ليس دفاعاً عن توفيق عكاشة

[Mary Naeem]

ليس دفاعاً عن توفيق عكاشة



الأحد, 12 أغسطس 2012 23:27


نعم توفيق عكاشة التي لا تعجبني طريقته، نعم توفيق عكاشة الذي اختلف مع كثيراً مما يقوله، نعم توفيق عكاشة الذي يشن ضده الإخوان وحلفائهم حملة شعواء، ليس اختلافا في الرأي ولكن لإغلاق قناة الفراعين، فالذين خرجوا ضد مبارك مطالبين بالحرية يسقطون في امتحان لها.
فالاختيار الحقيقي لإيمان الإخوان وحلفائهم بالحرية، ليس في أن يتركوا مناصروهم يعبرون عن انفسهم، ولكن أن يدافعوا عن حق خصومهم في انتقادهم، مهما كانت قسوة الانتقاد، بل ومهما كان شططه، فالحرية الحقيقية ليست فقط حرية الصواب، ولكنها أيضاً حرية الخطأ، اذا اعتبرنا الرأي خطأ وهذا غير صحيح.
الأمر بدون شك لا يخص الدكتور توفيق عكاشة وحده، فالهجمة الشرسة طالت صحيفة الدستور ومن قبلها صوت الأمة، واذا أضفت على ذلك التحرش البدني والاعتداء علي خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع، رغم انه ليس خصما للإخوان ولا لعموم التيار الاسلامي، واذا أضفت على ذلك أيضاً الاستيلاء على الصحف القومية، والمحطات الإذاعية والتليفزيونية، فهذا معناه أن الإخوان قرروا وبدؤا في تنفيذ قمع واستبداد، يتوارى بجواره نظام مبارك خجلاً.
هل هذا يعني الموافقة على ما يسميه الإخوان وحلفائهم من سلقين وليبراليين الانفلات الإعلامي؟
بالطبع لا ، بل ويجب مواجهته بالقانون، وليس بالغلق والمصادرة. ولكن بغرامات تتحملها الجريدة أو المحطة التليفزيونية، أو أي وسيلة إعلامية. فالإغلاق الاداري والمصادرة خارج القانون ، وحتى المصادرة بحكم قضائي ، اذا كانت اليوم تطال خصوم الإخوان، فغداً سوف تطال مناصروهم، اذا حدث وجاءت حكومة غير اخوانية.
شخصياً ليس لدي امل كبير في أن يتوقف توحش الإخوان،. ولكني اراهنوعلى القوى التي تناصر الحرية . وأراهن ايضا على الذين ناصروا الإخوان وهم مظاليم، وتحالفوا معهم بعد الثورة، فالذبح الذي يطال اليوم من لا تحبون،سوف يطأ لكم غداً .. واؤكد لكم أن هذا الغد ليس بعيداً.




الدستور