيشَعُ: «يَا رَبُّ افْتَحْ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ فَيُبْصِرُوا». فَفَتَحَ الرَّبُّ أَعْيُنَهُمْ فَأَبْصَرُوا وَإِذَا هُمْ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ. فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: «هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟»"
وكما هو واضح، فالرب لا يفتح الأعين لرؤية الأشياء المادية والروحية الغير مرئية، بل أيضاً يغلقها عن رؤية الأشياء المادية المرئية! عرف الآراميون عن من كانوا يبحثون بالتحديد. وبعد، كان أمام أعينهم ولم يقدروا على رؤيته!! وليس هذا فقط، بل وانتهى بهم الحال في السامرة، عاصمة عدوهم! كيف حدث كل هذا؟ صلى أليشع، وضرب الرب الآراميين بالعمى فاتحاً أعينهم فقط عندما وصلوا للسامرة وفقط بعدما صلى اليشع من أجل هذا! تخبرنا الآيات 21- 23 بما حدث بعدما وقعوا في يد ملك إسرائيل.
ملوك الثانية 6: 21- 24
" فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: «هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟» فَقَالَ: «لاَ تَضْرِبْ. تَضْرِبُ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزًا وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ». فَأَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَانْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ تَعُدْ أَيْضًا جُيُوشُ أَرَامَ تَدْخُلُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ."
وللتلخيص إذاً: جاء جيشاً عظيماً ضد أليشع. وفي المقابل، بعد تقييمه للموقف من الناحية الروحية، صلى وضربهم الرب بالعمى. ثم، وبعد أن قادهم إلى السامرة، عاصمة إسرائيل، صلى مرة أخرى وفتح الرب أعينهم ورأوا أين كانوا. من الذي صنع كل هذه الأشياء العظيمة؟ إنه الرب. إنه الرب من أمر أن يُصنَع كل هذا؟ بصلاة أليشع. ولهذا تقول الكلمة:"صلى اليشع والرب...." عمل وفقاً لذلك.
3. المزيد من الأمثلة للصلوات المستجابة
لم تكن الحالات السابقة هي الوحيدة التي تتعلق بالصلوات المؤثرة.
3. 1 صموئيل ويوحنا المعمدان
حقاً، كان صموئيل رجل عظيم من رجال الله وكان وجوده استجابة لصلوات أمه. كما تقول لنا صموئيل الأولى 1: 10- 11
صموئيل الأولى 1: 10- 11
" وَهِيَ [حنة، أم صموئيل] مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى»."
كانت حنة في محنة. فماذا فعلت؟ صلت، وهو أيضاً ما تقترحه علينا يعقوب 5: 13 في مثل هذه الحالات. فحقاً نقرأ هناك:
يعقوب 5: 13
" أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ."
كانت حنة في محنة وصلت، وعلينا فقط أن نذهب للآية 20 من نفس الإصحاح لنرى ما حدث نتيجة لذلك. فنقرأ هناك:
صموئيل الأولى 1: 20
" وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أَنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ صَمُوئِيلَ2 قَائِلَةً: «لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ»."
طُلِبَ صموئيل من الرب. واسمه ذاته يعلن أنه كان استجابة لصلاة.
ومع ذلك لم يكن هو الوحيد الذي كان استجابة لصلاة. فنفس الشيء حدث مع يوحنا المعمدان كذلك. وحقيقة، عندما ظهر الملاك لزكريا، أبو يوحنا، قال له:
لوقا 1: 13
" فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا."
كان مولد يوحنا المعمدان استجابة لصلاة زكريا ابيه- وبالطبع تحقق النبؤات الخاصة بمجيئه كمبشر بالرب يسوع المسيح (ملاخي 4: 5- 6، لوقا 1: 15- 17) - تماماً كما كان ميلاد صموئيل استجابة لصلاة أمه.
3. 2 درس كورنيليوس
بالأستمرار في القراءة، على الأغلب، يعرف جميعنا كورنيليوس، ذاك القائد الروماني الأممي، والذي ببيته تأكد لأول مرة أن " أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!" (أعمال الرسل 11: 18). ومع هذا، أتعرف كيف حدث وذهب بطرس إلى بيته ليتحدث إليه بالكلمة؟ تقول لنا أعمال الرسل 10: 3- 6
أعمال الرسل 10: 3- 6
" فَرَأَى [كورنيليوس] ظَاهِرًا فِي رُؤْيَا نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ النَّهَارِ، مَلاَكًا مِنَ اللهِ دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ:«يَا كَرْنِيلِيُوسُ!». فَلَمَّا شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ الْخَوْفُ، قَالَ:«مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ:«صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ. وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ...."
لم يذهب بطرس إلى هناك مصادفة. بل قد رأى رؤيا عن هذا (أعمال الرسل 10: 9- 20)، وأستجاب لدعوة القائد الروماني. ومع ذلك، أنظر ماذا قال الملاك لكورنيليوس عندما ظهر له: "صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ". سمع الله صلوات كورنيليوس. ونتيجة لذلك، قيل له أن يُرسِل إلى بطرس، الذي، كما أخبره الملاك،"يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ." (أعمال الرسل 11: 14). وحقاً، فبينما كان بطرس يتحدث إلى " كَثِيرِينَ مُجْتَمِعِينَ." (أعمال الرسل 10: 27) عند بيت كورنيليوس " حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ..... لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ" (أعمال الرسل 10: 44، 46). صلى كورنيليوس، فاستجاب الرب وخلص الكثيرين، كذلك شهدوا للروح القدس بتكلمهم بألسنة.
3. 3 أعمال الرسل 4: 24- 31
ولازلنا في أعمال الرسل، فيوجد في الإصحاح الرابع مثالاً آخر عن قوة الصلاة ، الآيات 24- 31. خرج بطرس ويوحنا من السجن للتو، حيث ألقيا فيه لأنهما كانا يناديان بالقيامة (أعمال الرسل 4: 2)، صانعين معجزات عظيمة باسم يسوع (أعمال الرسل 3: 1- 7). وبعد إطلاق سراحهما، ذهبا إلى المؤمنين وأخبراهم بما حدث. ماذا فعل التلاميذ بعد ذلك؟ صلوا. في الحقيقة، تقول لنا الآيات 24، 29- 30
أعمال الرسل 4: 24، 29- 30
" فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا:«أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.... وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ»."
لقد صلوا أن يصنعوا بالضبط ما يزعج السلطات (أعمال الرسل 4: 18) أي التكلم بكلام الله بكل مجاهرة ولتُجرَ آيات وعجائب باسم يسوع. وما الذي تبع صلاتهم؟ تقول لنا الآية 31
أعمال الرسل 4: 31
" وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ."
لقد صلوا أن يتكلموا بكلام الله بمجاهرة وأحذر ماذا حدث: لقد تكلموا بكلام الله بمجاهرة.
4. النتيجة
للتلخيص إذاً: درسنا في هذا المقال تأثير الصلاة، كما ظهر من خلال العديد من تسجيلات الكتاب المقدس. رأينا في كل الأحوال كيف حُرِكَت يد الله بمنتهى القوة، في استجابة لصلوات شعبه. وهذا لم يحدث فقط في ذلك الوقت. بل في الحقيقة، تُحَرَّك يد الله كذلك بنفس الطريقة في يومنا هذا، مغطياً بوجوده وحكمته كل ما طلبناه منه في الصلاة والذي يكون متوافقاً مع إرادته. كما تقول لنا يوحنا الآولى 5: 14
يوحنا الأولى 5: 14
" وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا."
يسمعنا الله عندما نصلي إليه. وكما تقول لنا أمثال 15: 9، أن صلاتنا " مَرْضَاتُهُ". إنه ينتظرها ليأخذها ويحققها، إن كانت بالطبع متوافقة مع مشيئته. إن تحقق هذا الشرط فلن يقدر شيئاً إذاَ على إيقافه ليستجيب لها مهما تطلب هذا الأمر.