|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول القديس كيرلس الكبير [ دُهش الناس لما رأوا من الجلال الرائع في عيشة يوحنا الهادئة، عظمة أخلاق وسِمو تقوى وصلاح، فقد هال الشعب اليهودي سِمو يوحنا ورُقيِّه في عيشته وتعاليمه ، حتى ظنَّوا أنه لا بُد وأن يكون المسيح الذي أشار إليه الناموس بمختلف الرموز ، ووصفه كثير من الأنبياء والرسل .. إلا أن يوحنا سرعان ما لاحظ ظنونهم حتى وقف يبدِّدها بحزمٍ وعزمٍ ، فأعلن في غير لبس أنه ما هو إلا خادم لسيِّده، وأن المجد والكرامة والسجود والعظمة لا تليق إلا بالمسيح الذي اسمه يفوق كل اسم. عَلَم يوحنا أن المسيح أمين لكل من يخدمه ، فما على الخادم إلاّ أن يعلن الحق والصدق، إذ الفرق شاسع بين الخادم وسيِّده، أي بين يوحنا والمسيح ولذلك يقول : " أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه" (يو 3: 28)، فحقًا أن يوحنا عظيم في رسالته وعظيم في شهادته، فقد كان رائع الجلال ككوكب الصباح الذي يعلن شروق الشمس من وراء الأفق.أراد يوحنا أن يثبت للملأ أنه دون سيِّده مرتبة ومقامًا، فقال: "أنا أعمِّدكم بماء، ولكن يأتي من هو أقوى منِّي الذي لست أهلًا أن أحل سيور حذائه" (3: 16). حقًا أن الفرق شاسع بين المسيح ويوحنا، بل لا تصح المقارنة بينهما، ولذلك صدَق المعمدان المغبوط رغمًا عن سِمو فضيلته وكريم خلقه بأنه "غير أهل لأن يحل سِيور حذائه"، لأنه إذا كانت القوَّات السمائيّة والعروش والسيرافيم المقدَّسة تقف حول عرش المسيح الإلهي مقدِّمة له المجد والتسبيح ، فمن ذا الذي يستطيع من سكان الأرض أن يقترب من الله ؟! نعم يحب الله الإنسان فهو رؤوف به رحوم عليه، ولكن يجب ألا ننكر بأي حال من الأحوال بأننا لا شيء بالنسبة له فنحن بشر ضعفاء جهلاء ] يعلن القديس يوحنا أنه غير مستحق أن يمد يده ليحل سيور حذائه، لقد أحنى السيد المسيح رأسه تحت هذه اليد المتواضعة ليكمل كل برّ، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : [ اليدّ التي أكد أنها غير مستحقة أن تمس حذائه سحبها المسيح على رأسه.] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يقول القديس باسيليوس الكبير إن مدينة الرب هي الإنسان |
القديس كيرلس الكبير |
من أقوال القديس كيرلس الكبير |
† † † القديس كيرلس الكبير † † † |
من أقوال القديس كيرلس الكبير |