«لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ». وما قاله الرب لا يسندنا على أي شيء من القدرية، بل على إدراكنا لأن «أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ» وهو الذي لم يقصِّر يومًا في رعاية الطيور والزهور. كما أنه لا يدعونا للكسل والتواكل بل للاهتمام بما هو أهم «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». فبقراءتنا الجزء كله (متى٦: ٢٥-٣٤ ) نفهم أن الرب يوجهنا أن نهتم بما هو أبقى وأكثر أهمية، عالمين أن الله لن يتركنا للعوز والاحتياج، بل هو يهتم بأدق التفاصيل؛ فلا داعي إذن للانشغال بمثل هذه الأمور.