يوجد ترابط عجيب و فائق عندما نبحث عن موضوع الصخرة فى الانجيل كرمز للسيد المسيح و هذه بعض الامثلة المبهرة الرائعة :
1- صخرة حوريب و المسيح المطعون على الصليب :
"وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1كورنثوس 4:10 )
نجد الانجيل يصف بهذه الكلمات صخرة حوريب التى تدفق منها ينابيع الماء لتروى بنى اسرائيل و نجد تقارب بينها و ترابط و بين منظر الصليب و جنب المسيح المطعون على جبل الجلجثة الذى تدفق منه دم و ماء ليطهر البشرية و الارض و نحيا به فى سر الافخارستيا كما قال الانجيل :
" انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم "
" فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. 54 من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير. 55 لان جسدي ماكل حق ودمي مشرب حق. 56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. 57كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي. 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء.ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا.من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد." ( يوحنا 6 :53 )
" الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" (افسس 1 : 7 )
" الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" ( كولوسى 1 : 14 )
2 - صخرة المريا و صخرة جثيسمانى
و نرجع بالزمن قديما فترة الى الوراء الى عصر ابراهيم رجل الايمان ابو الاباء
الذى هو ( رمز لاقنوم الآب ) يصفه الكتاب المقدس انه ذهب باكرا ليقدم ذبيحة ابنه,
ابن الموعد اسحق ( رمز اقنوم الابن ) على جبل المريا ( Moriah )
و على صخرة فى اعلى جبل المريا قدم ابراهيم اسحق ابنه الذى بارادته ايضا قدم نفسه كذبيحة للرب
و نربط بين صخرة المريا و صخرة جثيمسانى فيصحبنا هذا المشهد فى دهشة شديدة عندما نرى التطابق لالهنا فائق الابهار و نتذكر ( ربنا يسوع المسيح اقنوم الابن ) و هو جاثيا يصلى على صخرة جثيسمانى قبيل تقديمه كذبيحة فى اصعب ليلة و هى ليلة الصليب
و اما صخرة المريا التى قدم ابراهيم عليها اسحق , فأمر الرب ببناء الهيكل ( هيكل سليمان بيته و محل سكناه ) فوقها لانها اقدس مكان ليس فى اورشليم فقط بل و فى العالم كله
( لانها صخرة الايمان و المحبة و الطاعة )
صخرة المريا موجودة حتى الان فى ( قبة الصخرة )
جبل المريا ايضا يواجه جبل الجلجثة و نرى المعنى يتجلى بوضوح حين يطلب الرب من ابراهيم ان لا يمس اسحق ابنه بأذى وتكتمل القصة بحمل يذبح عنا و يأخذ ابراهيم و اسحق اعظم بركة من لدن الرب وياللقوة عندما يقسم الرب بذاته ليبارك ابراهيم و يشهد ايضا الانجيل ان ابراهيم و اسحق رأوا رؤيا
فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه ( تكوين22 : 14 ) ونجد انها تعني رؤية يهوه حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى ( يهوه يرأه ) كالتعبير العبري يهوه يريه
yeh-ho-vaw' yir-eh' و لهذا سمى الجبل ( بجبل المريا )
و كما قال المسيح "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح." ( يوحنا 8 : 56 )
"وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا " ( اخبارايام تانى 3 :1)
و بعد ذلك تأتى اللحظة الحقيقية للفداء و يتحقق ما كانت ترمز اليه قصة ابراهيم و جميع نبوات العهد القديم , اللحظة التى يبذل فيها ( اقنوم الآب ) ابنه الوحيد ( ربنا يسوع المسيح ) ليموت طوعا بدلا عنا و يشهد لنا الانجيل و يصف ما حدث بتلك الكلمات :
" هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " ( يوحنا 3 : 16 )
لا يسعنا بعد كل ذلك الا ان نبارك الهنا صخرة خلاصنا و نرنم مع داود النبى قائلين :
"هلم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا " (مز 95 : 1)
"ليس قدوس مثل الرب.لانه ليس غيرك.وليس صخرة مثل الهنا." ( 1 صم 2 :2 )
"الرب صخرتي وحصني ومنقذي.الهي صخرتي به احتمي.ترسي وقرن خلاصي وملجإي" ( مز18 : 2 )
" لانه من هو اله غير الرب.ومن هو صخرة سوى الهنا (مز 18 : 31 )
" حيّ هو الرب ومبارك صخرتي ومرتفع اله خلاصي "( مز 18 : 46 )
"مبارك الرب صخرتي الذي يعلم يدي القتال واصابعي الحرب.
رحمتي وملجاي صرحي ومنقذي مجني والذي عليه توكلت
طوبى للشعب الذي له كهذا.طوبى للشعب الذي الرب الهه" ( مز 144) هللوياه