منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2014, 03:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

دور ومكانة النبي في جماعة المؤمنين

دور ومكانة النبي في جماعة المؤمنين


إن يقين الأنبياء بأنهم يقولون كلمة الله وليس كلمتهم، جعل أنبياء الكتاب المقدس ولا سيما يسوع، يقومون بأعمال جرأة غريبة. فقد تكلموا على موضوعات تفوق القوى البشرية، ويلتزمون بها بثقة تعود إلى الصبيانية، ظاهرياً، إلا أن التزامهم بها يعود إلى يقين سامٍ متماسك جداً. وعلى سبيل المثال لم يخشوا تحديداً سابقاً لمستقبل قريب جداً، ولم يكن للسخرية التي يسببها بعض التأخير في تحقيق ما أنبأوا به، (اش 5/19 وحز 12/21-23) أن تثنيهم عن الالتزام للمستقبل بثقة وبسلطة مطلقة آتية من الله.
والأنبياء أنفسهم يفسرون ثقتهم الكبيرة هذه، بيقينهم بأنهم يقولون كلمة الله وليست كلمة بشرية من عندهم. يُعَبَّر عن هذا اليقين في عبارات تفتتح وتختم الأقوال النبوية: "هكذا قال الرب" في البدء، و"قال الرب" في النهاية .
هذه الكلمة التي يحملها النبي والتي تغيّر حياة الجماعة من حال إلى حال، لم يكن مرغوبا بها دوما، لأنها ستغيّر ما هو مألوف في التقليد وتعيد تنظيم الحياة الرتيبة للناس والبعيدة عن الله. في الحقيقة لم يكن الأنبياء ضد التقاليد الموروثة في شعب الله، لكنهم توصلوا عبر اختبارهم الشخصي لله، أن يكونوا أحراراً إزاء التقاليد، كانوا لا شك مرتبطين بهذه التقاليد ومن خلالها بشعوب الشرق القديم، إنما لم يؤثر ذلك على مسلكهم، بل كان اختيارهم الشخصي لله هو الحاسم، فصاغوا لهم شخصية مميزة خاصة، فابعدوا الأشكال الإيمانية المبنية على القشور والمساومة وعملوا انطلاقا من حقيقة عاشوها وجوديا. وهكذا لم يلغوا التقليد، بل استعانوا به أحياناً في تبشيرهم، إنما التقاليد لم تكن أساساً لإيمانهم. بل فهموها على ضوء جديد هو ثمرة تغيير باطني جذري قادر على أن يحول الإنسان إلى خليقة جديدة.
فالأنبياء الحقيقيون هم أقل تعلقا بالمؤسسات القائمة مع أنهم لم يكونوا منعزلين، بل كانوا محاطين بمعاونين، فقد كان لإيليا النبي تلميذٌ هو اليشاع (2مل 1)، وكان لأشعيا تلاميذ (2مل 8/16)، وكان لإرميا كاتب (2مل 36/4)، هؤلاء الكتاب والتلاميذ كان لهم الدور الأكبر في تدوين ونشر ما وصلنا من أسفار وكتابات نبوية. فمعظم الأنبياء اللاحقون استوحوا من أسلافهم السابقين وعملوا على تطوير وتحديث هذه الأفكار. وحافظوا بذلك على الاستمرارية الفكرية والنبوية المرتكزة على قراءة الماضي. فبذلك نكتشف النبي الحقيقي من النبي الكاذب كما يشرح لنا ذلك إرميا (23/16، وحز 13/2). فالأنبياء الكذبة هم الذين يتنبأون بكلمة الرب على هواهم.
وتعرّض الأنبياء للمقاومة لأنهم كانوا يدافعون عن حقوق الشعب الأساسية بجرأة لاهبة فيندّدون بالحرمان من الأجر ومن الملكية (ار 22/13) ويفضحون الغش والاختلاسات (عا 8/5؛ هو 22/8) وارتشاء القضاة وتحيزهم (اش 1/23؛ مي 3/11) وطمع الدائنين (حب 1/4) والخبث (ار 6/6) والانحلال الخلقي (اش 5/20) وفساد الرعاة معكري ماء الخراف (حز 34/81) وأصحاب السلطة الدينية والمدنية الذين يُضِلُّون الصغار (عا 2/7) ويخالفون أحكام الشريعة (هو 5/1). اتخذ الأنبياء مواقف جذرية ضد الخبث في العبادات إبّان الأضاحي (عا 5/21) وتجاه الهيكل (ار 26/1-15) وتابوت العهد (ار 3/16)..
ولكن إذا صح أن الأنبياء هم ثوار زمانهم، فإن ثورتهم هي دعوة إلى الارتداد الروحي، وإلى تغيير ما في داخل الإنسان وهذا هو الأساس. يظهر الأنبياء ملحاحين يستعجلون استقدام المستقبلات، وبهم تفاؤل لا يتزعزع بانتصار دعواهم، لذا يعنفون معاصريهم على معاصيهم، ويدعونهم لتغيير سلوكهم والسير باستقامة أمام الله. يحدو الأنبياء رجاء راسخ، بان إله العهد سوف يحقق الوعد، من اجل إرساء مجتمع الغد على قاعدة العدل والبر والسلام، ولن يناقض يسوع هذا التوجه بل سيكمله بشرعة التطويبات في عظته على الجبل (متى 5/1-15) .
وما يميز النبي انه كان يؤمن حقيقة بأن الله يصب غضبه على أحداث التاريخ، ومع ذلك كان يؤمن بأن لهذه الكوارث معنى. كان الأنبياء يكتشفون بعفوية، تصدع البشرية في ظلمها وغرورها؛ فيستبقون بالرؤيا ما سيحدث من تناقضات ونزاعات وصراعات ومآسي.
فالنبي في الكتاب المقدس يحسن الانخراط في منطق التاريخ، فينطلق من كل المعطيات الماضية ويحكم على الحاضر، واكثر من ذلك يمكنه استشراف المستقبل. هكذا يمكنه أن يحافظ على ديناميكية في التغيير، فيتجنب الأفكار الكيفية وعدم الاستقرار في نسق التفكير والشعور وخضوع الموظف وخداع الممالق.
أخيرا إن الأنبياء معكرو حياة إسرائيل، وهم القادة الروحيون لمجتمع يكون مركزه الله، وهم حماة العهد، وشهود المستقبل. إنهم رجال الكلمة والروح أيضاً (هو 9/7). يتقصون الأحداث المعاصرة، ويكتشفون في مسيرة التاريخ المتقلبة والمأساوية آثار الله فيصبحون أصدقاء له حميمين، ورسله، يتركون كل ما من شأنه أن يُقيِّد لا محدودية الكلمة، وكل الاعتبارات البشرية، والعسكرية والديبلوماسية.. التي تعوق عظمة طرقه، وطبيعة ندائه القاطع.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عن جمع المُبشّرين لتعليم جماعة المؤمنين
أن صهيون هي كنيسة المسيح، أي جماعة المؤمنين
على المؤمن أن يخدم الله وسط جماعة المؤمنين
حب جماعة المؤمنين الذين هم جسد المسيح
جماعة المؤمنين


الساعة الآن 05:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024