رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا الْعِشْرَةُ. إِلَى بَيْتِ اللهِ كُنَّا نَذْهَبُ فِي الْجُمْهُورِ [ع14]. من السهل أن يحتمل الإنسان الشر الصادر من عدوٍ عن ذاك الذي يصدر من صديقٍ حميمٍ. فإن الإنسان غالبًا ما يكون في حذرٍ من عدوٍ معروفٍ، لكنه يُفاجأ بالصفعة غير المتوقعة الصادرة عن صديقٍ. كان أخيتوفل هو مصدر المتاعب لداود، وهو أحد الأشخاص المقربين جدًا لدى الملك، حيث أقامه مشيرًا له وقائدًا (1 أي 27: 33)، الذي جعله نظيره. كانا يتجاذبان الحديث بعذوبة حين كانا يأكلان معًا على مائدة واحدة من طعام الملك، ويتبادلان الأفكار. اعتادا أيضًا أن يسيرا معًا في بيت الرب، وبعذوبة يتبادلان أسرارهما خفية وعلانية. بنفس الطريقة اختار السيد المسيح يهوذا الإسخريوطي تلميذًا له وصديقًا، وسلمه عملًا تدبيريًا، وجعله مع عمله الكرازي أمينًا للصندوق، وأقام معه في ذات الموضع، كما كان يشاركه طعامه حتى الفصح الأخير، حتى يبدو يهوذا أنه متفق مع المسيح في كل شيءٍ، لكنه بعد هذا كله باعه وسلمه بثلاثين من الفضة. هذا وافاه الموت، إذ شنق نفسه، وانحدرت نفسه إلى الجحيم، لأن الشر قد استقر في أعماقه! * الأذية التي تصدر ممن يتزين بالصداقة تؤلم القلب، وتكون أشد ضررًا من تلك التي تصدر عن عداوة ظاهرة... هذا القول هو نبوة واضحة عن يهوذا الإسخريوطي، وتوبيخ ربنا له. يقول له: بما أن الكتبة والفريسيين أعداء الحق ومبغضوه، فحين كنت أكلمهم وأوبخهم على محبتهم للفضة، كانوا يعيّرونني ويعِظمون عليّ كلامهم. وكنت احتملهم، لأن عداوتهم ظاهرة، وأحيانًا كنت أختفي من حسدهم. وأما أنت يا يهوذا، يا من حنوتُ عليك مع جملة تلاميذي نظير نفسي، وأقمتك مدبرًا للعالم ورئيسًا مثل سائر الرسل، وقلٌَدتك سلطانًا على طرد الشياطين وشفاء الأمراض وعمل الآيات وكنت أمينًا للصندوق، فتأكل معي بحلاوة الصداقة والمصاحبة، خاصة عند ذهابنا إلى صهيون التي هي بيت الله، باتفاق، في صحبة جميع التلاميذ ليلة العشاء السرّي. هذا القول إذًا هو نبوة واضحة عن يهوذا وتوبيخ له بروح النبوة منذ زمن بعيد. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|