رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
﴿ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ . فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ . فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ . وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا . فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ لَنْ تَمُوتَا . بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ . فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ . فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ ﴾ ( تك 3 : 1 – 6 ) مِنْ ألقاب عدو الخير المشهورة ” الحيَّة القديمة “ إشارة لدخول الشيطان في الحيَّة في جنة عدن واحتياله على حوَّاء بالمكر والكلام المعسُول .. مكتوب عنها ﴿ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ ﴾ .. الحيَّة التي داخلها الشيطان صوَّرت الكلام وذَوَّقِت الكلام .. ﴿ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ لَنْ تَمُوتَا . بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ﴾ .. مش بس ذَوَّقِت الكلام وكمان ذَوَّقِت الثمرة التي كانت حوَّاء تراها كل يوم .. في هذا اليوم ﴿ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ﴾ الشيطان ” الحيَّة القديمة “ خدَّاع ومكَّار .. ورغم أنَّ لقبه ” الحيَّة القديمة “ لكنه يُطوِر نفسه ويُجدِّد في وسائله ويخترِع طُرُق جديدة كل يوم مُحاولاً خِداع السُّلماء ما أكثر خِداعات إبليس في هذا العصر .. إنه ﴿ رئيس العالم ﴾ ( يو 12 : 31 ) ( من جهة الإغواء والخِداع والتَّضليل والغِش ) ولكن ما أجمل قول الرب يسوع عن نفسه وهو لِسان حال أولاده الأُمناء الحُكماء ﴿ رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء ﴾( يو 14 : 30 ) .. علينا كأولاد الله أن نفطِن لِخِداع الشيطان ونعرف أفكاره لِنتجنب السقوط في فِخاخه .. ونقول مع القديس بولس الرسول ﴿ لئلاَّ يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكارهُ ﴾ ( 2كو 2 : 11 ) الشيطان انهارده له أساليب جديدة ومُتغيرة ومُلتوية وتحت مُسميات مُختلفة ليخدع أولاد الله .. ولكن أولاد الله الحُكماء والمُرشَدين بالروح القدس والمُسلحين بخبرة الكنيسة وسِيَر قديسيها قادِرُون أن يحموا أنفسهم ويحموا أولادهم من حِيَل العدو مِنْ الضربات الجديدة أو الحِيَل المُستحدثة لعدو الخيرمثلاً :- 1. مُحاولة تقنين الخطية :- عدو الخير انهارده له أعوان في بعض الهيئات المُحترمة وبعض الدول الكبيرة يُحاول تقنين الشر وإعطاءِهِ صِفة الشرعية .. ويُحاول أنَّ الناس تتعاطف مع الخطية وأصحابها .. مثلاً هناك بعض الدول وبعض الهيئات التي تهتم بحقوق الإنسان تُحاول أن تُقنِّن موضوع الشذوذ الجنسي .تقنين الرشوة الغش الملابس الأمر وصل أنَّ بعض الكنائس في الغرب سمحت بزواج الشواذ في الكنيسة .. بل سمحت بِرِسامات كنسية لهم !! إنه تشجيع على الخطية وإعطاءها مظلَّة من الشرعية والحِماية ومزيد من الحقوق والامتيازات .. ويقولون هم وُلِدوا هكذا .. هم أحرار .. هم لا يأذون أحداً .. إلى أخر المُبرِرات وهنا نتذكر ما قالهُ سُليمان الحكيم كخِتام لخبرته الطويلة فقال ﴿ هذا وجدتُ أنَّ اللهَ صَنَعَ الإنسانَ مُستقيماً . أمَّا هم فطلبُوا اختراعاتٍ كثيرةً ﴾ ( جا 7 : 29 ) على رأي قداسة البابا حينما واجههم بشجاعة في الخارج وقال ببساطة بعد أن استعرض آيات الكتاب المقدس في هذا الموضوع : لو مرضى إذن يتعالجوا .. لو خُطاة إذن يتوبوا .. حق ربنا واضح .. حقوق الله فوق أي حقوق .. القديس بولس يُشير إليهم في ( رو 1 : 25 – 28 )﴿ الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ آمِينَ . لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ . لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاِسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ . وَكَذَلِكَ الذُّكُورُ أَيْضاً تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ . وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ ﴾ مُحاولة تقنين عِلاقات ما قبل الزواج وتصوير الجنس أنه مثل الأكل والشُرب .. ومن حق الإنسان أن يأكل ويشرب ويُمارِس الجنس .. وكل همُّهُم هو الجنس الآمِن .. كيف تُمارِس الجنس ولكن لا تُصاب بالأمراض مثل الإيدز .. كيف تُمارِس الجنس ولكن لا يحدُث حمل دون إرادتك .. وتصوير هذه العِلاقات أنها حُرية شخصية لاكتساب خبرة .. ليعرفوا بعض قبل الزواج .. كلها أفكار يسوقها عدو الخير لِيُمرِّر الأمر ويُعطية شرعية المُخدرات .. في بعض الدول يسمحون بالمخدرات بِنِسَب مُعيَّنة .. وهناك منافذ بيع قانونية .. ويُوفرون للمُدمنين سِرنجات جديدة للحِماية من الإيدز والالتهاب الكَبَدِي الوبائي .. وهناك بلاد مُتخصصة في إنتاج وتصدير المخدرات .. اقتصاد بعض الدول قائم على هذا .. هذه بعض مُحاولات عدو الخير لِخِداع الناس في مُحاولة لإعطاء الشرعية للخطية .. ولكن يبقى شِعار أولاد الله ﴿ حقُّ المسيح فيَّ ﴾ ( 2كو 11 : 10 ) .. ﴿ فقط عيشُوا كما يحقُّ لإنجيل المسيح ﴾ ( في 1 : 27 ) مش عاوزين نسترسِل في الحديث عن انحرافات الفكر العالمي الذي أصبح يُدافع عن الخطية وربما يُمجِّد فاعليها .. الشر واضح ومعروف وطُوبى لِمَن يحفظ نفسه بلا دنس في هذا العالم ﴿ الدِّيانةُ الطاهرةُ النَّقيَّةُ عند اللهِ الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضِيقتِهِم وحِفظ الإنسان نفسهُ بلا دنسٍ من العالم ﴾ ( يع 1 : 27 ) مُحاولة تزويق الخطية .. حرب المُسميات .. وتسمية الأمور بغير حقيقتها .. نوع من الخِداع أو ادِّعاء الشطارة ويتناسون أنَّ ﴿ الخطيةُ خاطئةً جداً ﴾ ( رو 7 : 13 ) .. ويقول عنهم أيضاً القديس بولس الرسول ﴿ ليس خوفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِم ﴾ ( رو 3 : 18 ) مثلاً يُسمُّون الخلاعة فن .. الڤيديو كلِيب .. ومساحة اللحم أكثر من مساحة اللحن .. ويُسمُّون الابتذال حُرية .. ويُسمُّون الأحاديث المكشوفة المملوءة بالإيحاءات ثقافة .. ويُسمُّون العُنف والضرب بُطولة ورياضة .. ويُسمُّون النقد والتجريح حُرية الرأي وحُرية التعبير عن الرأي .. ويُسمُّون الرشوة حلاوة .. هدية والنبي .. ويُسمُّون الخِداع شطارة .. ويُسمُّون التجاوز رَوْشَنة .. مودرنيزم والبعض يُكبِرون ويُحرِّفون الحقائق .. وأحياناً يُبالِغون في صِيَغ الكلام إمَّا إضافة أو نُقصان .. وهذه كلها أوجه مُختلفة لخطية معروفة اسمها ” الكِذب “ ولكن يُمسُّونها ” حكمة “ ومن حِيَل العدو المُخادِع الذي يريد أن نحيد عن الحق أن يأتي إلينا مَنْ يدَّعي أنه خادم .. وماسِك الإنجيل ويدخل إلينا بكلام معسول لكيما ننحرِف عن عقيدة كنيستنا التي تسلَّمناها من القديسين .. كلنا واحد في المسيح .. نحن لا نتكلَّم عن العقيدة .. نحن لا طائفيين .. ولكن الكتاب المقدس واضح وسبق وحذَّرنا ﴿ احترزُوا مِنَ الأنبياء الكَذَبة الذينَ يأتُونكُم بِثِياب الحُملان ولكنهم من داخلٍ ذِئاب خاطفة ﴾ ( مت 7 : 15 ) وعلى المستوى الشخصي يُحاول عدو الخير تمرير بعض الخطايا .. خطية عدم الطهارة تحت مُسمَّى العطف وعمل الخير .. خطية الغِش أو الشهادة الزور أو شهادات مرضيَّة أو .... تحت مُسمَّى خدمة الأصدقاء والأقارب وهي بلا مُقابل .. كلها أُمور تحتاج يقظة .. ومُراجعة أب الاعتراف وأن يكون الإنجيل هو دستور حياتنا والمرجِع الذي ترجع إليه دائماً . 2. كل الناس بِتِعمِل كده :- مِنْ حِيَل العدو أنه يُعزينا برأي الأغلبية .. ويُهوِن علينا الموضوع .. كل الناس بِتِعمِل كده .. هو انت بس اللي صح .. كل الناس بتغِش .. كل الناس بتزوغ .. كل الناس بتأخذ .. ويسوق له أمثلة مُتدينة .. وللأسف هناك أُناس يُبرِّرون سلوكهم الخاطئ بأنَّ التيار جارِف .. كل الناس ماشية كده وعايشة كده .. منهج مُعوج وخاطئ ونرُد عليهم بأمثلة كثيرة لأُناس مشوا ضد التيار ( المسيحي والسمكة ) .. القديس أثناسيوس .. موسى في قصر فرعون .. داود .. الطفل صموئيل .. وهل ننسى تحذير الرب يسوع لنا من جهة السائرين في الطريق الرحب ويدخلون من الباب الواسع المُؤدي إلى الهلاك وكيف أنهم كثيرون ( مت 7 : 13 ) ليس معنى أن ترى كثيرين يُنادون بمبدأ خاطئ أو يسلُكون في طريق مُعيَّن أنهم على حق لمجرد أنهم يُمثِّلون الأغلبية .. كثرة العدد ليست دليلاً على صحة الطريق .. نحن نعيش في العالم ملحاً للأرض ونوراً للعالم .. نعيش في العالم ولكن العالم لا يعيشُ فينا .. سفينة حياتنا تخوض في بحر هذا العالم ولكنها لا تسمح لمياه العالم أن تدخل إليها .. ﴿ لأنكم لستُم مِنَ العالم ﴾( يو 15 : 19 ) .. ﴿ في العالم سيكونُ لكم ضيق . ولكن ثِقُوا . أنا قد غلبتُ العالمَ ﴾ ( يو 16 : 33 ) . 3. إحنا بشر والوصية صعبة :- من حِيَل العدو مُحاولة إقناع الإنسان أنَّ الوصايا صعبة .. المسيحية ديانة مِثالية وكلام الإنجيل لا ينفع نعيش به في العالم .. نعيش به في الكنيسة فقط ( الثُنائية ) .. كيف نُحب أعدائنا ؟ كيف نعيش التواضُع وسط الناس في الشغل ؟ كيف أمشي الميل الثاني ؟ وكيف أُحوِّل الخد الآخر ؟ يِصعَّب علينا الوصية ويُصوِر أنها مُستحيلة التنفيذ .. ولكن القديس يوحنا الحبيب يرُد عليه ويقول ﴿ وصاياهُ ليست ثقيلةً . لأنَّ كل مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يغلُبُ العالمَ ﴾ ( 1يو 5 : 3 – 4 ) الشيطان يُهوِّل لنا الصُعوبات ويُنسينا معونة الله على تنفيذ الوصية .. قديماً استصعب التلاميذ كلمات الرب يسوع عن دخول الأغنياء إلى ملكوت السموات وقالوا له ﴿ مَنْ يستطيعُ أن يخلُصَ ﴾ ( مت 19 : 25 ) .. ولكن ربنا رفع عيونهم إلى الإمكانية الإلهية التي تسند أولاد الله في تنفيذ الوصية وقال لهم ﴿ هذا عندَ الناس غير مُستطاعٍ ولكن عند اللهِ كل شيءٍ مُستطاع ﴾ ( مت 19 : 26 ) .. لازم نعرف أنَّ ربنا لم يُعطِنا تعاليم ووصايا فقط .. المسيحية مش مجموعة من الأوامر والنواهي .. المسيحية هي حياة المسيح في أولاده .. ﴿ هَا ملكُوتُ اللهِ داخِلكُم ﴾ ( لو 17 : 21 ) .. ﴿ ها أنا معكُم كل الأيام إلى انقضاء الدَّهر ﴾( مت 28 : 20 ) .. ﴿ أستطيعُ كل شيءٍ في المسيح الذي يُقوِّيني ﴾ ( في 4 : 13 ) العالم صعب والخطية مُنتشرة وتستخدم الإبهار .. كل ده فعلاً .. لكن لازم نعرف ونُؤمن أنَّ﴿ حيث كَثُرت الخطيةُ ازدادت النعمةُ جداً ﴾ ( رو 5 : 20 ) .. كل ما الخطية المُحيطة تزيد كل ما النعمة المُؤازرة تزيد أكثر وأكثر .. الله لم يتغيَّر معندوش تغيير ولا ظِل دوران .. ﴿ هو هو أمساً واليومَ وإلى الأبدِ ﴾ ( عب 13 : 8 ) .. ربنا اللي كان مع الآباء زمان هو نفسه معانا انهارده ولم يتغيَّر .. إحنا اللي تغيَّرنا وإحنا اللي ضِعِفنا وإحنا اللي عاوزين نُبرِّر أنفُسنا أمام أنفُسنا قصة دانيال .. ﴿ جَعَلَ في قلبِهِ ﴾ ( دا 1 : 8 ) .. بالرغم من صعوبة الأمر جداً في قصر الملِك الله أعطاه سُؤل قلبه لمَّا نعيش صح ونسلُك بالروح سوف نعرف ﴿ الأشياء الموهُوبةَ لنا مِنَ اللهِ ﴾( 1كو 2 : 12 ) .. ونعرف أنَّ نعمة الروح القدس الموهوبة لنا والساكن فينا ليست باطلاً ولا عبثاً .. المهم أن نشترك نحن في العمل مع الروح القدس نُصلِّي ونقول لربنا ﴿ سَهِّل لنا طريق التقوى ﴾ .. ساعدنا فيه .. ساعدنا في تنفيذ وصاياك .. طاعة الوصية تجعل الله يعمل بقوة في ضعف الإنسان ( قصة الراهب .. أطاع وصية أبيه .. يا إله أبي أعنِّي .. فوجد نفسه في الطريق إلى الإسقيط ) . 4. ظُرُوف الحياة .. الضُّغُوط .. الاحتياج :- صح هناك ضغوط مُتزايدة في المُجتمع .. المُجتمع كله انصبغ بروح ” ضد المسيح “ .. وصحيح كمان الظروف الاقتصادية صعبة وهذا يُؤثر اجتماعياً ونفسياً .. ولكن هل يا ترى ضغوط الحياة والاحتياج مُبرِّر لكسر الوصية ؟! القديس بولس الرسول يُوضِح لنا أنَّ الإنسان المُحِب للمسيح لا يمكن حاجة في الدنيا ولا ظرف من الظروف يِفصِله عن محبة الله وبالتالي عن السلُوك حسب وصاياه فيقول ﴿ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ . إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ . قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ . وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا ﴾ .. والقديس بولس لا يكتفي بهذا بل بروح اليقين يعود ويُؤكد قائلاً ﴿ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا ﴾( رو 8 : 35 – 39 ) داود ومبدأ مسيح – مسيح الرب – .. الاحتياج .. والفُرصة .. العُذر .. ولكن المبدأ ساري .. ولذلك وبسبب استقامة قلب داود وحِفاظه على الوصية والمبدأ الله رَفَعُه .. الله لا يترك أولاده الأُمناء في شدة .. هو قريب قوي منهم .. لذلك مكتوب ﴿ وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا ﴾ ( 1كو 10 : 13 ) .. الموظف والاحتياج والظروف .. هل ده يد ملاك ؟ إذن لا .. المُشكلة ليست في الاحتياج ولكن في الضعف الروحي .. في الاستسلام للظروف .. فتضعُف الروح وتصغُر النفس وينسى الإنسان وعُود الله ويتخلَّى عن مبادئه .. علينا أن نُجاهد ونثِق في وعُود الله .. ﴿ كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ ﴾ ( مز 37 : 25 ) . 5. إهمال الخلاص:- الإنسان الحكيم لابد أن يكون له منهج واضح .. وأولويات مُرتَّبة صح .. سُليمان الحكيم يقول ﴿ طريقُ الكسلانِ كَسِياجٍ من شوكٍ وطريقُ المُستقيمين منهج ﴾ ( أم 15 : 19) .. عدو الخير يُحاول أن يجعل أُمور غير هامة من حيث خلاص النفس تكون لها الأولوية .. الأكل .. الشُّرب .. الشغل .. الصحة .. الرياضة .. الناس .. الأولاد .. الأُسرة .. يقولك الشغل عِبادة .. يقنعك أنَّ الصحة في خطر وبالتالي لها الأولوية عن الوصية .. الرياضة مهمة .. الرشاقة مهمة .. ويتحوَّل الإنسان في تفكيره وتِتلخبط حياته لأنَّ أولوياته اتلخبطِت .. ﴿ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ ﴾ ( مت 6 : 33 ) .. الله أوَّلاً في وقتك ( صلاة باكر ) .. الله أوَّلاً في مالك ( العُشُور أوِّل حاجة تِطلع .. البُّكُور ) .. الله أوَّلاً في تربية أولادك ( ربِّيهم لحساب ربنا .. رُوحياتهم أهم .. هل قرأوا الإنجيل .. هل صلُّوا .. قبل السؤال عن الأكل والمُذاكرة ) ربنا يُحذِّرنا تحذيراً واضحاً ﴿ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ . أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ ﴾ ( مت 16 : 26 ) .. ينبغي أن يكون الصوت الأوَّل والاهتمام الأوَّل لحساب الله وخلاص النفس هذه بعض من حِيَل العدو في هذا العصر مع أولاد الله الأُمناء .. الأمر يحتاج يقظة .. والكتاب يُحذِّرنا ﴿ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ بِحِيلَةِ النَّاسِ بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ ﴾ ( أف 4 : 14) .. الله لا يترك نفسه بلا شاهد .. وفي كل مكان وفي كل زمان الله له أولاده الأُمناء حتى يستد كل فم ولا يكون للإنسان حِجَّة .. ﴿ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ ﴾ ( رو 2 : 1 ) نعمة المسيح حاضرة ومُستعدة للعمل المهم رغبتي أنا في الحياة بأمانة وطاعة الوصية .. ربنا وضعنا في العالم نوراً للعالم وملحاً للأرض .. كيف نشهد للمسيح في العالم في هذا العصر ؟ بالحياة باستقامة بالرغم من كل الضُّغوط والإغراءات . |
|