رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نجيب ساويرس يكتب : أرحب بدعوة 'مالك' وسأعود لخدمة بلدى قرأت باهتمام مقالكم البليغ ''ساويرس.. محافظاً للقاهرة''، وأشارككم الرأي بأنه يجب العلو بمصلحة البلد فوق أى اختلافات. بالفعل كما ذكرتم، فقد عرض علىّ اللواء أحمد زكى عابدين منصب محافظ القاهرة، وقد اعتذرت لأنى تصورت أن ترشيحى لهذا المنصب محاولة لاحتوائي كشخص وليس لما أمثله من توجه سياسى. كما أننى رفضته حتى لا يوحى قبولى إياه للبعض بأننى كنت أطمع فى منصب سياسى وألهث وراء ذلك كما قد يفعل آخرون. ويعلم الله أنى لم أسع يوماً وراء أى منصب سياسى بدليل أنى لم أترأس الحزب الذى كنت أحد مؤسسيه، ولم أتقلد أى منصب قيادى فيه، بل إن من أهم مصادر فخرى واعتزازى هو أنى أسست حزباً غالبية أعضائه من المسلمين ليكون معبراً عن النسيج المصرى ذى الأغلبية المسلمة. كان بداخلى دوماً حلم أرى فيه نفسى فى موقع مسؤولية يمكّننى من خدمة مصر وأهلها، أتمكن من خلاله من رد فضل بلدى علىّ، ومن أجل تحقيق حلمى هذا كنت أعتزم اعتزال مجال الأعمال والتفرغ للعمل الخيرى قبل قيام الثورة بشهور قليلة. ولكن اندلعت شرارة الثورة وأشعلت فينا الأمل فى تغيير واقع مرير بمستقبل أفضل. وقد ساندت الثورة والثوار، وقفت معهم بثقلى منذ البدايات الأولى، ضارباً عرض الحائط بأى مخاطر قد أتعرض لها فى حال تمكن النظام السابق من وأدها، وطبعاً لو كانت الثورة قد فشلت لوضعنى النظام السابق فى طرة. ومعروف للجميع أنى كرست قناة ''أون تى فى'' قبل قيام الثورة لتكون منبراً وصوتاً للحرية والتنوير رغم ما كنت أتعرض له من ضغوط وتهديدات النظام السابق بسبب ذلك، ولما قامت الثورة وقبل رحيل النظام السابق كانت قناة ''أون تى فى'' صوت الثورة والثوار، وكان المصريون يتابعون أخبار الثورة وتطوراتها من خلالها. لم أكن يوماً محسوباً على النظام السابق، ولا كنت يوماً عضواً فى الحزب الوطنى، ولم أترك مصر بسبب مشاكل قضائية كما فعل آخرون، تركوا مصر نتيجة لمشاكل تعرضوا لها بسبب اختلاطهم مع النظام السابق. إن مشاكلى أساسها اختلافى سياسياً مع النظام الحالى، وقد سافرت يأساً وحزناً على حال مصر عندما وجدت أن الثورة قد اختطفت، والأهداف التى قامت من أجلها الثورة قد تلاشت واختفت وسط انقسام المعارضة وعدم توحدها والنرجسية المتضخمة والمصالح الشخصية لبعض رموزها. كما صدمنى نهم الإخوان فى الهيمنة على كل الأجهزة التنفيذية والتشريعية فى الدولة، ورغبتهم فى السيطرة على اقتصادها وتغيير هويتها، وإقصاؤهم للمعارضة، ومحاولاتهم ترويض الإعلام أو إسكاته. وقد كنت أتمنى أن يتمتع المصريون بدولة متقدمة عادلة تحت قيادة رئيسها المنتخب حتى لو كان منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين، فيكفى أنه قد فاز بأصوات الأغلبية، وكنت أنتظر فى ظله أن يتم السماح بوجود معارضة تتحرك بحرية دون ترقب وتربص، وكذلك إعلام حر مستقل عن الدولة يتحرك دون قيود أو مضايقات، ولكن أثبتت الشهور الماضية عكس ذلك.. ومازلت فى داخلى أستشعر عدم الاطمئنان بحدوث ذلك فى المستقبل القريب، خاصة مع استمرار مسلسل البلاغات الكيدية والعبثية ضدى من صبيان النظام وتزايد إصدار قرارات المنع من السفر دون صدور أحكام نهائية وهو ما يهدد رجال الأعمال فى أرزاقهم وينال من سمعتهم. عموماً، لا أملك سوى أن أرحب بدعوة السيد حسن مالك، ورغم الخلاف الجوهرى بينى وبين جماعة الإخوان إلا أنه فى ظل الظروف الاقتصادية التى تكاد تعصف بالبلد فإن مصر فى حاجة لكل مصرى أصيل يحب بلده، خاصة من كان مثلى، تمتد جذوره إلى أعماق صعيد مصر، تربى على حب بلده والولاء له والتشبث به والتعلق بترابه. لا يمكن أن نسمح للخلاف الأيديولوجى أو السياسى بين أبناء الوطن الواحد بأن يكون ذريعة وسبباً لأن تقع مصر أو تنحنى. وسوف أعود لأقوم بدورى الوطنى فى تنمية بلدى وخدمة أهله. وأنا هنا أكرر دعوتى وأمد يدى لوطنى ولأبناء شعبه ولكل من يريد أن يعمل لبناء وطننا مع اختلاف الرؤى والانتماءات الأيديولوجية، أمد يدى بكل ما أملك من إمكانيات لخدمة هذا الوطن الذى لم يبخل على ولم يضن. ومرة أخرى أقولها بصدق وإخلاص للجماعة الحاكمة: عليكم أن تقرروا، هل تريدون النجاح لهذه الثورة وبالتالى رفعة الوطن، أم تسعون للسيطرة على الوطن ومقدراته؟ إذا أردتم الأولى فنحن لكم شركاء، نشد من أزركم ونسعى مع سعيكم ليجتاز الوطن هذه المحن. أما إذا أردتم الأمر الآخر فلسنا بشركاء. |
|