في رسالة يسوع المسيح العلنية طلب منا أن نكون رحماء كما أن أبانا السماوي رحيم، وأن نقول ونعمل ونعيش برحمة مثله، لأنه قد عاشها من أول لحظة وطئت قدميه هذه الأرض. فكان أول من عمل بشريعة الرحمة والمحبة، بنهاية حياته الأرضية وصلت الرحمة إلى قمتها حين غفر ورحم بمحبة لصاليبه ولأهل الأرض جميعا. على مر تاريخ الكنيسة العريق نجد قديسين وقديسات عاشوا بعمق رحمة الله وبشروا بها من خلال حياتهم.
لهذا سنتأمل في حياة القديسة مريم العذارء التي شعّ نورها من رحمة الله وكانت وما زالت وجه رحمة الله في هذا العالم، وتجلّت فيها محبّة الله ورحمته للبشر بأبهى صورة. نجد مريم العذراء في مخطط الله الخلاصي منذ نشأة العالم، فهي أسمى خليقة عَبر الله من خلالها عن رحمته اللامتناهية وأودعها فيها، وعاشت الرحمة الإلهية وعبرت عنها في حياتها.