رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خليلٌ أم مصارعٌ؟ فبقيَ يعقوب وحده، وصارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر .. وباركه هناك ( تك 32: 24 - 29) لقد عاصر يعقوب جدّه إبراهيم 15 عامًا ( تك 21: 5 رو 4: 12 ، 20). وبالتأكيد قد سمع في هذه الفترة عن خُطوات الإيمان في حياة الجد إبراهيم ( تك 18: 18 )، وعن زيارة الرب له، وكيف كان إبراهيم من أصحاب سر الرب «هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعلهُ، وإبراهيم يكون أُمة كبيرة وقوية، ويتبَارك بهِ جميع أُمم الأرض؟ لأني عرَفتهُ لكي يُوصي بنيهِ وبيتهُ من بعدهِ أن يحفظوا طريق الرب، ليعملُوا برًا وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلَّم بهِ» (تك18: 18، 19). لقد كانت علاقة الرب بإبراهيم علاقة الخِّل مع خليله، وقد أكد الروح القدس على هذه العلاقة ثلاث مرات ( عب 11: 8 عا 3: 3 عب 11: 6 ). وتلخَّصت حياة إبراهيم في أنه رجل الإيمان منذ أن دعاه الرب وحتى رقاده وهي فترة دامت 100 عامًا (عب11: 8، 13). والرب وجدَ في إبراهيم الخِّل الذي يشاركه أفكاره «هل يسيرُ اثنانِ معًا إن لم يتواعدا؟» (عا3: 3). والإيمان هو النقطة الوحيدة ليلتقي الله مع نفوسنا، وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب11: 6). ومن هذا المُنطلق أُقيمت علاقة الصداقة بين الرب وإبراهيم. أما عن يعقوب فلم تكن العلاقة علاقة الخليل مع خليله، بل علاقة المصارع مع غريمُه. ونلاحظ أن محبة الرب ليعقوب كانت تمامًا كمحبة الرب لإبراهيم. فمحبة الرب ثابتة لكل المؤمنين، ولكن العلاقة والشركة تختلف من مؤمن إلى آخر. فقد كان يعقوب رجل الصفقات ( تك 25: 31 )، رجل الدهاء وإجادة التمثيل (تك27)، رجل التمييز في معاملته لأُسرته ( تك 33: 1 ، 2). ورغم هذه الصفات، فإن محبة الرب ليعقوب جعلتهُ يدخل مع يعقوب حلبة المصارعة ( تك 32: 24 ). وفي الحقيقة أن مصارعة الرب ليعقوب بدأت معهُ منذ خروجه من بيت أبيه متجهًا إلى حاران ( تك 28: 10 ). ودامت المصارعة لمدة 20 عامًا، وكانت مخاضة يبوق هى النقطة الفاصلة التي فيها انتصر الطرفان! الشيء الطبيعي لأي مصارعة أن يخرج منها طرف غالب وآخر مهزوم. لكن في حلبة مصارعة يبوق خرج الطرفان منتصران، وهذه هي مصارعة الله؛ لا يخسر فيها أحد. وحقق الرب الانتصار في تفريغ يعقوب من ذاته، وهذا ما تعنيه كلمة “يبوق” “تفريغ أو تجويف”. وحقق يعقوب الانتصار في حصوله على البركة، ورؤية وجه الله، والشمس أشرقت له ( تك 32: 30 ، 31). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جميلٌ أن نقعَ في الحُب |
كلك جميلٌ يا حبيبتي ليس فيكِ عيبه |
عند المسيح يوجد كلّ ما هو جميلٌ وصحيّ |
جميلٌ هوَ الإهتمام |
جميلٌ أن يوجد في الدنيا قلب ٌ يحبك |